لماذا سمي المجهر المركب بهذا الاسم؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
يحتاج علماء الأحياء إلى ملاحظة الخلايا وأجزائها خلال دراسة الكائنات الحية، وإن تطور أدوات وتقنيات جديدة يمكن علماء الأحياء من كشف أعمق أسرار الحياة، ومن هذه التقنيات المجهر المركب، ولكن لماذا سمي بهذا الاسم؟
المجهر هو آلة تُستخدم لرؤية الأجسام التي من المستحيل رؤيتها بالعين المجردة، حيث يقوم المجهر بتكبيرها لنراها بوضوح، ومن أنواع المجاهر هناك المجهر المركب، وهو الأداة التي يتم استخدامها لعرض الصور المكبرة من الأجسام الصغيرة على شريحة زجاجية، ويمكنها تحقيق مستويات أعلى من التكبير في المجاهر العاديَّة ذات الطاقة المنخفضة، كما تساعد كثيرًا على تقليل الانحراف اللوني.
وسمي بالمركب لاحتوائه على عدستين وأحيانًا أكثر، واحدة هي العدسة القريبة للعين والثانية العدسة الأقرب إلى الهدف، فالعدسة الأولى لها طول بؤري أكبر وتزيد من حجم الصورة، أما الثانية فهي تجمع الضوء وتركز صورة الكائن في المجهر.
أنواع المجهر المركب
المجهر هو عبارة عن أداة تُستخدم لرؤية الكائنات أو المواد الدقيقة التي لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، وهناك نوعان من المجهر هما:
- المجهر الضوئي: ويُعرف أيضًا بالمجهر البصري؛ حيث يعتمد على الضوء المرئي لتكبير الأشياء بمساعدة عدسات بلاستيكية أو زجاجية مقعرة.
- المجهر الإلكتروني: وهذا النوع يتميز بقدرة تكبير أعلى بكثير من المجهر الضوئي؛ إذ أنه يُظهر تفاصيل لم يستطع المجهر الضوئي توضيحها بنفس الدقة، ويعتمد على شعاع من الإلكترونات عوضًا عن الضوء المرئي.
والمجهر المركب هو أحد أنواع المجاهر الضوئية التي تعتمد على نوعين من العدسات لتكبير كائن حي أو مادة ما بمستويات تكبير مختلفة، وسُمي بهذا الاسم نظرًا لاحتوائه على نوعين من العدسات، على عكس المجهر البسيط الذي يتكون من عدسة واحدة فقط.
خصائص ومكونات خاصة بالمجهر المركب
- عدستين محدبتين أو أكثر.
- نطاق تكبير نموذجي (x40-x1000).
- يتم استخدام نموذج واحد فقط في كل مرة.
- يعطي صور ثنائية الأبعاد.
- متوفر في مكونات أحادية المجهر وثلاثية.
ويحتوي المجهر المركب على أجزاء أخرى وهي:
- قرص ضبط الدايوبتر.
- الذراع.
- الضابط التقريبي.
- الضابط الدقيق.
- القطعة الأنفية.
- المنصة.
- العينة أو الشريحة.
- نظام الإضاءة.
- المكثف.
- القاعدة.
- مفتاح التشغيل والإيقاف.
فيما يتعلّق بآلية عمل المجاهر المركبة يبدأ الضوء رحلته في قاعدة المجهر من مصدر الاضاءة، ثم ينتقل إلى الأعلى من خلال المكثف والفتحة، ويتم التقاط صورة النموذج من خلال التكبير القوي للعدسة الهدف، ثم يتحرك الضوء إلى أعلى رأس المجهر، حيث يصل إلى العدسة ويتم تكبيره من جديد بواسطة عدسات العين. وبالطبع هذه المجاهر باهظة الثمن نوعًا ما بسبب آليتها الممتازة.
أنواع العدسات في المجهر المركب
أمّا عن أنواع العدسات التي توجد في المجهر الضوئي المركب فهي كالتالي:
- العدسة الشيئية: وهي التي تخلق صورة واضحة المعالم للجسم المراد تكبيره، وتعد من أهم أجزاء المجهر المركب، يحتوي المجهر القياسي على 3-5 عدسات شيئية، وتتراوح قوة تكبيرها بين 4X إلى 100X.
