أهمية دراسة مادة العلوم
ارتبطت كلمة العلوم في أذهاننا منذ الصغر بالعديد من الصور والمفاهيم النمطية كالمجلدات السميكة المرتبة على رفوف المكتبات، عالم فلك يتابع حركة الكواكب من خلال التلسكوب، إطلاق المركبات الفضائية، عدسة المجهر التي تخبئ وراءها العديد من العوالم الأخرى، النظرية النسبية لأينشتاين. لكن ما هو مضمون العلوم بشكل مبسط، وما أهمية دراسة مادة العلوم، وما هي أهم الفروع التي تنطوي تحتها.
ما تعريف العلوم
نهج منظم ومنطقي لدراسة تكوين وسلوك العوالم المادية والاجتماعية والطبيعية من خلال الملاحظة والتجريب، وهي السر الكامن وراء الابتكار وتطور الحياة البشرية والتنافس اللامتناهي ما بين دول العالم لتبوء المكانة الأفضل.
أهمية دراسة مادة العلوم
- يترافق التقدم في مجال العلوم مع ابتكار العديد من التطبيقات الهامة والتي تعود بالنفع على البشرية، ومن الأمثلة على ذلك اكتشاف بنية الحمض النووي (DNA) والتي أحدثت ثورة في علم الأحياء، وتمخضت في النهاية عن مجموعة متنوعة من التطبيقات والتي ساعدت في الكشف عن أسباب عن الأمراض الوراثية، إنتاج المحاصيل المعدلة وراثيًا، والتعرف على البصمة الوراثية المميزة لكل فرد.
- تحقق دراسة العلوم تقدمًا إيجابيًا وملحوظًا في العالم، على عكس الاقتصاد الذي يكون عرضة للانتكاس في كثير من الأحيان، فقد ساهم التطور العلمي في علاج العديد من الأمراض المستعصية والتي أرقت البشرية طويلاً، وتغيير السلوك الفردي والجماعي بما فيه صالح البشرية.
- تضع الموضوعات العلمية المعقدة الإنسان أمام تحديات لا متناهية، مما يدفع بالعقل البشري لبذل جهود مضاعفة في سبيل التقدم المستمر، ولعل هذا السبب وراء إلزامية تدريس العلوم في المرحلة الابتدائية، مما يتيح للطلاب التعرف على العالم المحيط بهم في هذه السن مبكرة، حيث يبدؤون في تكوين معارفهم، ومع الوقت قد يتحولون لرواد في مجال العلوم وينشرون ابتكاراتهم الخاصة.
فروع مادة العلوم
توجد أربعة فروع رئيسية للعلوم، يندرج تحت كل فرع منها موضوعات مختلفة وهي:
الرياضيات والمنطق
يتعاملان مع المفاهيم المجردة في الحياة، لا ينفصلان لكلاهما دور فيما يتعلق بدراسة كيفية عمل العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية، وفي صياغة القوانين والنظريات والفرضيات.
علم الأحياء
الذي يهتم بدراسة الكائنات الحية على اختلافها، يتفرع عنها:
- علم الحيوان؛ الذي يهتم بدراسة كل ما يخص الحيوانات من تطورها وتصنيفها سواء كانت منقرضة أو حية وسلوكياتها وبنيتها.
- علم النبات؛ المعني بدراسة النباتات ودورة حياتها، أمراضها، وطرق تكاثرها، ونموها، وخصائصها الكيميائية.
- علم البيئة؛ ويدرس البيئة وعلاقتها بالكائنات الحية.
- علم الحفريات؛ حيث تتولى هذه الفئة من علم الأحياء دراسة عصر ما قبل التاريخ، ونشأة الحياة على سطح الأرض من خلال متابعة المستحاثات.
العلوم الاجتماعية
تهتم بدراسة المجتمع وعلاقة الأفراد به، يتفرع عنها مواضيع مختلفة منها:
- الأنثروبولوجيا تختص بدراسة الإنسان سلوكه وسيرورة تطوره من النواحي الثقافية والاجتماعية والمادية.
- الاقتصاد؛ الذي يدرس السلع والخدمات من حيث كيفية تصنيعها وتوزيعها واستهلاكها.
- علم الاجتماع؛ ويبحث في المجتمعات البشرية وأنشطتها وتفاعلها مع بيئاتها الحضرية.
- علم النفس؛ يتبحث في سلوك الإنسان والنواحي المختلفة لشخصيته.
العلوم الفيزيائية
الفرع الأخير من بين الفروع الأربعة الرئيسية للعلوم، ويندرج تحته الجيولوجيا والفيزياء والكيمياء وعلم الفلك. يدرس علم الفلك حركة الأجرام السماوية كالنجوم والمجرات والمذنبات والكواكب، بينما تهتم الكيمياء بدراسة تركيب المواد المختلفة وخصائصها يمكن تقسيمها إلى الكيمياء العضوية وغير العضوية، أما الجيولوجيا فتدرس الخصائص الفيزيائية للأرض وتكوينها، وأخيرًا الفيزياء فهي العلم المعني بدراسة بنية المادة وتكوينها.
اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في عام 2001 عن اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، اعترافًا منها بفضل العلم والعلماء ومساهماتهم الجليّة في تطوّر المجتمعات البشرية وازدهارها، يتمّ الاحتفال به سنويًا في العاشر من نوفمبر، تتلخص الأغراض من هذا اليوم في:
أخيرًا قد لا تكون العلوم المادة المفضلة لدى الجميع، وقد يواجه البعض صعوبة في دراستها، لكن من المهم دائمًا أن نتذكر بأن كل ظاهرة في الحياة مهما عظم شأنها أو كانت من المسلمات لا يمكن تفسيرها إلا من خلال العلم، كما تتسم دراسة العلوم بالمتعة حيث يمكن خرق القواعد في بعض الأحيان والخروج عن المألوف طالما أن للعقل والتجربة الكلمة الفصل في كل الأمور.