ما المقصود بالبحار المغلقة؟

مصطلح البحار المغلقة له معنى جغرافي والآخر قانوني، فهو في الجغرافيا يعني المسطح المائي المتسع غير المتصل بأي محيطات، ويمكن أن يكون مغلقًا بالكامل أو شبه مغلق. أما في الجانب القانوني في يعني مسطح مائي يندرج بالكامل أسفل الولاية القضائية والسياسية لدولة ما ولا يرتبط الأمر هنا باتصاله بمحيط أم لا.

هي مسطحات مائية محاطة كلها أو معظمها باليابسة ولا تتصل بالمحيط على الإطلاق أو تتصل به من خلال مضيق صغير أو عبر تضاريس أخرى، وعادة ما يكون تحت سيطرة دولة أو أكثر وتتراجع به المساحات الدولية الحرّة، وهناك أكثر من 50 بحر على مستوى الأرض.

وغالبًا ما يستخدم الناس مصطلح البحر للتعبير عن المحيط، في حين أن الجغرافيين يُطلقون كلمة بحر على مسطح مائي محاط جزئيًا بالأرض، في حين أن البحار المحاطة بالكامل باليابسة يُطلق عليها خليج، أما المغلقة تمامًا فاسمها العلمي هو بحيرات وهي مثل بحر قزوين الذي تشترك فيه أذربيجان وإيران وكازاخستان وروسيا وتركمانستان.

وتوجد البحار المغلقة في أعماق القارات وترتبط بالمحيط من خلال مضيق ضيق للغاية، ويمكن لبحر البلطيق والبحر الأحمر والبحر الميت أن يدخلوا في هذه القائمة، بل أن البعض يعتبر البحر المتوسط أيضًا من البحار المغلقة أو شبه المغلقة نظرًا لأنه محاط تقريبًا باليابسة ولا يتصل بالمحيط إلا من خلال مضيق جبل طارق من ناحية الغرب، ويتصل ببحر مرمرة عن طريق مضيق الدردنيل، كما يتصل بالبحر الأسود عن طريق مضيق البوسفور، ولكن نظرًا لاتساع مساحته لا يتم اعتباره عادة من البحار المغلقة.

بحر قزوين واحد من أكبر البحار المغلقة في العالم، يفصل البحر بين قارة أوروبا وآسيا، يقع في غرب قارة اسيا وعلى الاطراف الشرقية لقارة أوروبا، حيث تبلغ مساحة مسطحاته السطحية حوالي ٣٧١٠٠٠ كيلو متر مربع، وعمق البحر حوالي ١٠٢٥ م، وهو محاطٌ بعدة دولٍ هي روسيا من الشمال والشمال الغربيّ وأذربيجان من الغربِ وإيران من الجنوبِ وتركمانستان وكَازاخستان من الشرقِ، ويتَّصلُ بكارابوجازغول عن طريقِ قناةِ مانيتش.

ويعاني بحر قزوين من تقلّص مساحته باستمرار الناجم عن التبخر وانخفاض كمية ماء الأنهار التي تصب فيه وأكبرها نهر الفولجا حيث يعد المغذي الرئيسي لبحر قزوين. نجد على طول بحر قزوين محطات متعددة لإنتاج النفط والغاز الطبيعي وكان ذلك سبب صراع الدول التي تحيط به لسنوات، كما أنه البيئة التي تعيش فيها كمية وافرة من اسماك الحفش الذي نعلم أنه يقدم لنا واحد من أرقى الأطباق في جميع مطاعم العالم.

يقع البحرُ الميّت جنوبَ غرب آسيا، يحدُّ شاطئه الشرقيّ مملكة الأردن، ويحدُّ في قسمَيه الشماليّ والجنوبيّ الأراضي الفلسطينية. للقسمِ الشرقيّ للبحر الميّت حوضينِ غيرَ متساويينِ، حوضٌ شماليّ يشملُ ثلاثةَ أرباع مساحة وعُمق هذا البحر وحوضٌ جنوبيّ أقلّ حجمًا وعمقًا، حيث قُسّمت شبه جزيرة اللسان القسم الشرقيّ للبحر.

يعد البحر الميت أخفض مسطح مائي على وجه الكرة الأرضية، حيث يقع على مستوى 400 متر تحت مستوى سطح البحر، تزداد نسبة انخفاضه تدريجيًّا حوالي متر واحد كل سنةٍ، أما مساحته فكانت حوالي 1020 كيلومتر مربع وبعد ذلك تقلصت كما حدث لبحر قزوين ، يقسم البحر الميت عبر لسان بحري إلى حوضينِ غيرَ متكافئينِ من حيثُ المساحة والعُمق.

