ما هي استخدامات الطاقة النووية السلمية

حنان مشقوق
حنان مشقوق

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

شكل اكتشاف الطاقة النووية ثورة كبرى في العالم نظرًا لأهميتها التي ظهرت مع مرور الوقت، إلا أنها وحتى يومنا هذا تعتبر مفهومًا مرتبطًا بالجرائم والقتل والدمار، ممزوجًا بالخوف والهلع، يصطحب في طياته بعض المشاهد الكارثية من تشيرنوبل وغيرها. من المحزن أن يتكون هذا المشهد المريع في أذهاننا لمجرد ذكرنا للطاقة النووية أو التفكير بها. جاهلين الكم الهائل من استخدامات الطاقة النووية السلمية بعيدًا عن المجالات العسكرية، والتي استطاعت الوصول بنا إلى رصيف حافل بالإنجازات.

رجوعًا نحو البحث والخوض في بعض الحقائق
البدائية، سنجد أن الطاقة النووية وجدت مع بداية نشأة الكون، وذلك على الرغم من
تأخر الإنسان لآلاف السنوات في اكتشافها. وعلى الرغم من أن الخطوات البدائية
لاستخدامها بدأت تخط مسارها في المجال العسكري وما يلحقه من توابع كالأسلحة
والمتفجرات. إلا أن هذا لا ينفي أهمية استخدامها ودورها الكبير في العديد من
المجالات الأخرى السلمية، والتي سنتعرف عليها سويًا في الأسطر التالية.


أهمّ استخدامات الطاقة النووية السلمية

تتعدد مجالات استخدام الطاقة النووية السلمية في الحياة وأبرزها:

  • توليد الكهرباء:

في حوالي عام 1945، تحول الاهتمام من استخدام
الطاقة النووية في المجال العسكري إلى تسخير استخدامها في مجال أكثر تحكمًا ودراية
وفائدة، وكان مجال توليد الكهرباء هو محط الأنظار في تلك المرحلة.

يعتمد اليوم ما يزيد عن 30 بلدًا حول العالم على محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، حيث يتوافر ما يزيد على 430 مفاعلًا نوويًا مخصصًا لهذا الغرض. يعود السبب في الميل إلى توظيف استخدامات الطاقة النووية السلمية في توليد الكهرباء لكونها أخف تأثيرًا على البيئة وأقل خطورةً، إذ لا تنتج الطاقة النووية غازات تؤثر على الغلاف الجوي كما الأمر بالنسبة لحرق الوقود الأحفوري الذي يسبب طرح كميةٍ هائلةٍ من غازات الدفيئة في طبقات الغلاف الجوي، وكقيمة تقديرية، تقدم الطاقة النووية اليوم ما تصل نسبته إلى حوالي 17% من إجمالي الطاقة الكهربائية حول العالم.

  • الصناعات الغذائية:

من المهم أن نعلم أن معظم الصناعات الغذائية الحالية والطرق المستخدمة لتحسين الدورات الزراعية أو المحاصيل تعتمد في مضمونها على الطاقة النووية؛ حيث تستخدم الطاقة النووية في أيامنا هذه في التطبيقات الزراعية الخاصة بمكافحة الآفات وحماية المحاصيل وزيادة إنتاجها باستخدام العديد من الطرق الخاضعة للعديد من التجارب المختلفة لإثبات فعاليتها وضمان سلامتها وسلامة المنتجات الغذائية المعرضة لهذه الطاقة.

في حين لم يغفل المهندسون عن استخدامات الطاقة النووية السلمية الهامّة في مجال العناية بالتربة الزراعية والكشف عن بعض الآفات والأمراض ونقص الأغذية والمواد المختلفة اللزمة للتربة. فيقوم الخبراء باستخدام التقنيات النووية في مجالات مكافحة الأمراض والآفات المختلفة التي تضر بالنباتات والمحاصيل. كما وشكلت حجر الأساس في نجاح عمليات التلقيح الصناعي للنباتات المختلفة.

وليس فقط في المجال النباتي، بل تستخدم الطاقة النووية أيضًا في مجال العناية بالثروة الحيوانية وتطويرها وتنميتها في جميع المجالات.

  • الصحة ومعالجة الأمراض:

يستخدم الطب النووي في معالجة وتشخيص الكثير من الأمراض المختلفة، بالإضافة إلى تتبع مسار المرض وتطوره ومعالجته. ومن أبرز الأمثلة على استخدامات الطاقة النووية السلمية في هذا المجال نذكر العلاج النووي لمرضى السرطان الذي بات يشكل جزءًا هامًا في العلاج ويلعب دورًا أساسيًا فيه. كما يتم استخدام الأشعة النووية في بعض أنواع الصور الطبية للقلب والأوعية الدموية، إضافةً لذلك، تُستخدم النظائر المشعّة في الكثير من التطبيقات المختلفة عن طريق حقنها أو استنشاقها لتقوم بعض الأجهزة برصد هذه النظائر وحركتها ضمن الجسم للكشف عن أمراضٍ أو اضطراباتٍ معينةٍ.

ومن الجدير بالذكر أن العلاج النووي يعتبر أقل ألمًا في معظمه من استخدام الطرق العلاجية الأخرى لذا ينتشر اليوم بشكلٍ كبيرٍ ويعمل الخبراء على تطوير هذه الطرق بشكلٍ مستمرٍ.

  • حماية البيئة:

تحتل الطاقة النووية مكانةً هامةً من حيث إنتاج الطاقة النظيفة، شأنها شأن طاقة الرياح وطاقة المياه والطاقة الشمسية، وكما سبق وأسلفنا، فإنّ استخدامات الطاقة النووية السلمية في توليد الكهرباء حالت دون إنتاج غازات الاحتباس الحراري، مما يقي البيئة الكثير من الغازات السامة ويجنبنا الوقوع في العديد من المشاكل المستقبلية والتي باتت قريبة منا. كما وتستخدم في عمليات تنقية المياه ومكافحة الآفات الضارة وغيرها.

  • استخدامات أخرى:

لا تنحصر استخدامات الطاقة النووية السلمية على ما سبق فقط بل تتعداها إلى العديد من الاستخدامات التي ربما لم نتصورها سابقًا. فتستخدم في استكشاف الفضاء عن طريق توليد الكهرباء للمركبات الفضائية واعتراض بعض الأجسام الخارجية الخطرة الفضائية التي قد تقترب من المركبات الفضائية او من كوكب الأرض. بالإضافة إلى استخدامها في عمليات التعدين واطفاء حرائق حقول الغاز والتنقيب عن النفط وغيرها.

هل أعجبك المقال؟