بحور الشعر العربي اختراع أم سليقة؟ تعرف على بحور الشعر العربي وأوزانها

سلوى حيدر
سلوى حيدر

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

مما لا شك فيه أن العرب أوجدوا الشعر العربي على سليقتهم، وفق متطلبات حياتهم وإيقاعات معيشتهم، على كل اختلافاته وأوزانه حتّى قبل ظهور بحور الشعر العربي كما عُرفت وصِيغَت لاحقًا، فمنهم من نظمه على التمام، ومنهم من سمح بشيءٍ من التغييرات البسيطة ـ هي العلل والزحافات ـ لأغراضٍ متنوعةٍ، منها الفنية ومنها النفسية، ومنها ما انطلق من مضمون الشعر نفسه. بعدها جاء العروضيون ـ لاحقًا ـ وعلى رأسهم الخليل بن أحمد الفراهيدي، ودرسوا الشعر العربي وصنفوه، ورتبوه وفق أنواعه، وحددوا اختلافات الأوزان، وما يطرأ عليها من زحافاتٍ وعللٍ وغيرها.

للقصيدة شروط ومقاييس لا بد للشاعر أن يراعيها في نظمه، فهي تتألف من عدد أبياتٍ لا يقل عن سبعة لكي تسمى قصيدةً، ولا حد لطولها. وتأتي من وزنٍ واحدٍ، ورويٍّ واحدٍ، وفي كل القصيدة يجب أن يُلتزم فيها ببعض علل التفعيلات، وغير ذلك.

أما البيت؛ فهو وحدة القصيدة، وينقسم إلى قسمين، كل قسمٍ يسمى شطرًا أو مصراعًا، فيقال الشطر الأول والشطر الثاني، ويطلق على الشطر الأول صدرًا، وعلى الثاني عَجُزَا، ويتألف البيت من أجزاءَ، منها الحشو والضرب والعروض.

وأنواع الشعر التي تتركب من الأوتاد والأسباب والفواصل ستة عشر نوعًا، هي الأبحر. وتأتي على نمطين:

  1. البسيط: كل بحرٍ من بحور الشعر تماثلت أجزاؤه، ولم يكن مركبًا من جنسين، أي أنّه منظومٌ على تفعيلةٍ واحدةٍ.
  2. المركب: كل بحرٍ من بحور الشعر اختلفت أجزاؤه، وكانت من غير جنسٍ.

علم العروض

بالمعنى الاصطلاحي؛ فالعروض هو قواعدُ تدل على ميزانٍ، ليُعرف به صحيح أوزان الشعر العربي من فاسدها، والهدف من دراسة علم العروض معرفة مذاهب العرب في صناعة الشعر، وتحديد أوزانه المختلفة، ومعرفة أخطائه وعثراته وعلله إذا وقعت..

من هو واضع علم العروض لدى العرب!؟

هو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري، وأول من فكر في صون لغة الضاد، فألف معجمه المسمى بكتاب العين، وهو أول من سارع لضبط ألفاظها باختراع النقط والشكل. استقرى الخليل الشعر العربي، فوجد أن أوزانه المستعملة أو بحوره خمسة عشر بحرًا، ثم جاء بعده الأخفش الأوسط وزاد عليها بحر المتدارك.

ما هي الكتابة العروضية!؟

هي كتابة الشعر كما يُلفظ، وتقوم على أمرين اثنين، هما:
1. كل ما يُلفظ يُكتب، ولو لم يكن مكتوبًا.
2. كل ما لا يُنطق لا يُكتب، ولو كان مكتوبًا..


مصطلحات عروضية

  • البحر: وجمعه بحور الشعر وهو الوزن الموسيقي الذي تسير عليه القصيدة في أبياتها جميعًا، ويتكون من اجتماع طائفةٍ من التفعيلات على نسقٍ خاصٍّ، هي:
    • الصدر والعجز: الشطر الأول والشطر الثاني
    • العروض: آخر تفعيلة من الصدر
    • الضرب: آخر تفعيلة من العجز
    • الحشو: ماعدا العروض والضرب من أجزاء الشطرين.
  • التفعيلة: هي الوحدة الموسيقية في البحر، أو كل كلمةٍ من كلماته، وعددها ثمان، هي:
    1. فعولن.
    2. فاعلن.
    3. مفاعيلن.
    4. مفاعلتن.
    5. متفاعلن.
    6. مستفعلن.
    7. فاعلاتن.
    8. مفعولات..

