الفرق بين النظام الاشتراكي والرأسمالي
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
الفرق بين النظام الاشتراكي والرأسمالي.. واجهت العديد من الدول المشاكل الاقتصادية، هذا الأمر الذي فرض عليها ابتكار نظمٍ اقتصاديةٍ تختلف باختلاف معتقداتها وأهدافها وقيمها، وقد اشتهر منها نظامان؛ النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي. سنتعرف في هذا المقال على هذين النظامَين، وعلى الفرق بين النظام الرأسمالي و الاشتراكي عمومًا.
الفرق بين النظام الاشتراكي والرأسمالي: ما هو النظام الاقتصادي؟
النظام الاقتصادي هو مجموعة من المؤسسات الاجتماعية التي تتعامل مع الإنتاج والتوزيع والاستهلاك المتعلق بالبضائع والخدمات ضمن مجتمع معين يتكون النظام الاقتصادي من أشخاص ومؤسسات ويتضمن أيضاً علاقاتهم مع مصادر الإنتاج مثل الملكية بالتالي فالنظام الاقتصادي يتعامل مع مشاكل الاقتصاد مثل تحديد وإعادة توزيع المصادر الفقيرة في الاقتصاد الخاص بمجتمع ما.
تخضع النظم الاقتصادية للدراسة والتطوير وقد أصبحت من أهم المجالات الخاضعة للبحث في السنوات الأخيرة
نظراً لارتباطاتها بالعديد من المجالات الحياتية والقطاعات الأخر ولدورها المباشر والمؤثر في حياة الناس العامة والخاصة على حد سواء حيث تهدف النظم الاقتصاديّة على اختلاف أنواعها وخصائصها إلى تلبية الاحتياجات المختلفة للأفراد من خلال استثمار الموارد المتاحة في المجتمع إلى جانب حل المشاكل المتعلقة بقلة الموارد وتنوع الاحتياجات الإنسانية الحياتية ولهذا السبب لا يوجد نظام اقتصادي واحد يحكم البشرية إذ أن كل مجتمع من المجتمعات يتبنى نظاماً اقتصادياً يلبي مطالبه ويلائم توجهاته.
الفرق بين النظام الاشتراكي والرأسمالي: النظم الاقتصادية والهدف منها
هي الوسائل التي تستخدمها الدول والحكومات في توزيع الموارد والخدمات وتداول السلع، وتوظفها للسيطرة على عوامل الإنتاج، التي تشمل العمل ورأس المال والموارد المادية والطبيعية وروّاد الأعمال، بالإضافة إلى تنظيم الموازنة العامة بين الصادرات والواردات، وكل ذلك بهدف حل المشاكل الاقتصادية.
في الجوهر العميق؛ يضمحلّ الفرق بين النظام الرأسمالي و الاشتراكي تمامًا؛ ذلك أنّ الهدف من أيِّ نظامٍ اقتصاديٍّ هو حل المسائل الاقتصادية المتمثلة في عدم وجود موازنة بين حاجات ورغبات الأفراد من جهةٍ، وبين الموارد الاقتصادية المتاحة، بالإضافة إلى إعادة التوازن بين الصادرات والواردات وضمان تقديم أفضل أنواع الخدمات للمجتمع، مع السعي لرفع نسب الدخل الوطني (رأس المال).
الفرق بين النظام الرأسمالي و الاشتراكي
النظام الرأسمالي
هو عبارة عن نظامٍ اقتصاديٍّ يمتلك فيه الأفراد أو الشركات الخاصة السلع، أي يرتكز في الإنتاج على قطاع الأفراد والملكية الخاصة لخطوط الإنتاج، وكون الربح هو الحافز والمحرك لعملية الإنتاج. تعتبر الرأسمالية من أقدم النظم الاقتصادية المعاصرة وتتميز بحرصها على الملكية الفردية أو الخاصة لأدوات الإنتاج، وكما نعلم لكلِّ نظام قواعد ومبادئ يرتكز عليها ومن أهم المبادئ المكونة للنظام الرأسمالي:
- الحرية الاقتصادية: تعني أن يكون الأفراد أحرارًا في اختيار النشاط الاقتصادي الذي يحقق مصالحهم الشخصية، وما يتضمنه ذلك من حرية اختيار المهنة أو الحرفة، وحرية التعاقد والتملك، ما دام ذلك لا يحد من حريات الآخرين وضمن حدود القانون إلا بشرطٍ واحدٍ؛ ووهو عدم التعارض مع سلوك الفرد مع تحقيق الأفراد الآخرين لمصالحهم الشخصية، وبذلك تتحقق الرأسمالية والتي هي الكلمة مرادفة للحرية الاقتصادية.
