معلومات عن تمثال الحرية
لا بد أن الكثير يعرف تمثال الحرية (Statue of Liberty) الشهير، فهو من أضخم وأهم المعالم السياحيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة وحتى في العالم، لكن القلائل بلا شك من يعلم الحقائق المتعلقة به وأصله ودلالات أجزائه. لنتعرف معًا على كل ما يتعلق بهذا المعلم الشهير في هذا المقال.
التعريف بتمثال الحرية
هو تجسيدٌ لمنحوتةٍ فنيّةٍ اسمها الكامل هو الحرية تنير العالم (Statue of Liberty Enlightening the World)، موجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدًا في جزيرةٍ صغيرةٍ في خليج نيويورك العلوي، والمعروفة الآن باسم جزيرة الحريّة التي تم إخلاؤها من السكان ليكون التمثال الساكن الوحيد فيها، ويظهر التمثال كامرأةٍ ترتدي ثوبًا وتحمل شعلةً في يدها اليمنى تمثل الحريّة، وفي يدها اليسرى كتابًا نُقش عليه تاريخ الاستقلال الأميركي باللاتينية. .
كان النصب هديّةَ صداقةٍ تذكاريّة من فرنسا إلى الولايات المتحدة، قدمتها في 8 أوكتوبر عام 1886 بمناسبة الذكرى المئوية للاستقلال الأمريكي في عام 1776، فقد كانت هدية متأخرة عشر سنواتٍ، وتُعتبر جهدًا مشتركًا بين أمريكا وفرنسا، حيث صمم النحات الفرنسي فريدريك أوجست بارتولدي (Frederic Auguste Bartholdi) التمثال من النحاس، أما هيكل تمثال الحرية الفولاذي، فهو من تصميم ألكسندر جوستاف إيفل (Alexandre Gustave Eiffle)، أما قاعدته فهي من تصميمٍ وتنفيذٍ أميركيٍّ، وهو إلى الآن مقصد الزائرين والسياح من كل أنحاء العالم، ومعترف به كرمزٍ عالميٍّ للحريّة والديمقراطيّة. .
تاريخ إنشاء تمثال الحرية
كانت فكرة إنشاء نصب تذكاري للولايات المتحدة من اقتراح الفرنسي إدوارد يفبفر (Edouard de Laboulaye) في عام 1865، ثم قُرر تنفيذ الفكرة بعد عشر سنواتٍ، حيث تم تكليف النحات فريدريك أوغست بارتولدي بتصميم شكله ليتم تنفيذه عام 1876 لإحياء الذكرى المئويّة للاستقلال الأميركي، وتمت تسميته ـ كما ذكرنا ـ الحرية تنير العالم.
اتُّفق على أن الشعب الأميركي مسؤولٌ عن بناء قاعدة التمثال الضخم، أما الشعب الفرنسي فهو مسؤولٌ عن التمثال نفسه وتجميعه في الولايات المتحدة، وتم تكليف ألكسندر إيفل (مصمم برج إيفل) بتصميم الصرح الحديدي والإطار الهيكلي.
تم الانتهاء من بناء الركيزة في نيسان 1886، وتم الانتهاء من التمثال في فرنسا في تموز 1884، ووصل لميناء نيوورك في حزيران 1885 على متن السفينة الفرنسية إيزير (Isere)، حيث تم تقسيم التمثال إلى 350 قطعةً وتعبئته في 214 صندوقًا، ليتم تجميعه على قاعدته في نيويورك في غضون أربعة أشهرٍ، وتحديدًا في 28 تشرين الأول 1886 أمام آلاف المتفرجين، وكل هذا تم بمساعدة تمويل الشعبين الفرنسي والأميركي بشتّى الطرق وعن طريق تقديم التبرعات.
ترميم تمثال الحرية
قام الرئيس الأمريكي رونالد ريغان (Ronald Reagan) بتكليف رجل الأعمال لي إياكوكا (Lee Iacocca) رئيس مجلس إدارة شركة كرايسلر (Chrysler) لترؤّس أعمال الترميم، وتم جمع التبرعات في أيار سنة 1982 لترميم تمثال الحرية واستعادة مظهره الأول، حيث جمع مبلغ 87 مليون دولار بشراكةٍ بين القطاعين العام والخاص، وهي أنجح شراكة بين القطاعين على الإطلاق حتى الآن.
