كيفية اعراب الجمل
إن الإعراب قاعدةٌ هامةٌ وضروريةٌ للحفاظ على سلامة اللغة العربية والتمكن من تعلمها وإتقانها ببلوغ، ومن الضروري أن يكون لكل واحدٍ فينا إلمامٌ بأساسيات الإعراب على الأقل. لكن في هذا المقال سوف نركز بشكلٍ خاص على موضوع اعراب الجمل .
ماذا يعني الإعراب؟
بما أننا نفتخر بامتلاك لغة أشبه بالبحر في تركيباتها الكثيرة، فمن الضروري أن نمتلك آليةً لنجمع فيها أسس تجعل من كافة هذه التركيبات منطقيةً ومفهومةً ولا تضيع منا على مرِّ التاريخ.
وبالتالي يمكن القول أن الإعراب هو آليةٌ لتفسير حالة المفردات والجمل عند تغير معناها سواء بإضافة الضمة أو الفتحة أو الكسرة أو إدخال أحرف جرٍّ ومفردات أخرى.
كما وأن الإعراب يساعد على ربط الجملة الواحدة وفهم معانيها بشكلٍ أفضل، فهذا لأنه مثلًا يربط حرف الجر بالمجرور والفعل بالفاعل وما إلى ذلك، وبالتالي يعتاد مُتعلم الإعراب على رؤية ترابط بين الجملة الواحدة في المعنى وفي الكتابة أيضًا أو بالأحرى الصياغة.
ماذا يجب أن تعرف قبل اعراب الجمل
إن اللغة العربية بحرٌ من المعاني والصيغ المختلفة، وهذا يعني أن إعراب الجمل سيكون مختلفًا حسب طبيعة ونوع كل جملةٍ نحن بحاجةٍ إلى إعرابها.
وبالتالي أهم خطوةٍ قبل البدء بإعراب أي جملةٍ أن نلقي نظرةً على نوع هذه الجملة، فهل هي مجردُ جملةٍ بسيطةٍ من فعلٍ وفاعلٍ وما إلى ذلك، أم دخل عليها الأفعال الناقصة أو إن وأخواتها وغيره.
كما وينبغي أن نتذكر عدم امتلاك كافة الجمل لقاعدة الفعل والفاعل بالصيغة البسيطة أو قد تكون لا علاقة لها بهذه الصيغة لا من قريبٍ أو بعيدٍ، فيكفي أحيانًا أن ترى جملًا مؤلفةً من مبتدأ وخبر، وهذا يعني إعرابًا مختلفًا تمامًا.
اختلاف اعراب الجمل عن إعراب المفردات
الكثير من الطلاب يستمتعون بإعراب مفردة واحدة من الجملة لأنهم غالبًا ما يجدون ما يكفي من الإيحاءات والدلالات على إعرابها بالشكل الصحيح، ولكنهم يتعثرون عندما يتحول الطلب إلى إعرابٍ شاملٍ.
وفي الحقيقة إعراب المفردات لا يختلف عن اعراب الجمل فأنت فعليًا لا تقوم بكتابة إعرابٍ لجملةٍ حرفيًّا وإنما تقوم بتحليل إعراب كل مفردٍ فيها إلى أن تنتهي من إعرابها بالكامل.
أي باختصارٍ لا يوجد اختلافٌ بين إعراب المفردات والجمل سوى ذلك الاختلاف البديهي حينما نتوقف بعد إعراب مفردة واحدة أو نستمر لنصبح أمام إعراب جملةٍ بكاملها.
كيفية اعراب الجمل
- تحديد نوع الجمل
كما قلنا سابقًا يجب على القارئ أن يعرف نوع الجملة التي أمامه قبل أن يبدأ بالإعراب لأن هذا سوف يساعده كثيرًا؛ فهل أنت أمام جملةٍ اسميةٍ (مبتدأ وخبر) أم جملةٍ فعليةٍ (فعل وفاعل)، كما ويجب على القارئ أن يدرك إن كانت هذه الجملة لا محل لها من الإعراب مثل الجملة المعترضة وجملة الاستئناف والابتداء والواقعة في جواب القسم وغيره، أو أنها كانت جملة لها محل من الإعراب مثل الجمل الواقعة مفعولًا به أو المضاف إليه أو الخبر أو جواب لشرط جازم وغيره.
- تحليل النوع
بعد أن تسترجع معلوماتٍ حول أنواع الجمل المختلفة، يجب عليك تطبيق هذه المعلومات على الجملة التي أمامك، فإن قيل لك “شَرِبَ الطِفلُ الماءَ” فعليك أن تحلل هذه الجملة وتدرك أنها جملةٌ فعليةٌ وليست اسميةً كي تبدأ الإعراب بالطريقة الصحيحة.
- تذكر قواعد الإعراب
لا داعي للقلق هنا حول ضخامة الجملة أو صغرها، فعليك تذكر قواعد الإعراب التي تعلمتها لإعراب المفردات، بالإضافة إلى ضرورة الإلمام بأحكامٍ خاصة في الإعراب، وغالبًا ما تكون هذه قواعدٌ ثابتةٌ تتطلب منك حفظ لها لا أكثر. على سبيل المثال وليس الحصر، كلمة “منذ” إذا جاءت قبل فعل فدائمًا يتم إعرابها على أنها ظرفُ زمانٍ مثل “حَزِنتُ منذ بدأ الليلُ يقتربْ”
- الإعراب بالتدريج
كما تحدثنا في موضوع الاختلاف بين الإعراب للمفردات والجمل، فعليك هنا أن تتذكر أنواع الجمل وقواعد خاصة بها، لكن غير ذلك سوف تُجري إعرابًا عاديًّا للجمل بدءًا من الكلمة الأولى وحتى الوصول إلى الكلمة الأخيرة.مثلًا ” شَرِبَ الطِفلُ الماءَ” نبدأ مع كلمة شرب ونلاحظ أن الجملة فعليةٌ وتبدأ مع الفعل شربَ ويكون إعراب الكلمة أنها فعلٌ ماضي مبني على الفتح، وكلمة الطفل هي الفاعل المبني على الضم وأخيرًا الماء هي مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.