ما هو الاعراب
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
الاعراب ظاهرةٌ رئيسيةٌ وهامةٌ على كل إنسانٍ يتعلم اللغة العربية أن يمر عليها وليس مرورًا سريعًا فحسب بل من الضروري تعلمه بدقةٍ لإتقان اللغة.
وهنالك جوانبٌ عديدةٌ لأهمية الإعراب وقواعده، لكن دعونا نبدأ أولًا بتعريفه.
ما هو الاعراب
الاعراب كمعنى هو تحديد هوية كل كلمةٍ أو حرفٍ في الجملة العربية، وعندما نقول "محلها من الإعراب" أي ما هو معناها في هذه الجملة وإلى ماذا تشير.
فعندما نقول أن هذه الكلمة هي فعلٌ، فهذا يعني أنها بدايةٌ لجملةٍ فعليةٍ وهي المفتاح الأول لجوهر معنى هذه الجملة، فإن قلت "أكلت الطعام اللذيذ" فجوهر معنى هذه الجملة يتمحور حول فعل الأكل، والكلمات الأخرى ترتبط بهذا الفعل.
وبالتالي يمكن القول أيضًا أن الاعراب هو إيجادُ وتعريفُ وتوضيحُ الترابط والتواصل بين المفردات والجمل والأحرف المختلفة ضمن الجملة الواحدة.
أهمية الاعراب
لماذا نتعلم عن الاعراب منذ نعومة أظافرنا قد تسأل؟ في الحقيقة هذا الأمر طبيعيٌّ كون الاعراب هو واحدٌ من الأساسات العديدة التي تحافظ على جوهر اللغة العربية وصياغتها الفريدة التي تتميز بها عن أي لغةٍ أخرى في العالم.
كما وأن الاعراب يعتبر المحرك المرن الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأساسات ومفسرات أخرى للغة العربية، فنلاحظ أن علامات التشكيل -التي أصبحت أساسًا هامًّا للغة العربية على مرِّ التاريخ- تؤثر بشكلٍ مباشرٍ على الاعراب وصياغة الجمل.
ولذلك نستطيع إدراك أهمية واضحة للاعراب، فبالإضافة إلى أنها ضروريةٌ لحماية اللغة، تعتبر أيضًا وسيلةً تختص بها اللغة العربية للتعبير عن الكلمات وما تشير إليه أو بالأحرى إيضاح معنى الكلمات.
كما ومن الضروري للمسلم فهم الاعراب وتعلم قواعده لأنه يساعد على فهم القرآن الكريم بشكلٍ أفضل وإدراك معانيه العديدة.
وقد امتد تأثير الاعراب على عدة علومٍ كبيرة متعلقة باللغة العربية، ومن المثير للاهتمام أن هذه اللغة هي الوحيدة التي حافظت على هذه الظاهرة، بعد أن تبين أن اللغات القديمة مثل اللغة البابلية القديمة كانت تمتلك ظاهرةً مشابهةً فقدتها خلال السنوات.
لماذا نجد صعوبة مع الاعراب
في الحقيقة أصول الاعراب وعلامات التشكيل وغيره تأتي جميعها بهدف حماية اللغة العربية والحرص على عدم ضياع معناها والمساعدة في قراءة وتفسير القرآن الكريم بالطريقة الصحيحة.
فقبل أن تظهر هذه الظواهر والقواعد كان لسان العرب فصيحًا منذ الطفولة، إلا أن أجيال العرب الأخيرة وجدت صعوبةً في فهم بعض المصطلحات العربية دون وضع التشكيل المناسب بها مثلًا.
وإذا أردنا الإجابة على هذا السؤال باختصارٍ، فنقول أن سبب معاناة الناس مع الاعراب بل واحتجاج بعض الآراء ضده، هو أن فصاحة اللغة العربية بدأت تضيع بسبب الاعتماد على اللغة العامية في الحديث العام.
وهذا يعني أن اللسان العربي المعاصر بدأ يفقد رونقه شيئًا فشيئًا، ومن الطبيعي للسان اعتاد على اللهجات العامية أن يعاني من عوائق عديدة فيما يخص الإعراب والفصاحة الأصلية للغة العربية.
ولكن إذا أردنا النظر للموضوع على حقيقته المحايدة، فإن الاعراب ليس بهذه الصعوبة وليس معقدًا بل يتطلب بعض الجهد والتركيز من المتعلم، الذي بلا شك عليه أن يكون صبورًا بسبب هذا الفارق الحاصل بين اللهجة العامية والفصحة.
قواعد الإعراب
لقد تم وضع قواعد مختلفة للاعراب وهي كثيرةٌ ومتنوعةٌ كي تشمل كافة محاور اللغة العربية، ولهذا من الطبيعي أن لا نتمكن من حصرها كافةً في هذه الفقرة الوحيدة، وإنما نستطيع المرور على أبرزها مرورًا سريعًا.
تنقسم قواعد اللغة العربية إلى بضعة أقسامٍ حسب نوع الجمل التي نريد إعرابها، فهنالك قواعدٌ خاصةٌ بالأرقام وتقضي بأن يتم إعراب أرقام معينة كما وردت في الجملة، وهنالك أرقامٌ مثل بعض الأرقام المركبة يكون لها إعرابٌ ثابتٌ دائمًا، وأيضًا مثل أرقام 20 و30 و40 وغيره، وهنالك وأخرى خاصةً بالمفردات والجمل والأحرف (مثل أحرف الجر) والأفعال الناقصة وغيره.
الصورة الأبسط للاعراب تكون في جملةٍ اسميةٍ أو فعليةٍ بسيطةٍ، نجد فيها مبتدأ وخبر أو فعل وفاعل، ولكن بلا شك هنالك عدة صورٍ أعقد تعكس البلاغة والتنوع الكبير الذي تتيحه اللغة العربية، ويكون لهذه الصور امتدادٌ مأخوذٌ من القواعد الرئيسية للأشكال البسيطة والعادية من الجمل والمفردات.