- حافز الربح: حيث يعتبر السعي وراء تحقيق أكبر قدرٍ ممكن من الربح الحافز الأول للنشاط الاقتصادي للشركات، فالشركات ليست موجودةً لتلبية حاجات الناس من دون ضمان الربح، حتى لو كانت تلك السلع تغطي الحاجات الأساسية للناس، ولكنها لن تكون متوفرةً إلا لمن يستطيع دفع ثمنها.
النظام الاشتراكي
يتجلّى الفرق بين النظام الرأسمالي و الاشتراكي على المستوى الأساسيّ بأنّ الأخير عبارة عن نظامٍ سياسيٍّ واقتصاديٍّ يقوم على أن الدولة لها الملكية العامة لوسائل الإنتاج، وذلك يشمل المصانع والآلات والأدوات المستخدمة لإنتاج السلع التي تهدف لتلبية حاجات المجتمع بشكلٍ مباشرٍ، كما أن للدولة الملكية العامة للأراضي والأموال العامة، ولها القدرة الملكية التامة لاقتصاد المجتمع وتوزيع الرواتب بين الأفراد فيما يتناسب مع الجميع، ويقوم النظام الاشتراكي على عدة خصائص منها:
- الملكية العامة: يعتبر هذا المبدأ الأساس في الاشتراكية، حيث تتخذ وسائل الإنتاج صورة الملكية العامة الممثلة بالدولة وتظهر على شكل قطّاعٍ عامٍّ أو ملكيةٍ تعاونيةٍ وهي شكلٌ أو نوعٌ آخر من أنواع الملكية.
- التخطيط الاقتصادي: يقصد بالتخطيط الاقتصادي أي حصر الموارد الإنتاجية الموجودة في المجتمع وتوجيهها لإنتاج السلع والخدمات، وعلى عكس النظام الرأسمالي فإن النظام الاشتراكي ليس ملزمًا بقوانين العرض والطلب، أو بالمنافسة الحرة، وذلك لأن الدولة لها السلطة المطلقة في التخطيط المركزي للإنتاج والتوزيع والتبادل للمواد والسلع.
ما هي عيوب النظام الرأسمالي؟
لعل النظام الرأسمالي هو أكثر نظام اقتصادي نظمت ضده الثورات والحركات الرافضة من أشهرها الأناركية والليبرالية ومن أشهر وأشيع هذه الانتقادات أن النظام الرأسمالي هو نظام استغلالي إذ يعتبر الكثيرون أن النظام الرأسمالي نظام الاغنياء وأنه نظام استغلال الأفراد وأنه سبب ظهور الطبقية بسبب اعتناقه مبدأ الأسعار الحرة كما أنه يسبب تركز الثروة في إيدي نسبة قليلة من الناس إضافة إلى أنه سبب لأزمات اقتصادية حادة
أما أشهر الانتقادات فهي أن النظام الرأسمالي يقيد الحكومات والعوائل الحاكمة أمام الكيانات الاقتصادية الرأسمالية الضخمة كما أن هذه الكيانات تؤثر على القرار السياسى وتقدر على التحكم فيه مما يؤدى إلى انحياز السياسة لطبقة بعينها وهو ما ينتج عنه ضعف الخدمات العامة وخصوصا فى الدول النامية أو ما يعرف باسم دول العالم الثالث
ما هي عيوب النظام الاشتراكي؟
يعتبر النظام الاشتراكي نظام العدالة الاجتماعية إذ أنه يعتمد على تقسيم موارد المجتمع وعناصر الإنتاج بين كل أفراد المجتمع وذلك لاعتماده على مبدأ الملكية العامة للأفراد حيث الفرد للجميع والجميع للفرد لكن له عيوباً متعددة من أبرزها اعتماده الكبير على التعاون بين الأفراد لتحقيق أهداف المجتمع مما يؤدي إلى غياب المنافسة الأمر الذي يجعل الابتكار محدوداً مقيداً
أما أبرز عيوب النظام الاشتراكي فهو التخصيص السيء للموارد وعدم وجود آلية واضحة للتسعير إن تخصيص الموارد في النظام الاشتراكي غير عادل ولا يراعي الحاجات الأساسية لأفراد المجتمع أما فيما يتعلق بآلية التسعير فمشكلة النظام الاشتراكي أن جميع الموارد الإنتاجية مملوكة للدولة فيصعب تسعيرها وبالتالي يصعب حساب تكاليفها مما يعني أن تحديد الكميات التي يجب إنتاجها يعد أمراً عسيراً مربكاً
وبالطبع فإن القمعية التي تميز النظام الاشتراكي وفقدان الحرية جعل منه النظام الأقل شعبية في العالم خاصة أن الإعلام الأمريكي والرأسمالي ركز قوته بأكملها على توضيح نقاط الضعف الخاصة بالنظام الاشتراكي منافسه الأول وخوف الأميركيين الأكبر