بحور الشعر العربي

تعود تسمية الوزن من أوزان الشعر بحرًا لأنه شبيهٌ بالبحر، فهذا يُغترف منه ولا تنتهي مادته، ويورد على بحر الشعر من الأمثلة ما لا حصر له:

  1. البحر الطويل:
    • أوّل بحور الشعر الثلاثة التي كثر ورودها في أشعار العرب القدماء، وأصل تفاعيله كما يلي:
      • فعولن مَفاعيلُن فعُولُن مفَاعيلُن * فعُولن مفَاعيلن فعولُن مَفَاعيلُن
  2. البحر المديد:
    • أصل تفاعيله كما يلي:
      • فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن * فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن
    • ولم يستعمل تامًا بل مجزوءًا (بحذف فاعلن الأخيرة من الشطرين)، واستعماله قليلٌ، لثقلٍ فيه إلا العروضة الثالثة بضربيها. وأعاريضه ثلاث، وأضربه ستة، موزعة على الأعاريض، ومثاله قول مهلهل:
      • يا لِبكر أنشروا لي كُليبًا * يا لبَكرِ أين أين الفرارُ
  3. البحر البسيط:
    • أحد أبحر ثلاثة كثر دورانها في الشعر العربي، وياتي تامًا ومجزوءًا، وتفعيلاته هي:
      • مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن * مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
    • مثاله:
      • يا أيها الملكُ المبدي عداوتَه * انظر لنفسِك أيَ الأمر تبْتدِرُ
  4. البحر الوافر:
    • أصل تفاعيله:
      • مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن * مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
    • لم يرد صحيحًا أبدًا، بل لا بد من قطف عروضه فتصبح مفاعلتن مفاعل وتحول إلى فعولن.
    • له عروضان وثلاثة أضرب، ومثاله:
      • زماني كُلُّه غضبٌ وعتبُ * وأنت عليَّ والأيام إِلبُ
  5. البحر الكامل:
    • هو البحر الثالث من بحور الشعر الذي كثر وروده في الشعر العربي كما قال المعري، وأصل تفاعيله:
      • متفاعلن متفاعلن متفاعلن * متفاعلن متفاعلن متفاعلن
    • يستعمل تامًا ومجزوءًا، وله ثلاث أعاريض وتسعة أضرب، وهو أكثر البحور أضربًا، ومثاله قول ابن الأحنف:
      • من ذا يُعيرُك عينَه تبكي بها * أرأيتَ عَينًا للبكاءِ تعارُ؟
  6. البحر الهزج:
    • أصل تفاعيله:
      • مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن * مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن
    • لا يستعمل إلا مجزوءًا، فيصبح على أربع تفاعيل فقط. وله عروض واحدة وضربان، ومن أمثلته:
      • أيا واهًا لذكرِ اللّـ * ـــه يا واهًا له واهَا
  7. بحر الرجز:
    • أصل تفاعيله:
      • مستفعلن مستفعلن مستفعلن * مستفعلن مستفعلن مستفعلن
    • يستعمل تامًا؛ فتبقى له تفاعيله الست، ومجزوءًا فيبقى على أربع، ومشطورًا فيظل على ثلاث، ومنهوكًا على اثنين، وتتحدّ في الصحة أعاريضه وأضربه، وعلى ذلك له أربع أعاريض، وأربعة ضروب، وتزيد العروض التامة ضربًا آخر غير الصحيح، هو المقطوع الذي تصير فيه مستفعلن إلى مستفعل وتتحول إلى مفعولن، ومن أمثلة هذا البحر من بحور الشعر قول أبي دهبل:
      • أورثني المجدَ أبٌ من بعد أب * رُمحي ردينيٌّ وسيفي المُستلَب
  8. بحر الرمل:
    • أصل تفاعيله:
      • فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن * فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
    • يجيء تامًا ومجزوءًا، وله عروضان وستة أضرب، ومثاله، قول عدي بن زيد:
