اساطير الاولين: اساطير يونانية
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
اساطير الاولين.. الأسطورة في اللغة الانجليزية myth ويعود أصل هذه الكلمة للكلمة اليونانية mythos والتي تعني قصة أو خطاب أو قد تشير إلى شيء جديد. قد تروي الأساطير قصصًا حقيقية أو تذكر أشخاصًا واقعيين لكن لا يمكن اعتمادها كمصادر تاريخية.
أما الأساطير اليونانية التي كتبها الإغريق منذ العصور القديمة فيصعب بعض الشيء معرفة ما إذا كانت واقعية أم لا، حيث أنها تقدم الكثير من العناصر الحقيقية المترابطة في الرواية؛ مما يجعل أحداثها تبدو وكأنها واقعية وأبطالها حقيقيين. تتنوع الأساطير اليونانية وتختلف فمنها القصص الشعبية ومنها الحضرية وبعضها قصص أسطورية عن الآلهة وبطولاتهم في الحب والحرب.
اساطير الاولين: أهمية الأساطير اليونانية
ظهرت استخدامات وأهمية الأساطير اليونانية من
خلال:
- تفسير النظم والعادات الاجتماعية التي عاشها المجتمع آنذاك والظواهر الاجتماعية التي عاصرها وتوالي المواقف والقصص بمرور السنين.
- ارتبطت ارتباطًا مباشرًا مع الدين في المجتمع اليوناني مفصلةً أصل وحياة الآلهة.
- توجيه النصائح لسلوك طريق الحياة السعيدة.
- المساعدة في حفظ الأحداث التاريخية، الحروب التي جرت والأماكن التي اكتُشفت من خلال إعادة سردها للحفاظ على ارتباط الناس مع أسلافهم.
اساطير الاولين: أشهر الأساطير اليونانية
تحوي الميثولوجيا الإغريقية الكثير من الأساطير
والتي كان وراء كل منها اعتقاد معين في ذاك الوقت أو عبرة أراد الإغريق من خلالها
إيصالها للأجيال القادمة، ومن هذه الأساطير:
أسطورة هركليز
صاحب الاسم اليوناني هرقل، أشهر الشخصيات الأسطورية، وهو ابن ملك الآلهة زيوس وامرأة مميتة تدعى آلكمين. تفوق هركليز على البشر بقدرات خارقة جعلته مباركًا، لكنه كان ملعونًا من قبل هيرا زوجة أبيه لأنه كان الولد المحبب لأبيه حتى أكثر من باقي أخوته المقدسين (أولاد هيرا) آريس وهيبي وإيريس و هيفايستوس، الأمر الذي أغضب هيرا كثيرًا.
تلك القوة الخارقة وُلدت مع هركليز حيث تمكن وهو طفل رضيع من خنق ثعبانين مأمورين من زوجة أبيه هيرا التي لم تدعه وشأنه بل ظلت تكيد له إلى أن سببت له الجنون بعد زواجه من أميرة من طيبة تدعى ميجارا. وفي إحدى نوبات جنونه وفق الأسطورة دفعته هيرا لقتل أطفاله بخدعة أنهم وحوش خطيرة، بعد ذلك فرّ هاربًا إلى أوراكل دلفي.
توجب على هركليز بسبب ذلك خدمة الأمير يورستيس من ميسينيا لعشر سنوات قدم خلالها اثني عشر عملًا عظيمًا، ومن هذه الأعمال قتل الوحش هيدرا ذو الرؤوس التسعة ذبحًا. بعد ذلك توفي و أمر زيوس بعد وفاته وضعه بين النجوم حيث أنه أنسب مكان له، وأن تكون هذه النجوم كلها باهتة حيث لا تُرى إلا في الليالي الحالكة.
أسطورة هاديز وبيرسيفون
هي إحدى الأساطير اليونانية المستخدمة في شرح الظواهر الطبيعية، تدور أحداث الأسطورة حول هاديز إله العالم الآخر وبيرسيفون ابنة أخته ( ابنة زيوس وديميتير آلهة الحصاد ). أحب هاديز بيرسيفون كثيرًا واختطفها إلى العالم الآخر مما عرّض ديميتير لنوبة ذهول كبيرة أثرت على جميع محاصيل الأرض وذبلت.
توسل كل من ديميتير وزيوس كثيرًا لهاديز لإعادة ابنتهما بيرسيفون التي جعلها ملكة له وأغدق عليها الجواهر والذهب والمعادن الثمينة. إثر ذلك قامت بيرسيفون باقتسام أعوامها ستة أشهر عند والدتها ديميتير وستة أشهر عند زوجها هاديز لإرضاء كل منهما. كانت فرحة ديميتير كبيرة في فترات وجود ابنتها، وانعكست سعادتها على المحاصيل في حين كانت في الستة الأشهر الأخرى تحزن، مما جعل جميع المحاصيل والنباتات تذبل وتموت. هكذا كان الناس القدامى يفسرون تغير الفصول.
فايتون
كانت المعتقدات السائدة قديمًا تقول أن الأرض هي محور الكون، وأن الشمس والقمر والنجوم وكل شي في السماء يدور حولها. والشمس والقمر ماهي إلا عربات مضيئة ولامعة يقودها الآلهة ويجوبون فيها السماء كل يوم في الليل والنهار. فايتون هو ابن حورية المحيط كليمن وإله الشمس هيليوس، شكك فايتون بأبوة والده و حاول البحث لإيجاد دليل يثبت أبوة هيليوس له، والذي وعده بمساعدته لإثبات ذلك.
وبناءً على ذلك منحه والده قيادة عربة الشمس التي طلب قيادتها ليوم واحد، عجز فايتون عن التحكم بالعربة وتسيير الخيول النارية مما أدى إلى انحراف العربة عن مسارها وبالتالي تهديد لوجود الأرض واستقرارها، مما استدعى تدخل زيوس الذي قتل فايتون بالصاعقة وأعاد العربة لهيليوس. وخلال رحلته البرية ابتعدت العربة عن الأرض فتجمدت الأرض وحين اقتربت منها احترقت. هذه الأسطورة تفسر المناخات المجمدة شمال اليونان والصحراء التي كانت حول البحر المتوسط.
أسطورة صندوق باندورا
باندورا هي امرأة في غاية الجمال خلقها زيوس، إلا أنها كانت فضولية ومريبة بعض الشيء. أعطاها هيرمس (رسول زيوس) صندوقًا ذهبيًّا وحذرها من فتحه لأنه سيسبب حدوث أشياء غير محمودة. احتفظت باندورا بالصندوق لمدة دون فتحه ولكنها كانت دائمًا تتساءل عما يوجد في داخله، إلى أن دفعها فضولها في النهاية لفتحه، فخرجت كل الشرور البشرية الموجودة بداخله كالكراهية والجشع والألم والحزن وغيرها، ولم يبقَ فيه سوى الأمل الذي تمسك به البشر. تفسر هذه الأسطورة أسباب الشرور البشرية والتي انعكست عليهم بالكثير من التعاسة، كما تحمل بين كلماتها عبرة تحذر فيها من نتائج الفضول السيئة.