ما الفرق بين الهضاب والجبال؟
تعدُّ كلًا من الجبال والهضاب تكوينات أرضية طبيعية تنبثق من سطح الأرض لتصبح جزء من المنظر الطبيعي، وحتى الآن لا يوجد تعريف قياسي أو مقياس مقبول عالميًا يحدد ارتفاع الجبال والهضاب بشكل دقيق، مما يجعل التفريق بينهما صعبًا إلى حدٍ ما.
الجبال والهضاب
وقبل الإجابة على سؤالك، سأبد بشرح بسيط عن كل من الجبال والهضاب:
- الجبال (mountain): هي أشكال أرضية ترتفع بشكل بارز عن سطح الأرض المحيط به، وقمتها ضيقة نسبيًا، ويمكن الإشارة إلى الجبال إلى أنها أكبر وأعلى من التلال، ولكن ليس لهذا المصطلح معنى جيولوجي موحد، ونادرًا ما ترى الجبال بشكل فردي، حيث أنها غالبًا توجد على شكل سلاسل جبلية طويلة أو مناطق جبلية، واجتماع هذه السلاسل الجبلية يؤدي إلى تشكيل الحزام الجبلي (mountain belt)، فقد يصل عرض هذا الحزام الجبلي من عشرات إلى مئات الكيلومترات وبطول يصل إلى مئات الآلاف الكيلومترات، وقد تكون الحزم ساحلية؛ أي على طول الشريط الساحلي، كما في جبال الأنديز الغربية الموجودة في شمال تشيلي، كما يمكن ان تخترقها الهضاب التي تكون أخفض من الجبال. وترتبط الجبال الفردية مع بعضها عن طريق التلال التي تقع بينها، كما يمكن يفصل بينها الوديان، وهناك بعض الجبال التي تحوي على نشاط بركاني بداخلها، مثل السلاسل البراكين النشطة، ولها نوعين، الأول الجبال العالية المنفردة التي تطل على مساحة واسعة من التضاريس المنخفضة، أما الثاني فهو النوع الذي يوجد فيه البركان فقط على طرفي السلسلة الجبلية.الفرق بين الهضاب والجبال
- الهضاب (Plateau): يمكن تعريفها بأنها منطقة واسعة من المرتفعات المسطحة، وعادًة يحدُّ حوافها منحدر من جميع الجوانب، ولكن في بعض الأحيان تكون الهضاب محاطة بالجبال، فأهم المعايير التي تميز الهضاب هي: الانحدار الخفيف غير الحاد، والارتفاع القليل. على الرغم من كون الهضاب أعلى من التضاريس التي تحيط بها، يمكن تميزها عن الجبار بقمتها المسطحة بشكل ملحوظ، كما هناك بعض الهضاب التي توجد بين الأحزمة الجبلة، مثل هضاب الألتيبلانو (Altiplano)، أما النوع الآخر تتشكل بعيدًا عن السلاسل الجبلية وتنتج بعمليات جيولوجية تختلف تمامًا عن هضاب السلاسل الجبلية، مثل هضبة ديكان في وسط الهند.
الفرق بين الهضاب والجبال
أما الآن إليك بعض أبرز الاختلافات بين الجبال والهضاب:
- الجبال تظهر على شكل تبارز أرضي مرتفع، أما الهضاب عبارة عن أرض مستوية أكثر ارتفاعًا من السهول المحيطة بها.
- للجبال قمم صغيرة مع انحدارات حادة وشديدة، أما الهضاب تكون منحدر بشكل مائل وخفيف ومتدرج، وقمة الهضبة تكون واسعة مستوية تمامًا.
- تعدًّ الجبال أعلى الظواهر الطبيعية، أما الهضاب تكون قصيرة، ولكن هناك بعض الهضاب التي تكون مرتفعة.
- في الجبال، يكون المناخ متغيرًا تدريجيًا مع الاتجاه إلى قمة الجبل، حيث أنه ويصبح أبرد، وتكون قاعدة دافئة بالمقارنة مع القمة، أم في الهضاب يكون المناخ جاف نسبيًا ومائلًا للاعتدال.
- تعدًّ الجبال خزانًا طبيعيًا للماء، فهي تحمل وتخزن بداخلها ملايين الأطنان من الماء النظيف، أما الهضاب تكون غنية بالروسب المعدنية المختلفة.
- عدد الناس الذين يقيمون في الجبال قليل، وذلك بسبب المناخ القاسي والانحدار الشديد، أما بالنسبة للهضاب، العديد من المدن قد استقرت على قمتها الواسعة.
- تجذب الجبال محبي المغامرة وتسلق الجبال، أما الهضاب تجذب الكثير من السياح للتمتع بجمالها.