في عام 1984، أقيمت السقالات حول الجزء الخارجي من التمثال، ليبدأ البناء من الداخل كإصلاح الثقوب في الجلد النحاسي وتركيب الحديد الداخلي، حيث أزال العمال قضبان الحديد (حديد التسليح) التي تربط الجلد النحاسي بالهيكل الداخلي، واستبدلوها بقضبانٍ من الفولاذ المقاوم للصدأ، أما الشعلة، فقد تم استبدالها بنسخةٍ طبق الأصل، وتم طلاؤها بنفس الخطوط السابقة نظرًا لصعوبة ترميمها بسبب تضررها بشدّةٍ بفعل الظروف المناخيّة والماء، أما الأصلية فهي معروضةٌ حتى الآن في المتحف. .
حقائق مثيرة حول تمثال الحرية
كان لون تمثال الحرية الحقيقي كلون عملة البلاد النحاسيّة وقتها، أي بنيًّأ مائلًا للحمرة قليلًا، لكن نتيجةً لتأكسد نحاس التمثال بفعل الظروف الطبيعيّة، تشكّلت طبقة خضراء اللون تسمى الزنجار، وقد بقي محافظًا على لونه الطبيعي ثلاثين عامًا قبل أن يتأكسد بالكامل ويظهر باللون الأخضر.
يبلغ ارتفاعه حوالي 305 أقدام (93 متر) من الأرض لطرف الشعلة، أي كمبنى مكون من 22 طابقًا، حيث كان أطول منشأة في مدينة نيويورك في عام 1886.
عادة ما يتم تمثيل الصور التقليديّة للحريّة بشكل أنثوي، كما أن سيدة الحرية استُلهمت من إلهة الحريّة الرومانية ليبرتاس (Libertas).
يواجه تمثال الحرية جنوب شرق البلاد، أي كأنه رمز ترحيبي للسفن القادمة إلى نيويورك.
تم طلاء نحاس اللهب بالذهب عيار 24، حيث تعكس عليها أشعة الشمس في النهار، والأضواء في الليل، فتبدو وكأنها مشتعلة.
نظرًا لإسم التمثال الرسمي "الحريّة تنير العالم" ، فإن الشعلة ترمز إلى التنوير بلا شك.
يخرج من التاج سبعة رؤوس مدببة ترمز للقارات والمحيطات السبع في العالم، مما يدل على مفهوم عالمي للحرية.
يحمل تمثال الحرية باليد اليسرى لوحًا كُتب عليه تاريخ الاستقلال الأمريكي بأرقام رومانيّة ( MDCCLXXVI)، أي الرابع من تموز 1776.
النسخ المماثلة لتمثال الحرية حول العالم
- تمثال الحرية في أودايبا (طوكيو، اليابان): أُقيم سنة 1998 على خليج طوكيو كتكريمٍ لقوة ارتباط بلدَي اليابان وفرنسا.
- تمثال الحرية في بوردو (بوردو، فرنسا): أنشأ النخات بارتولدي نسخة له عام 1988.
- تمثال الحرية في فينيس (فينيس، النرويج).
- تمثال الحرية في لفيف ( لفيف، أوكرانيا): تعتبر نسخةً فريدةً من نوعها، حيث تظهر المرأة وهي جالسةٌ، فسمي بالتمثال الكسول.
- تمثال سلفادور دالي للحرية (فايكول، فرنسا): صمم الفنان السريالي المعروف سلفادور دالي (Salvador Dali) نسخةً مماثلةً لتمثال الحرية الأصلي لكن بفرقٍ بسيطٍ، أن تمثاله يرفع شعلتين بكلتا اليدين.
- نموذج تمثال الجرية الأصلي (باريس، فرنسا): صمم النحات الفرنسي فريدريك بارتولدي نسخةً طبق الأصل من تمثال الحريّة، تم وضعها في المتحف.
- تمثال ريو دي جانيرو (بانغو، البرازيل): أقيم هذا التمثال عام 1899 احتفالًا بالذكرى السنوية لاستقلال البلاد.
- تمثال ليغو للحرية (بيلوند، الدنمارك): تم إعادة إنشاء آثار كثيرة في الدنمارك من جميع أنحاء العالم بما فيها تمثال الحرية.
- تمثال الحرية في عرابة (عرابة، فلسطين): وهو نسخةٌ صغيرةٌ جدًا عن تمثال الحرية، لكنه مع ذلك مقصد لكثيرٍ من السائحين.
- مقبرة الـ 72 شهيد (قوانغشتو، الصين): وهي مقبرةٌ دُفن فيها الشهداء الذين ماتوا في الثورة وعددهم 72، لذا تم إنشاء تمثال الحرية ليوضع هناك تعبيرًا عن النضال من أجل الحريّة..