ما هي أبرز حلول مشكلة البطالة
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
تعاني الكثير من بلدان العالم من مشكلة تفشّي البطالة، ولعلك شاهدت يومًا الإحصائيات والبيانات حول ترتيب بعض الدول في معدلات ونسب البطالة فيها، وصُعقت من وضع بلدك أو ابتهجت. إذن ما مفهوم البطالة، وما أسبابها وآثارها، وما هي حلول مشكلة البطالة الأكثر نجاعةً وفاعليّة؟
مفهوم البطالة
يشير مصطلح البطالة (Unemployment) إلى عدم قدرة الأفراد على إيجاد فُرَص عملٍ على الرغم من البحث المستمر، وهي تجسّد مؤشرًا اقتصاديًّا رئيسيًّا، وغالبًا ما يُستخدم مصطلح معدّل البطالة كمقياسٍ أو مؤشرٍ لصحّة الاقتصاد في البلد، إذ قد يكون معدل البطالة مرتفعًا أو منخفضًا (يمكنك حساب معدّل البطالة بتقسيم عدد العاطلين عن العمل على عدد الأفراد في القِوى العاملة):
- فعندما تشير البطالة إلى عدم قدرة العمال على الحصول على فرص عملٍ مُربحةٍ بسهولةٍ للمساهمة في زيادة إنتاج اقتصاد بلادهم، هنا يكون معدل البطالة غير مرتفعٍ، إذ يمكن إيجاد فرصة عمل ولكنّها قد لا تكون مناسبةً مثاليّة.
- أما عند وجود المزيد من العاطلين عن العمل وبدون أي فُرَص، هذا يعني أن إجمالي الناتج الاقتصادي سيكون في انخفاضٍ تدريجيٍّ، وستزداد مشكلة البطالة سوءًا مع وجود الأفراد الذين يحاولون الحفاظ على معدل استهلاكٍ يكفي حاجتهم على الأقل خلال فترة البطالة، وهذا ما يُسمّى بمعدّل البطالة العالية، إذ يكون الاقتصاد متدنيًّا إلى نسبةٍ تفوق القدرة على تأمين احتياجات الاستهلاك الأساسي للشعب (اقتصاد مُنهار)، وقد تؤدي البطالة المرتفعة إلى ضائقةٍ خطيرةٍ في البلاد التي تنشأ فيها، قد تتعدى إلى الاضطراب السياسي والاجتماعي.
- وعندما ينخفض معدّل البطالة بشكلٍ كبيرٍ وملحوظٍ، فهذا يعني أن الاقتصاد يستعيد طاقته، ويزداد الإنتاج وتزداد معه الأجور ويرتفع مستوى المعيشة بمرور الوقت. قد تؤثر البطالة المنخفضة للغاية سلبًا أحيانًا، حيث تحتاج أماكن العمل أو الشركات إلى عمّالٍ إضافيين ليناسب ذلك كميات الإنتاج..
بعض أسباب البطالة
- المستوى التعليمي المنخفض.
- المشاكل الصحية البدنية أو العقلية.
- التمييز بين الرجل والمرأة، في بعض المجتمعات لا يحقّ للمرأة العمل أو حتى إكمال تعليمها.
- الأزمات المالية، والتي تؤدي إلى إنهاء عقود العمل مع الموظفين في الشركات أو غيرها.
- البنية التحتية الاقتصادية الضعيفة، أي لا يمكن توفير فرص عملٍ للسكان المحليين.
- عدم وجود حوافز مالية أو ترفيع وظيفي مثلًا.
