ما معنى سحله في اللهجة النجدية؟

ما معنى سحله في اللهجة النجدية؟
روان دربولي
روان دربولي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

يلجأ العديد من الناس في مختلف البلدان إلى وضع الماء وتخزينه في آنيةٍ مختلفة، منها ما يُطلق عليه “السحلة” في اللهجة النجدية، فما هو معنى هذه الكلمة؟

سَحْلَه : بفتح الحرف الأول وسكون الحرف الثاني_هي الغضارة التي يوضع بها الماء، أوإناء مقعّر لشرب الماء، ويقال في اللغة: سَحَلَت العين أي سكبت الدّمع، وأمست السماء تسحل ليلتها أي أنها تمطر بغزارة، وكذلك فإن الشاطئ قد سمّي ساحلًا لأن الماء سحَلَه أي أن الماء قد علاه.

تعدّ اللغة العربية قاسمًا مشتركًا بين العرب برمتهم من المحيط إلى الخليج، لكنك من أي بلدٍ عربيٍ كنت؛ فلاشكّ بأنك تتحدث باللهجة العامية للبلد الذي تقطن فيه، ولطالما تساءلت في قرّة نفسك من أين أتت هذه اللهجة؟ وكيف تحوّرت كلماتها عن كلمات لغتنا العربية الأم! وكيف أن لكلّ بلدٍ عربيّ لهجةٌ تميّزه؛ فإنك تستطيع أن تميز بين مصريّ أو سوريّ أو جزائريّ بمجرّد أن ينطق بلهجته العامية أليس كذلك؟ ربما تدور في ذهنك العديد من هذه الأسئلة، ولعلني أستطيع أن أروي فضولك قليلًا من خلال التالي…


أسباب تكوّن اللهجات

يوجد لذلك سببان رئيسيان:

  • الانعزال ضمن بيئات المجتمع نفسه: يمكن لهذا الانعزال أن يكون بسبب التضاريس الجغرافيّة للمجتمع كالجبال والأنهار والوديان والصحاري والسواحل، أو أن يكون بسبب الظروف الاجتماعية المختلفة ضمن المجتمع الواحد، أيًّا كان نوع هذا الانعزال؛ فإنه سيؤدي إلى تقسيم أبناء المجتمع الواحد،وتقليل الاحتكاك فيما بينهم، وسيفضي في نهاية المطاف إلى تشكيل مجاميع صغيرة من بيئات اللغة المنعزلة والتي تختلف فيما بينها، وبحسب التاريخ فإنها تتطور بشكلٍ مستقلٍ خلال قرن أو قرنين، وبسبب الانعزال تتم المباعدة بين سمات البيئات اللغوية، ويتم تشعبها إلى لهجاتٍ عدّة.
  • الصراع اللغوي كحصيلة للغزو أو الهجرة: عندما يغزو شعب ما أرضًا غير أرضهم، سيحدث صراع بين اللغة الأم لسكان هذه الأرض ولغة الشعب الغازي، وتكون النتيجة إما القضاء على إحدى اللغتين بشكلٍ تام، أو تكوّن لغة جديدة مشتقة من اللغتين على حدٍ سواء، ومثال على ذلك الصراع اللغوي انتصار اللغة العربية على اللغة البربرية في المغرب واللغة القبطية في مصر.

واللهجة النجدية هي اللهجة التي يتكلم بها سكان إقليم نجد وتشكلت هذه اللهجة ايضًا كنتيجة للأسباب التي أسلفتُ ذكرها.

هل أعجبك المقال؟