ما هو أكبر مصادر المياه العذبة على الأرض؟
تشكل المياه العذبة (Freshwater) نسبة 3% فقط من المياه الموجودة في الكرة الأرضية، في حين أن 97% هي مياه مالحة في البحار والمحيطات. وتعرف المياه العذبة بأنها المياه التي تحوي نسبة قليلة من الأملاح المنحلة فيها، حيث يجب أن تكون نسبة هذه الأملاح أقل من 500 جزيئة بالمليون، وهذا الأمر يجعل هذه المياه عذبة وقابلة للاستهلاك والاستعمال البشري. وتتوزع المياه العذبة على العديد من المصادر المتنوعة والمختلفة والتي يمكن تقسيمها إلى مصدرين رئيسين هما:
مياه عذبة على سطح الأرض: تتوزع في الأنهار والبحيرات، إضافة للجبال والأنهار الجليدية الضخمة الموجودة في قطبي الكرة الأرضية.
مياه عذبة تحت سطح الأرض: وهنا تتواجد المياه العذبة ضمن الطبقات العميقة من الأرض، وتكون مخزنة في أجواف ضمن باطن الأرض أو ضمن مسام الصخور تحت الأرض.
ما هو أكبر مصادر المياه العذبة على الأرض؟
تشكل المياه العذبة على سطح الأرض النسبة والمصدر الأكبر من الناحية النظرية للمياه العذبة حيث تشكل نسبتها 69% من مجمل المياه العذبة، والنسبة الأكبر من هذه المياه تتواجد بشكل جليد ضمن الجبال الجليدية والأنهار الجليدية، في حين تتوزع النسبة الباقية على البحيرات والأنهار، وأبرز أماكن تجمع ووجود هذه المياه على سطح الأرض هي:
- الغطاء الثلجي في القارة القطبية الجنوبية (Antarctic ice sheet) وجرين لاند (Greenland).
- البحيرات الأمريكية العظمى.
- بحيرة بايكال (Baikal) في روسيا وتشكل أعمق وأقدم بحيرة للمياه العذبة في العالم.
- بحيرة فيكتوريا في افريقيا.
وتأتي المياه الجوفية في المرتبة الثانية كمصدر للمياه العذبة من حيث النسبة، حيث تشكل حوالي 30% فقط من مجمل المياه العذبة الموجودة في الكرة الأرضية. ولكن على الرغم من هذه النسبة إلى أنه من الناحية العملية فإن المياه الجوفية تشكل المصدر الأكبر والأكثر فعالية للحصول على المياه العذبة بشكل مستمر، حيث أنه من الممكن الوصول إليها واستثمارها بشكل أسهل وأنجح بالمقارنة مع الجبال الجليدية والأنهار الجليدية والبحيرات والأنهار وبقية المصادر السطحية للمياه العذبة.
حيث تكمن المشكلة في مصادر المياه العذبة السطحية بأنها ذات توضع جغرافي متباعد، إضافة لبعدها عن المناطق المأهولة، وعدم إمكانية استثمارها والاعتماد عليها بشكل دائم للحصول على المياه، فعلى سبيل المثال من غير المنطقي والعملي محاولة اذابة الجليد من الجبال أو الأنهار الجليدية للحصول على مياه عذبة ومن ثم نقلها إلى مناطق الحاجة إليها.
في حين يكون من الأسهل والأنجع والأوفر هو حفر آبار واستخدام مخازن المياه الجوفية للحصول على المياه العذبة وتوفيرها للسكان. ويتم تخزين المياه الجوفية في الصخور ضمن طبقات الأرض العميقة، حيث تتجمع هذه المياه التي تتسرب من سطح الأرض عن طريق الأمطار أو الأنهار والبحيرات ضمن مسام الصخور تحت الأرض أو ضمن الأجواف الناجمة عن تكسر هذه الصخور.
وتلعب الطبيعة الجيولوجية للصخور في كل منطقة الدور الأساسي في كمية المياه الجوفية المخزنة ضمنها، حيث كلما كانت الصخور في المنطقة تحوي ضمنها مسامات وأجوف كل ما كانت قدرة المنطقة على تخزين المياه الجوفية أكبر والعكس. ويقدر الباحثون بأن كمية المياه الجوفية تعادل بحيرة بعمق 180 متراً وتغطي كامل مساحة الكرة الأرضية.