بعض الآثار السلبية البطالة
حلول مشكلة البطالة وتجنّبها على المستوى الشخصيّ
أفضل طريقةٍ لتجنّب مشكلة البطالة بشكلٍ شخصيٍّ هي الحصول على عملٍ أو وظيفةٍ والبقاء فيها، أي مزاولتها بشكلٍ دائمٍ دون التفكير بتركها والبحث عن أفضل، فقد لا يحالفك الحظ بمزاولة غيرها، فتخسر الاثنتين وتصبح عاطلًا عن العمل. للقيام بذلك لديك خياران:
- اتّبع شغف حياتك، واعمل في المجال الذي تحب؛ ويتبع ذلك توفّر المال. عندما تعمل في المجال الذي تحب، فأنت ستكون موظفًا متحمسًا وكُفئًا، وغالبًا لن تملّ، بل ستخصص وقتًا لإتقان مهنتك بشكلٍ أكبر.
- البحث عن مجال عملٍ أيًا كان، أو صناعة أو حرفة، ويُفضّل أن يكون من الصناعات التي تحتوي أكبر فرص عمل، والحصول على التدريب اللازم له بغض النظر عمّا إذا كنت شغوفًا به أو لا، ثم التسجيل وانتظار موافقة وزارة العمل.
قد لا يؤتي كل من البندين السابقين ثماره، ففي الحالة الأولى قد لا يحالفك الحظ في مجال شغفك، وقد يكون هناك الكثير من المنافسين لك، وفي الحالة الثانية، قد تضطر إلى العمل في وظيفةٍ لا تحبها ولا تستمتع بها فقط لكسب العيش، ولكن يجب علينا المحاولة دائمًا..
حلول مشكلة البطالة في المجتمع عامّة
فيما يلي بعض الاقتراحات لحل مشكلة البطالة:
- تغيير التقنيات الصناعية: يجب أن تناسب تقنيات ووسائل الإنتاج احتياجات البلاد، وعلى ذلك يجب تشجيع التكنولوجيا التي تحتاج إلى العمالة (تأمين فرص عمل للشباب)، بدلًا من التكنولوجيا التي تحتاج رأس مال كبيرٍ ولكن غير متوفرة العمّال.
- حلّ مشكلة البطالة الموسمية: ما نقصده بالبطالة الموسمية هو البطالة المتعلقة بالقطّاع الزراعي، والصناعات القائمة على الزراعة، وحلها يكون عن طريق:
- زراعة المحاصيل المتنوعة.
- تشجيع المزارع على الزراعة والبستنة بدعمه بالآلات والمواد اللازمة، وتشجيعه على تربية المواشي.
- تشجيع الصناعات المنزلية، من منتجات الألبان وغيرها.
- تحسين مستويات التعليم، وتغيير نظام التعليم إذا تطلّب الأمر: يجب تغيير النظام التعليمي بشكلٍ كاملٍ، والتركيز على التعليم المهني، وينبغي قبول الطلاب الراغبين في الدراسات العليا في الكليات والجامعات. كما يجب تشجيع الخريجين ودعمهم على بدء أعمالهم ومشاريعهم الخاصة ولو بدأت صغيرةً.
- توسيع التبادل الوظيفي: إعطاء المعلومات المتعلقة بفرص العمل لجميع الناس، وفتح المجال أمامهم لتبادل الوظائف حسب الرغبة والخبرة المتوفرة.
- توفير فرص العمل للجميع، دعم وزيادة الإنتاج في قطاعي الزراعة والصناعة، وعليها تترتب زيادة الإنتاج الكلي وتخفيض البطالة.
- إعطاء أهمية أكبر لبرامج التوظيف: ينبغي إعطاء أهمية أكبر للعمالة في الخطط الخمسية، حيث يمكن أن توفر البرامج مثل الري وإيصال الكهرباء والطاقة للريف بشكلٍ جيدٍ، والسيطرة على الفيضانات، فرص عمل أفضل لكثيرٍ من الناس.
- ضرورة عدم تمركز الصناعات في مكان واحد: فإذا كانت الأنشطة الصناعية متمركزةً في مكانٍ واحدٍ، ستكون فرص العمل أقل في المناطق الأخرى.
- تقديم حوافز مادية ومعنوية للعاملين، لتشجيعهم على العمل.
- مراقبة النمو السكاني، وتنفيذ برامج تنظيم الأسرة على نطاقٍ واسعٍ للحد من النمو..