عشر حقائق عن البطل الإغريقي “أخيل”
6 د
من أمتع ما يمكنك قرائته أساطير المثيولوجية الإغريقية، حيث السحر والخيال، فهذه آلهة تحوي كل متناقضات البشر فهي؛ تحب وتكره وتحقد بل وتحسد البشر، وهؤلاء بشر وإن كان بعضهم ترقى ليصبح من أنصاف الآلهة حقًا لا مجازًا، ولكن إن كانت المثيولوجيا الإغريقية هي عُقد من الأدب الرفيع فإن واسطة هذا العقد هي الإلياذة التي كتبها الشاعر الإغريقي هوميروس، والتي تعج بالأبطال العظام ولكن الأشهر بينهم دائمًا هو أخيل “أخيليوس” Achilles فمع دسامة الميثولوجيا الإغريقية وغناها بالقصص والأساطير حول الحروب والمحاربين، فإن إحدى أهم تلك الحروب هي حرب طروادة، التي يؤكد البعض وقوعها في الواقع إلا أن تأريخها وأهميتها لم تكن إلا عبر تخليدها بقلم هوميروس، ورغم عشرات الأبطال بها إلا أن أهم هؤلاء المحاربين هو البطل الأسطوري “أخيل”.
وهنا نعرض عشرة أمور قد يجهلها الكثيرون عن بطل حرب طروادة أخيل:
1- أخليس نصف بشري نصف حورية
قبل أن نتكلم عن البطل الإغريقي أخيل، يجب أن ننوه أنه مثل الكثير من الأبطال في الميثيولوجيا الإغريقية ثنائي النسب، فقليل هم الأبطال المنتمين كليًا للبشر، فوالده وهو “بيليوس”، أحد أمهر وأقوى الجنود الذين عرفتهم بلاد الإغريق وهو بشري عادي، وفيما بعد أصبح ملكًا على المرموديين، بينما والدته هي ثتيس وهي حورية بحر وأبنه إله البحار، لذا فنسب أخيل الهجين بين محاربي البشر وحورية وآلهة البحر اعطاه تميز خاص.
2- في حياته نبوءات صنعت مجده وموته
حياة أخيل كانت سلسلة من النبوؤات وهذا ليس غريب على الأبطال الأغريق، فقد تنبأت إحدى العرافات في يوم ما أن أخيل سيموت قتيلًا في إحدى المعارك ضد الطرواديين، في ذلك الحين كان عمر أخيل تسع سنوات.
ما إن سمعت والدته بذلك حتى اعتراها القلق والخوف، فما كان منها إلا أن أرسلته ليعيش في جزيرة سكيروس مع ملكها حيث صممت والدته أن يعيش هناك متنكرًا في زي فتاة ولكن ذلك لم يرضي طموح الشاب سليل المحاربين فبدأ يتعلم القتال وبرع فيه.
كذلك فإن إحدى العرفات أيضًا قد تنبأت أن النصر لن ينزل على الأغريق في حرب طروادة إلا بوجود أخيل، وكأنه يسعى بإصرار تام لقدره المحتوم.
3- ستيكس سيحصنك ولكن..
بسبب قلق والدته “ثتيس” عليه من خطر الموت بعد ما عرفته من نبوءة موته، كانت على استعداد لفعل أي شيء لجعل ولدها الشهير بقوته الفائقة خالدًا، فقامت بغمره في مياه نهر ستيكس حتى تحصن جسدة من الأختراق وتعطيه مناعة ضد الرماح والسيوف والقذائف، ولكنها وهي تغمرة قد أمسكت به من كعبه وهكذا لم يلمس كعبه الماء ولم يتم تحصينه، ليصبح هو نقطة ضعفه الوحيدة والمكان الوحيد في جسدة القابل للأختراق.
4- كعب أخيل الثغرة التي تحقق النبوءة
كثيرًا ما نسمع ب “كعب أخيل” مثلًا دارجًا، وأغلبنا تساءل يومًا ما عن قصة المثل؛ وحين تريد أن تشير إلى نقطة الضعف في شخص اشتهر ببطولته وقوته الفائقة، يمكنك استخدام عبارة “كعب أخيل”، فهذا الكعب الذي لم يغمر في نهر ستيكس أصبح مثلا يضرب عن الأنظمة المحصنة التي مهما بلغت من قوة فهناك دائمًا ثغرة بسيطة للمرور عبرها.
5- قالوا له ستموت في الحرب فالتحق بالجيش
كما قلنا فأبطال المآسي الإغريقية يسيرون صوب مصيرهم المحتوم بتصميم فائق الدقة، فها هو أخيل رغم كل ما قيل عن موته في حرب فقد قرر أن يلتحق بالجيش الإغريقي ليحقق حلمه القديم في أن يكون محاربًا عظيمًا. وبالفعل ترك جزيرة سيكاروس ومضى نحو حلمه ليكون محاربًا إسطوريًا.