- العدسة العينية: وهي العدسة التي ننظر من خلالها لرؤية العينية وتصل قوة تكبيرها إلى 10X أو 15x.
وكما أسلفت؛ أداة التكبير التي تستخدم عدسة واحدة فقط لتكبير الأشياء تسمى المجهر البسيط، ومن أمثلة المجهر البسيط ما يلي:
- عدسات الجواهرجي.
- ونظارات القراءة.
- ومكبرات الجيب.
أنواع المجاهر الضوئية
يوجد نوعان رئيسيان من المجاهر الضوئية: المجاهر البسيطة والمركبة
يتكون المجهر الضوئي المركب من جزء ميكانيكي وجزء بصري، يعتمد الجزء البصري على أكثر من عدسة وهذا هو سبب تسمية المجهر المركب بهذا الاسم، فهو يحتوي على عدسة ذات بعد بؤري طويل نسبيًا، وتسمى العدسة العينية لقربها من عين المستخدم، وعدسة أخرى ذات بعد بؤري صغير نسبيًا تسمى العدسة الشيئية أو الهدفية لقربها من الشيء المراد رؤيته، حيث تعمل العدسة الهدفية على تشكيل صورة حقيقية في المستوى البؤري الأمامي للعدسة العينية، ثم تكوّن العدسة العينية صورة افتراضية مُكبرة يمكن للمراقب رؤيتها.
وعلى عكس المجهر البسيط، فإن ميزة المجهر المركب هو أنه يمكن تحقيق تكبيرات أعلى بكثير باستخدام عدستين بدلاً من عدسة واحدة، حيث تؤمن العدسة الهدفية التكبير الأساسي الذي يتضاعف بواسطة العدسة العينية، ومن أجل معرفة التكبير الكلي باستخدام مجهر ضوئي مركب، يتم ذلك بجداء تكبير العدسة الهدف التي تكون مثلًا 10x أو 40x مع تكبير العدسة العينية التي عادة ما تكون 10x، وبذلك يمكن رؤية العينة بتكبير أكبر ب 400 مرة، وهذا يساعد في الكشف عن التفاصيل المجهرية بشكل أكثر دقة.
استخدامات المجهر الضوئي المركب
يعتبر المجهر الضوئي أو المجهر المركب من أهم أدوات البحث العلمي والتشخيص الطبي، له العديد من الاستخدامات في مجال علم الأحياء، ولم يُعرف من هو مخترعه بشكل مؤكد، ولكن يرجعه بعض المؤرخون إلى هانسي ليبرشي وهو نفسه مخترع التلسكوب، في حين يرى آخرون أن اختراع المجهر يعود إلى زكريا يانسن.
سمي المجهر المركب بهذا الاسم لأنه يعتمد في آلية عمله على نظام العدسات المركب، فهوي يحتوي على الأقل على عدستين: العسة العينية (تكبر العينة بمقدار 10 أضعاف)، والعدسة الجسمية (التي تكبر بمقدار 10 أضعاف أو 100 ضعف أو 4 أو 40 ضعف)، لتكون قوة التكبير النهائية هي ناتج ضرب قوة تكبير العدسة العينية وقوة تكبير العدسة الجسمي والهدف من ذلك هو تحقيق أعلى نسبة تكبير ممكنة وتوفير صورة ثنائية الأبعاد.
للمجهر المركب أهمية علمية وطبية، وهو يستخدم بشكل أساسي في المجالات التالية:
- دارسة الكائنات الحية الدقيقة وفحص الأنسجة الحيوية والخلايا واكتشاف وتشخيص الأمراض.
- يستخدم في الدراسات الييولوجية وعلوم الأحياء الدقيقة مثل الجراثيم والفيروسات والفطريات.
- يستخدمه الأطباء في المشافي لتشخيص الأمراض وفحص عينات الدم ورؤية الطفيليات التي تهاجم الكريات الحمراء مثل الملاريا.
لا تقتصر العينات التي يمكن فحصها في المجهر المركب على العينات البيولوجية، بل يمكن استخدامه لدراسة أنوع الصخور أو لدراسة العقاقير النباتية والكيميائية.