يتم خسارة كمية كبيرة من محتواه في الصيف نتيجة لدرجات الحرارة المرتفعة، وهذا يزيد من تركيز الأملاح والمعادن فيه. لا شك أن زيارة السياح للبحر الميت من كافة البلدان لم تأتي بمحض الصدفة، حيث تحتوي مياهه على ما يعادلُ 32% من الأملاحِ المعدنيّة المُختلفة، أي حوالي 21 معدنًا، منها المغنيزيوم والكالسيوم وغيرها، مع ذلك، ينصح الأطباء بعدم البقاء أكثر من 10 دقائق في مياهه بشكل متواصل لأن تعرض الجلد المباشر لنسب مرتفعة من الملح ولفترات طويلة قد يكون مؤذي بشكل كبير.

يطلق على البحر الميت “ميتا” لأن ملوحته العالية تمنع الكائنات المائية المجهرية، مثل الأسماك والنباتات المائية من العيش فيه، على الرغم من وجود كميات ضئيلة من البكتيريا والفطريات الميكروبية. في أوقات الفيضانات، يمكن أن ينخفض محتوى الملح في البحر الميت من 35 ٪ إلى 30 ٪ أو أقل من المعتاد.

كما يقال عن البحر الأسود ” بحر صغير يطلّ على بحر كبير” حيث يطل البحر الأسود على البحر الأبيض المتوسط، يقعث البحرُ الأسود في الجُزء الجنوبيّ الشرقي لقارتيّ أسيا وأوروبا، ويتّصل بالبحرِ المتوسّط عن طريق كل من مضيق البوسفور وبحر مرمرة، كما أنه يتصل ببحر أوزوف عبر مضيق كيرتش، يعد أن هذا البحر مغلق؛ لكونه محاط باليابسة من جميع جوانبه على الرغم من أن له اتصالات مع عدة بحور.

وهو يرتبط بالمحيط الهندي عن طريق مضيق باب المندب، ويتسم بالملوحة الشديدة والهدوء الكبير في حركة الأمواج، وحوالي 10% من الكائنات البحرية الموجودة به لا توجد في أي مكان بالعالم ولا حتى في المحيط الهندي.

“البحار المغلقة”، هو اسم يطلق على البحار التي لا يربطها مع المحيطات أو البحار أي ممراتٍ، وتتميز بملوحتها الشديدة وأمواجها الغير مرتفعة. تشبه البحار المغلقة إلى حد كبير البحيرات، كان يطلق قديما على كل من البحر الميت وبحر قزوين اسم بحيرة ولكن بعد ذلك توسعت الدراسات التي قارنت بين صفات كل منها ووجدوا أن البحر الميت أقرب كبحر مغلق منه كبحيرة، ودعم تصنيفها حجم المياه الضخمة الذي لا نجده عادة في البحيرات، تبقى البحار المغلقة مختلفة عن البحيرات بشكل كبير أيضا حيث ان اليابسة لا تحدها من كل الجهات حيث تكون نسبة المياه التي توجد بها كبيرة للغاية كما ذكرنا، كما أن البحر المغلق ايضا أعمق بكثير من البحيرات، مياه البحر المغلق مالحة بشكل كبير وتفسير ذلك لكون البحر المغلق لا يتصل بالمحيط أو بأي مصدر للمياه مثل البحار المفتوحة والمحيطات.

وقد نشأ هذا المفهوم في عهد الإمبراطورية الرومانية والتي ادعت السيطرة على البحر الأبيض المتوسط، واستمر بعد هذا خلال عصر الاكتشافات الأوروبية للقارات الجديدة سواء أستراليا أو أمركيا، حيث ادعت البرتغال وإسبانيا فرض سيطرتها على المسطحات المائية في شبه الجزيرة الأيبيرية.

واستمرت النزاعات بين الدول الاستعمارية حتى عام 1982 عند صدور اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار والتي وسعت مبدأ السيادة أو البحر الإقليمي إلى مسافة 12 ميل بحري وتم رفض مبدأ السيطرة على البحار أو الاستيلاء عليها كما كان سائدًا في العصور الوسطى وبداية القرن العشرين.