6- درع وسيف من صنع هيفايستوس لحمايته سيتسببا بموته
بسبب خوفها وقلقها على ولدها قررت ثتيس أن تسأل هيفايستوس إله الحدادة والحرف اليدوية منح أخيل درعًا وسيفًا يجعلانه في أمان تام. وهو الأمر الذي جعل منه بطلًا أسطوريًا اشتهر بقوته وشجاعته، وهذا يمكن ملاحظته جليًا في إلياذة هوميروس ولكنه كذلك سيكونا أحد أسباب موته في المستقبل.
7- حرب طروادة الحرب الموعودة
وقعت حرب طروادة بين الطرواديين والأغريق، فها هو الأمير باريس الطروادي يأخذ وعدًا من أفروديت بأن تعطيه الزوجة الأكثر جمالًا في العالم. فكانت تلك المرأة التي أحبها باريس هي هيلين زوجة منيلاوس ملك إسبارطة، فما كان منه إلا أن جمع جيش من الإغريق ليحارب طروادة ليرد الإهانة التي تعرض لها بعد هرب هيلين زوجته مع أمير طروادة باريس.
8- مينلاوس الذي لم يحضر الحرب
بعد أن عرف مينلاوس بأن باريس أخذ زوجته هيلين إلى طروادة بعيدًا عن إسبارطة ثار غضبه وقرر الانتقام وإعادة زوجته إلى طروادة مجددًا، وتلقين الطورواديون درسًا لن ينسوه، فجمع جميع المحاربين الإغريق ليسيروا نحو طروادة في حرب استمرت نحو عشر سنوات بقيادة أجاممنون. من ضمن أولئك المحاربين الأبطال في ركاب الحرب كان أخيل وجنوده المرموديين.
9- القائد والبطل أزمة الحرب
في حرب طروادة كان أجاممنون هو القائد في الحرب، فهو أخو مينلاوس وقائد لا يشق له غبار، وتبدأ قصة الحرب في الإلياذة بعد السنة التاسعة للحرب، فطوال عشر سنوات تقريبًا من الحرب والحصار لم تسقط طروادة، ولكن ظل جيش الأغريق متماسك وقوي، إلى أن فرقه صراع على الغنائم بين أجاممنون الذي يرى نفسه الأحق بأسيرة جميلة هي أميرة طروادة، وبين أخيل الذي يرى ذاته هو بطل هذه الحرب الأهم، وهكذا ينتهي الصراع بفراق بين الفريقين ليرحل أخيل بجنوده عن الحرب.
10- الموت الذي سعى إليه الجميع
بعد إنفصال أخيل عن أصدقاءه بدأت الهزائم تلحق بالأغريق، فالطرواديون لم يعدموا الأبطال فهم أيضًا لديهم هيكتور، وهكذا أخذ هيكتور يكيل الهزيمة تلو الأخرى للأغريق، لم يتحمل باتروكلوس أحد أبطال الأغريق وأبن عم أخيل ما يجري لشعبه فقرر أن يأخذ درع وسيف أخيل ليذهب ويساعد الأغريق ويرفع من روحهم المعنوية لظنهم أن أخيل قد عاد، ولكن الشاب البطل لم يكن يملك مهارات أخيل لذا فقد سقط ميتًا بيد هيكتور الذي أعتقد أنه قتل أخيل، ليكشف أنه قد قتل فتى صغير متنكر في درعه، وهكذا عندما علم أخيل ما حدث لأبن عمه وصديقه عاد لساحة المعركة ليثخن في الطرواديون ويقتل الكثير منهم بل ويقتل بطلهم هيكتور، ولكن كان باريس في الأنتظار، فعلى الرغم من ضعفه وكونه الأقل شئنًا في هذه الحرب إلا أنه علم نقطة ضعف أخيل فصوب سهمه المسموم على كعبه ليصيبه ويموت أخيل كما قالت النبوءه، ولكن لم يعني هذا هزيمة الأغريق، فقد تظاهروا بالرحيل وصنعوا تمثال على شكل حصان كبير وتركوه كعربون صداقة، فقام الطورواديون بإدخاله إلى المدينة، وفي الليل فتح الأغريق بطن التمثال الذي حوى جنودهم ليدمروا المدينة تمامًا ويحققوا انتصارًا ساحقًا في حرب طروادة ولكن لم يمنع هذا من أن أخيل قد مات بالفعل بسبب هذه الحرب.
اقرأ أيضاً:
صممها بنفسك… أدوات وأجهزة إلكترونية يمكن الاستغناء عن شرائها!!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.