تريند 🔥

📱هواتف

كيف يمكن حماية الشعاب المرجانية

شادي مشكاف
شادي مشكاف

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

تأتي الأهمية الحيوية للمرجان والشعاب المرجانيّة من دورها بالغ الأهمية في الحفاظ على النظام البيئي للمحيطات، وحياة أغلب كائنات المحيط، عدا عن فوائدها الاقتصادية والبيئيّة، ومن هنا تظهر الحاجة الماسة إلى حماية الشعاب المرجانية حول العالم، خاصةً كون المرجان بطيء النمو، ويتكاثر بطرقٍ خاصةٍ، وهذا فضلًا عن تأثره تلك الشعاب بتغير المناخ وتلوث الكوكب. .

تعتبر الشعاب المرجانية (Coral Reefs) من أكثر البيئات البحرية تنوّعًا، حتى أنها تُشبّه بمدن المحيطات، وقد يُخطئ البعض في تصنيف المرجان ويعتبره نوعًا من النباتات، إذ إنّه يصنّف من مملكة الحيوانات ضمن شعبةٍ كاملةٍ خاصة بها هي المرجانيات، والتي تشمل أكثر من 4820 نوعًا موصوفًا حتى الآن، وما يزال هذا العدد في تزايد بسبب البعثات العلمية البحرية التي تدرس المُرجانيات، كما أنها تغطي ما يقارب حوالي 284300 كيلومتر مربع من قعر المحيطات، وتنتشر على سواحل الجزر والمياه الاستوائيّة وفي الخلجان لأنها تفضل المياه الصافية والضحلة، حيث تتوافر أشعة الشمس.

بعض الأنواع المختلفة للمرجان

نمو وتكاثر المرجان

ينمو المرجان على الصخور والأسطح الصلبة في المحيطات أو على حواف الجزر، ومن ثم يستغلّ العناصر المحيطة به كالمواد العضوية والكالسيوم لبناء نفسه وزيادة معدّل نموه، مع الإشارة إلى أنّ معدّلات النمو تختلف باختلاف النوع، وذلك اعتمادًا على درجة حرارة المياه وحموضتها، ونسبة الإشعاع الشمسي وتوافر المغذيات في البيئة المحيطة، ومع ذلك يُعتبر المرجان من أبطأ الكائنات الحية نموًّا، بمتوسط نمو طولي ما بين 5 إلى 25 ملم في السنة فقط.

أما فيما يخص تكاثر المرجانيات، فذلك يتمّ بطريقتين؛ لا جنسيًّا بالتبرعم؛ حيث قد ينطلق جزءٌ من المرجان الأم نحو إحدى الصخور، ويتثبت عليها وينمو بمفرده أو بتكراره لنفسه عدّة مراتٍ بهدف زيادة حجمه؛ أو جنسيًّا عن طريق بويضات وبوليبات تُنتج من نفس المرجان الخنثى غالبًا، ليتم الإلقاح مرةً واحدةً في السنة ضمن الشروط البيئية المناسبة. .

نمو وتكاثر المرجان

فوائد الشعاب المرجانية وأهميتها

إنّ فوائدها الجمّة ووظائفها الحيويّة الهامّة، هي ما يجعل من حماية الشعاب المرجانية هاجسًا بشريًّا وضرورةً ملحّةً، بالأخص في عالم اليوم مضطرب البيئة، وتتجلّى أهميّتها من خلال:

