ما معنى سحج في اللهجة الفلسطينية؟
يُطلق على تصفيق اليدين في اللهجة الفلسطينية كلمة “سحج” فما معنى هذه الكلمة وأصلها؟
كلمة ” سحج ” في اللغةِ العربية و الفاعل منها “ساحج” والمفعول “مسحوج” أو “سحيج”، سحَجَ الشّيء أي براه أوقشره أو حكّه أو خدشه…
أما عن معنى كلمة سحج في اللهجة الفلسطينية فقد اتخذت مفهومًا مختلفًا حيث أنهم يقصدون بها “صفَّقَ” والتسحيج هو التصفيق بالأيدي وليس أي تصفيقٍ كان، بل على وجه التحديد هو التصفيق الذي يُمارَس في ساحات الاحتفال والأعراس، فيتجمع الناس مشكلين حلقةً ويقومون بالتصفيق بحيث تكون تنحني أجسامهم إلى الأمام ونحو الأرض، مما يستنزف من طاقاتهم الجسدية ويجعلهم يتصببون عرقًا.
ويتفاوت حماس المسحجين للقيام بالتسحيج بحسب غاياتهم الخاصة ومدى علاقتهم بصاحب الحفل ودورهم فيه، وفي أغلب الأحيان فإن الشباب يميلون للتسحيج إذا كانوا من أقرباء أو أصدقاء صاحب الحفل، وكذلك فإنهم يجدون ذلك فرصةً مناسبةً للفت نظر الفتيات اللواتي يراقبنهم عن كثبٍ، والجدير بالذكر أنه يخف تواتر التسحيج في أطراف الحلقة.
مصطلح التسحيج سياسيًا
اليوم قد أخذ مصطلح التسحيج طابعًا سياسيًّا بعض الشيء؛ فباتت تطلق هذه الكلمة علي المهللين والمطبلين بشكلٍ أعمى لحزبٍ أو تيارٍ أو قبيلةٍ مما يخالف المعنى اللغوي والاجتماعي للكلمة، حيث أصبحت هذه الكلمة مقيتة لكثرة المسحجين للزعماء أو السياسيين بطريقةٍ تُلغي الفكر حيث أن معظمهم يسحجج للشخص الخطأ غالبًا لإثبات التبعية والولاء، وعلى سبيل المثال إذا صرح أحد المسؤولون في البلاد تصريحًا في أحد المؤتمرات وكنت أنت مثلًا صحفيًّا في هذا المؤتمر ولم يعجبك الكلام فلم تقم بالتسحيج، سوف يُقال عنك أنك “مُعارض” واذا قمت بالتسحيج إعجابًا بتصريح المسؤول سيقال عنك أنك ”سحيج“.
من أحد فوائد التسحيج أنه يقوم بضخ الدم من الرأس إلى القدم أي ينشط الدورة الدموية، فأكثر عزيزي من التسحيج لكن بمنطقية وعلى سبيل الفرح.