ما معنى تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؟ ومن قائلها؟
تُستخدم هذه العبارة للدلالة على الشعور بخيبة الأمل، نتيجة عدم تحقيق الأمر أو الشيء المتوقع حدوثه، إضافةً لامتلاكها معنى آخر، وهو العراقيل أو الصعوبات التي تتعرض لها أمنيات الإنسان وأهدافه وتمنع أو تؤخر تحقيقها.
أتت هذه العبارة في قصيدةٍ للشاعر أبو الطيّب المُتنبي، والذي ذهب إلى مجلس سيف الدولة الحمداني، وتفاجأ حينها بخبر وفاته وهو على قيد الحياة، ونتيجةً لذلك أُصيب بالحزن الشديد، فكتب حينها قصيدته الشهيرة باسم (بم التعلّل)، حيث ذكر فيها الأبيات التالية:
لا تَلق دهرك إلا غير مكترثٍ مادام يصحب في روحك البدنُ
فما يديم سرورٌ ما سُررت به ولا يردّ عليك الفائت الحزنُ
يا من نُعيت على بعدٍ بمجلسه كلٌّ بما زعم الناعون مرتهن
ما كلّ ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
إني أصاحب حلمي وهو بي كرمٌ ولا أصاحب حلمي وهو بي جبنُ
ولا أقيم على مالٍ أُذل به ولا ألذ بما عرضي به درن
ويُقال أيضًا بأنّ المتنبي استخدم هذه العبارة عندما توقع حصوله على الإمارة ولكن جاءت النتيجة بخلاف ما توقع، ولم يستلم الإمارة، فأصيب بالإحباط وخيبة الأمل وردّد حينها عبارة: (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن)، ولذلك بيّين المتنبي في أبياته السابقة بأنّه من الواجب على أيّ شخصٍ أن لا يبالي بما سيحدث له من تغييراتٍ مع مرور الزمن ما دام على قيد الحياة، إضافةً لمعرفة أنّ المرء لا يشعر بالسعادة بشكلٍ دائمٍ بل ستمرّ عليه أيامٌ يعاني فيها من الأشياء أو المشاعر السلبيّة.
يأتي معنى العبارة بشكلٍ حرفيٍّ بأن الرياح تظهر فجأةً لتقوم بإعاقة السفن المتجهة للسعي وراء تحصيل الرزق، وبالتالي لا تُمكنها من تحقيق هدفها، والمقصود في هذه العبارة ليس السفينة كجماد بل من يقود السفينة.