  • الحفاظ على تنوع البيئة الحيوية للمحيطات: كونها تُشكّل المأوى لربع كائنات المحيطات المقدّرة بعشرات الملايين، والتي تعيش وتتغذى فيما بينها في الشعاب المرجانية.
  • الحفاظ على الأمن الغذائي العالمي: لدورها في تأمين الغذاء لما يزيد عن 500 مليون إنسانٍ يعيشون على السواحل المجاورة لها.
  • الدور الاقتصاديّ: يقصد الشعاب المرجانية ملايين السياح للتمتّع بالشواطئ التي تحتويها، إضافةً لتجارب الغوص واستكشاف جمالها الساحر، وهؤلاء السياح بحاجةٍ لفنادق ومطاعم ومراكز تسوّق تحتاج للعديد من العاملين فيها، مما يجعل للشعاب المرجانية فائدةً اقتصاديةً لا يمكن تقديرها للبلد الذي يضمّها، حيث أظهرت دراسةٌ في 2012 أنّ العائدات المادية لهكتار المرجان كانت تساوي 500 ألف دولار أمريكي تقريبًا، وهي الأعلى بين جميع الأنظمة البيئية البحرية الأخرى.
  • الحماية: تعتبر الشعاب المرجانية حواجزَ طبيعيةً للسواحل، تحميها من الأمواج العاتية والعواصف الاستوائية، مما يوفّر الأمان لسكان هذه السواحل والجزر.
  • طبيًّا: توّفر الشعب المرجانية العديد من المكونات الطبية التي كانت وما تزال تستخرج منها..

سبل حماية الشعاب المرجانية

انطلاقًا من الأهمية البالغة للشعب المرجانية على عدّة مجالاتٍ حيوية هامة، ونومها وتكاثرها البطيئين، كان لا بدّ من اتخاذ العديد من الوسائل والطرق الهادفة لحمايتها، خصيصًا ضمن ظروف التغيرات المناخية وتلوث المياه والصيد الجائر للكائنات البحرية، ويقع عاتق حماية الشعب المرجانية على الأفراد والمؤسسات المعنية الكبرى مثل الإدارة الوطنية الأمريكيّة للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، والوكالة الأمريكية لحماية البيئة (EPA)، وغيرها من المؤسسات الحكومية والخاصة الأخرى، وتشمل هذه الإجراءات:

  1. الحفاظ على نظافة الشواطئ ومياه البحر.

    بعدم رمي المواد الضارة فيها، انطلاقًا من مستوى الفرد.

  2. تنظيم الحملات المحلية.

    التي تهدف إلى تنظيف الشواطئ وتحسينها.

  3. تحسين أسلوب الصيد.

    لأنّ ممارسة الصيد حتى المؤقتة منها، قد تؤدي إلى فقدان أنواع أسماك مهمة للنظام البيئي للشعب المرجانية، وأساسها الامتناع عن الصيد بمرحلة تكاثر الأسماك، وإعطاء الفرصة لكل نظام بيئي للتعافي من موسم الصيد.

  4. زيادة مرونة التكيّف مع التغيرات المناخية.

    إذ يؤثر المناخ بشكل كبير على النظام البيئي للمستعمرات المرجانية، خاصةً ارتفاع مستويات درجات الحرارة، وتغير معدّل هطول الامطار، حيث تعمل الدراسات الحديثة على تحليل هذه الظواهر، واتخاذ الإجراءات الحيوية والجينية المفيدة التي قد تساعد في حماية الشعاب المرجانية واستمرارها.

  5. تخفيف مصادر التلوث الأرضي.

    كإزالة الغابات والمشاريع التنموية على السواحل ومخلفات الزراعة التي تنسكب على المحيطات، تؤدي إلى إعاقة نمو وقتل الشعب المرجانية، وذلك بالضغط على الحكومات وتغيّير مصبّات مياه المجاري ومصبّات المخلفات الصناعية.

  6. إعادة تأهيل مساكن الشعاب المرجانية.

    التي ستساعد على نمو المرجان، كاستعمال جذوع الأشجار أو المزارع الاصطناعيّة التي تنمو في المخابر، بالإضافة إلى برامج إكثار الحيوانات التي تساعد على حميات ونمو الشعاب المرجانية.

  7. جمع التبرعات.

    ومنحها للمختصين والباحثين في مجالات تطوير المزارع المرجانية وحمياتها.

  8. دعم المؤسسات الناشطة في المجال البيئي.

    تلك التي تتعامل مع المؤسسات الحكومية كخفر السواحل ووزارات البيئة.

هل أعجبك المقال؟