ما هو جهاز قياس ضغط الدم

سالي ديب
سالي ديب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

بشكل عام، يمكن تقييم الحالة العامّة للإنسان من خلال مجموعة من العلامات تعرف باسم العلامات الحيويّة (Vital signs)، إذا تشمل هذه العلامات كلّ من معدّل التنفس، مقدار الأكسجة، درجة الحرارة، نبض القلب، وقيمة الضّغط الشّرياني؛ ولكلّ واحدة من هذه العلامات مقياس خاص لتقييمها، في هذا المقال نتحدّث عن جهاز قياس ضغط الدم الشرياني.


تاريخ جهاز قياس ضغط الدم

تمّت أوّل عملية قياس لضغط الدم في التاريخ في عام 1733 عندما تمكّن القس ستيفن هالز من قياس ضغط الدم عند حصان، وذلك عندما قام بإدخال أنبوب زجاجي طويل منتصب في شريان الحصان وراقب اندفاع الدّم داخل الأنبوب وتمكّن بهذه الطريقة من أخذ فكرة عن مقدار الضّغط الذي يطبّقه الجريان الدموي ضمن شريان الحصان على أوعيته الدمويّة.

وبعد ذلك، تحديدًا في عام 1881 اخترع صموئيل سيغفريد كارل ريتر فون باش أول مقياس ضغط دم. تكوّن هذا المقياس من أداة بصليّة الشّكل مملوءة بالسائل وموصولة إلى عمود من الزئبق. أمّا الشّكل التقليديّ الذي نعرفه اليوم عن مقياس الضّغط، فقد كانت بداياته على يد تسكيبيون ريفا روتشي عندما قام بإضافة الكم القابل للنفخ الذي يثبّت حول الذّراع لتطبيق ضغط يمكن تسجيله بواسطة عمود الزئبق وذلك في عام 1896.

لم يتم تطوير مقياس ضغط الدم الحديث حتى عام 1905، عندما اكتشف الدكتور نيكولاي كوروتكوف الفرق بين ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.


ما هو جهاز قياس ضغط الدم

كما هو واضح من التسمية -وكما سبق وذكرنا- فإنّ مقياس الضّغط هو جهاز نتمكّن بواسطته من معرفة مقدار الضّغط الذي يطبّقه الدم الجاري ضمن الأوعية الدموية على جدران هذه الأوعية، مما يعطينا بالنتيجة فكرة عن الحالة العامة للجسم. لمقياس الضّغط عدّة أنواع أكثرها استخدامًا في يومنا هذا هو المقياس المتصل بكم مطاطي يُلَف حول الجزء العلوي من الذراع و يُنفخ من أجل تطبيق ضغط خارجي على الشرايين أكبر من الضغط الداخلي الذي يمارسه الجريان الدموي، ليتمكّن الجهاز من تسجيل قيمة أقرب ما تكون إلى الحقيقيّة.

تتكون قراءة معطيات مقياس الضّغط من رقمين هما؛ الضغط الانقباضي والضغط الانبساطي. يشير الضغط الانقباضي إلى ضغط الدّم أثناء انقباض العضلة القلبيّة واعطائها دفعة من الدم إلى الشرايين، وهي القيمة الكبرى. بينما يشير مصطلح الضّغط الانبساطي إلى ضغط الدّم عنما يكون القلب في حالة استرخاء وعودة الدم من الأوعية إلى القلب، وهي القيمة الأصغريّة للضغط.

قيمة ضغط الدم الطبيعية لدى الشخص البالغ هي 120/78، لكن تختلف القراءات حسب العمر والعديد من العوامل الأخرى، وقد يحتاج الأطفال والبالغون الذين لديهم أذرع أصغر أو أكبر من الحجم المتوسط ​​إلى استخدام كف ضغط هوائي ذو حجم خاص.


أنواع أجهزة قياس الضغط

  • مقياس ضغط الدم الزئبقي: هو الشكل الأكثر شيوعًا واستعمالًا من أجهزة قياس ضغط الدم. يتكون هذا الجهاز من كف قابلة للنفخ يدويًا متصل بأنبوب مملوء بالزئبق. ومن أجل الحصول على القراءات الصحيحة بواسطة هذا الجهاز يجب أن يكون عمود الزئبق موضوع على سطح مستوي وبشكل عمودي. من ميّزات هذا الجهاز أنّه يعطي قيم دقيقة جدًّا للضغط ولا يحتاج للمعايرة والإصلاح بين الفترة و الأخرى، ولكن على الرّغم من ذلك فقد حظر استخدام هذا الجهاز في العديد من البلدان بسبب شيوع حالات التسمم بالزئبق الناتجة عن كسر عمود الزئبق تسرّب السائل من الأنبوب.
  • مقياس ضغط الدم عديم السائل: في هذا الجهاز لا يستخدم الزئبق، وإنّما يستبدل العمود الزئبقي بجهاز قرصيّ الشّكل مرقّم يتحرّك فيه مؤشّر ميكانيكي استجابة لتغيّر قيم الضّغط عند نفخ كم الهواء، في هذا الجهاز لا توجد خطورة التسمّم، ولكن من مساوئه أنّه يعتمد على أذن الفاحص وبالتالي يحمل هامش خطأ واسع جدًا، بالإضافة إلى حاجته للمعايرة باستمرار.
  • مقياس ضغط الدم الرقمي التلقائي: هو مقياس ضغط الدم الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية، ويحوي مستشعرًا الكترونيًا لقياس ضغط الدم، ويتم عرض القراءات على شاشة رقمية.

كيف يتم استخدام جهاز قياس ضغط الدم

  1. قبل قياس ضغط الدم، لا بدّ من اختيار جهاز قياس ضغط الدم المناسب من ناحية الحجم، حيث يجب أن يكون طول الكم مساويًا لـ 80% على الأقل من محيط العضد.

  2. قم بلف الكف حول الجزء العلوي من الذراع بحيث تكون الحافة السفلية للكم أعلى ببوصة واحدة فوق الحفرة المرفقية.

  3. ضع السماعة الطبية فوق الشريان العضدي تحت حافة الكم مباشرة، يمكن للتأكّد من أنّ السمّاعة في موقعها الصحيح جس نبض الشريان العضدي.

  4. قم بنفخ الكف بسرعة إلى قياس أعلى 180 مم زئبق، ثم حرر الهواء من الكف بمعدل معتدل إلى بطيء (3 مم/ثانية).

  5. قارن بين ما تسمع بواسطة السمّاعة الطبيّة وحركة المؤشّر (أو حركة عمود الزئبق)، سجّل الرقم الذي يشير إليه المؤشّر عند أوّل صوت نبض تسمعه فتحصل على الضّغط الانقباضي، بعد ذلك سجّل الرقم عند آخر صوت مسموع وتكون هذه قيمة الضّغط الانبساطي.

تطورت أجهزة قياس الضغط على مدى أكثر من أربع عقود، وتتوفر حاليًا بعدة أشكال، وأصبحت أكثر دقة وذات ثقة أكبر في قياس قيمة ضغط الدم الشرياني كعلامة حيوية مهمة عند تشخيص الأمراض.

هل أعجبك المقال؟