- أعلى الجبال في العالم يقع في سلسلة جبال الهيمالايا “جبل ايفرست”، أما أعلى الهضاب فهي هضاب التبت، التي يبلغ ارتفاعها 3000-4000 متر.
أنواع الجبال من حيث المنشأ
الجبال مُرَكّبة من كتل صخرية كبيرة للغاية وعدد هائل من الحجارة المرفوعة والمنطبقة على مستوى سطح الأرض المحيط بها، وهذه الكتل الصخرية تتعرض لعوامل جويّة (الحتّ والتّعرية). وتطلق كلمة جبل على هذه المناطق التي ترتفع عن سطح الأرض للغاية. الخلاصة: إنَّ الجبال تتكون بسبب الحركات الأرضية الهائلة مولّدةً طاقة كبيرة جدًا أدّت إلى تصدّع طبقاتها وانكسارها وطيّها.
وتصنّف أنواع الجبال من حيث المنشأ إلى:
- الجبال المنفردة: التي تتواجد في المناطق البركانية وفي الأماكن التي تعرضت للحتّ.
- السلاسل الجبلية: التي تمتدّ إلى مئات وعشرات الكيلومترات.
- الأحزمة الجبلية: فهي تتألف من اتّصال سلاسل جبلية وتمتد إلى آلاف الكيلومترات.
وتعتبر السلاسل والأحزمة الجبلية واحدة من أكثر العوائق لانتشار الأمطار في سفوحها المقابلة. وتعد جبال الهيميلايا وجبال الألب وسلاسل آسيا الوسطى أكبر هذه الجبال وأكثرها ارتفاعًا. وتكمن أهمية الجبال بأنّها مصدر مهم للموارد المستهلكة من قبل البشر كالغذاء والطاقة والماء والأخشاب.
عوامل نشأة الهضاب
بالنسبة للهضاب تعرّف بأنّها تلك المناطق الواسعة والمرتفعة نوعًا ما عن سطح الأرض وتكون مسطحة والمنحدرات محيطة بها من كل الاتجاهات، وقد تتوضع بين جبلين أو أكثر. وهي قابلة للتأثر بالعوامل الجويّة من حتّ وتعرية.
أما الهضاب فتنشأ من مجموعة من العوامل منها:
- تداخل وتشابك الكسور الصخرية مع بعضها وتحللها ثمَّ خروجها مرّةً أخرى للسطح.
- نتيجة تصادم صفيحتين تكتونيتين كهضبة التيبت في آسيا الشرقية.
- بسبب تدفق الحمم البركانية المصهورة نحو السطح فترفع هذه الحمم الكتل الصخرية الكبيرة والمستوية التي لا تستطيع اختراقها.
وتصنف أنواع الهضاب من حيث المنشأ إلى:
- الهضاب المتحللة: التي تنشأ نتيجة لحركة صعودية من القشرة الأرضية وذلك بسبب الصدام بين الصفائح التكتونية المتحركة بحركات بطيئة.
- الهضاب البركانية: التي تتشكل نتيجة الاندفاع البطيء للحمم نحو السطح فتتراكم هذه الحمم وتشكل مع الزمن الهضاب البركانية.
وبعض هذه الهضاب تكون ممتدة لمساحات واسعة قد تصل لمئات الكيلومترات. كما تعتبر الهضاب المخفضة ومتوسطة الارتفاع مناطق مناسبة للزراعات الحقلية ولزراعة الأشجار المثمرة، بينما الهضاب المرتفعة تكون مكان مناسب لرعي المواشي، وبعض الهضاب ذات الامتداد الواسع تكون مأهولة بالسّكان.
فيكمن الفرق بين الهضاب والجبال في أنّ الجبل يظهر على شكل بروز من الأرض مرتفع وله قمم مع انحدارات شديدة، بينما الهضبة عبارة عن أرض لها استقامة واحدة تكون أكثر ارتفاعًا من السهول والمروج المحيطة بها، ومنحدراتها تميل بشكل بسيط غير شديد. وهكذا نجد أنّ الطبيعة غنية بالتضاريس التي تعطي كوكبنا جماله وتميزه.
وفي النهاية فإنَّ الله تعالى خلق هذا الكون وأبدعَ في صنعه، سواء كان هذا الصنع في الإنسان أو الحيوان أو الطبيعة أو التضاريس فهذا كلّه خُلِقَ لحكمةٍ. وهو صنعٌ متقن يدل على عظمة الإله والدّقة المتناهية في خلقه، واستحال للناس أن يشكّلوا مثله. وإذا بحثنا في ذلك سنجد بأنَّ الجبال والتلال والسهول والهضاب والوديان لها دور كبير في استقرار القشرة الأرضية.