      • نحن كنا قد عَلمتم قبلكُم * عُمُدَ البيتِ وأوتادَ الإصارِ
  9. البحر السريع:
    • أصل تفاعيله:
      • مستفعلن مستفعلن مفعولات * مستفعلن مستفعلن مفعولات
    • يستعمل تامًا ومشطورًا، وله أربع أعاريض وستة ضروب، ومثاله قول السيد الحميري:
      • اهبِط إلى الأرضِ فخُذ جَلمدًا * ثم ارِمهِم يا مُزْنُ بالجَلمَد
  10. البحر المنسرح:
    • أصل تفاعيله هكذا:
      • مستفعلن مفعولات مستفعلن * مستفعلن مفعولات مستفعلن
    • يكون تامًا، ومنهوكًا، وله ثلاث أعاريض وثلاثة أضرب، ومن أمثلته قول أبي العتاهية:
      • يضطرِبُ الخوفُ والرجاءُ إذا * حرَّك مُوسى القَضيبَ أو فكَّر
  11. البحر الخفيف:
    • أصل تفاعيله:
      • فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن * فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن
    • هو يجيء تامًا وجزوءًا. وأعاريضه ثلاث، وأضربه خمسة، ومثاله قول الشيباني:
      • يا هلالًا يُدعَى أبوه هِلالا * جَلّ باريك في الورى وتعالى
  12. البحر المضارع:
    • أصل تفاعيله:
      • مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن * مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن
    • هذا البحر يُجزأ وجوبًا، وله عروض واحدة صحيحة وضربٌ مثلها، ومثاله:
      • دعاني إلى سُعادِ * دواعي هَوَى سُعاد
  13. البحر المقتضب:
    • أصل تفاعيله هكذا:
      • مفعولات مستفعلن مستفعلن * مفعولات مستفعلن مستفعلن
    • لا يستعمل هذا البحر من بحور الشعر إلا مجزوءًا، وله عروض واحدة مطوية تصبح فيها مستفعلن إلى مستعلن، وتتحول إلى مفتعلن وضربها مثلها، ومثال ذلك:
      • أقبلت فلاحَ لها * عارِضانِ كالبَرَدِ
  14. البحر المُجتَثُّ:
    • أصل تفاعيله:
      • مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن * مستفع لن فاعلاتن فاعلاتن
    • هو بحر مجزوء وجوبًا، وله عروض واحدة صحيحة وضرب مثلها، ومثاله:
      • هل مُستعدٌ لِبكائي * بعَبرَةٍ أو دُعاء
    • يجوز في ضرب المجتث أن يشعث (يحذف أول وتده المجموع)؛ فتصبح فاعلاتن إلى فالاتن وتتحول إلى مفعولن، مثل قول الشاعر:
      • لمَ لا يَعي ما أقولُ * ذا السيدُ المأمول
  15. البحر المتقارب:
    • أصل تفاعيله:
      • فعولن فعولن فعولن فعولن * فعولن فعولن فعولن فعولن
    • يستعمل تامًا ومجزوءًا. وله عروضان وستة أضرب، ومثاله قول الحطيئة:
      • تحنّن عليَّ هداك المليكُ * فإن لكل مَقام مَقالا
  16. البحر المتدارك:
    • هو البحر الذي زاده الأخفش على بحور الشعر ويسميه البعض المحدَث والمخترَع والمتسق؛ لأن كل أجزائه على خمسة أحرف، والشقيق لأنه أخو المتقارب؛ إذ يتكون كل منهما من سبب خفيف ووتد مجموع، والخبب لأنه أشبه بخبب السير إذا خُبن أسرع به اللسان في النطق، وسمي ركض الخيل؛ لأنه يشابه وقع حافر الفرس على الأرض، وسمي أيضًا ضرب الناقوس؛ لأن الصوت الصادر عنه يشبه ذلك إذا خُبن، وأصل تفاعيله:
      • فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن * فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
    • يستعمل تامًا ومجزوءًا، وله عروضان وأربعة أضرب، ومثاله:
      • جاءنا عامرٌ سالَمًا صالحًا * بعد ما كان ما كان عامِرِ
هل أعجبك المقال؟