ما هو مقياس سرعة السفن؟

ما هو مقياس سرعة السفن؟
روان دربولي
روان دربولي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

عادةً ما تُستخدم واحدات دوليّة معروفة لقياس سرعة الأجسام مثل السيارات والطائرات والسفن، لكن ما هي وحدة قياس سرعة السفينة، وما هو الجهاز المُستخدم لقياسها؟

تُقاس سرعة السفن بواسطة الطرق المختلفة التالية:


طريقة العقدة

 اخترعها البحارة الهولنديون في العصور القديمة، وهي عبارة رمي قطعة حطب في الماء ومراقبتها وهي تبتعد عن السفينة، وتم تطوريها إلى جهاز يدعى (Chip Log) ويتكون من لوح خشبي مثبّت على بكرة الحبل ، وساعة رملية، مع الأخذ بعين الاعتبار صنع عقد بينها مسافات متساوية على طول الحبل، ويقوم مبدأ عمله على إلقاء الألواح الخشبية في البحر، وعندما تتحرك السفينة ينسحب الحبل من البكرة، وكلما ازادات السرعة كلما انسحب الحبل بشكل أسرع وبإحصاء عدد العقد، يمكن معرفة سرعة السفينة.


التّاكومتر

 جهاز يستخدم لقياس سرعة الأجسام الدوارة مثل محركات الديزل البحرية، ويعمل بآليات مختلفة.


أنبوب بيتو السّكوني

يتكون من أنبوبين متحدين بالمركز، ويتم قياس السفينة بالاعتماد على فرق الضغط بين الأنبوبين.


مقياس دوبلر

 عندما يكون المراقِب والمصدر يتحركان بشكل نسبي، فإنه يقيس التغير النسبي في ذبذبة الموجة.


جهاز CVL

 يقيس السرعة باستخدام عدد من أجهزة الاستقبال والإرسال، ويعاب عليه أنه مُكلف.


نظام تحديد المواقع العالمي GPS

 الذي يعتمد في قياس السرعة على الأقمار الصناعية.

تُقاس سرعة السفن بالعقدة، حيث كل 1 عقدة تساوي 1.852 كم/سا. ويمكن تعيين سرعة السفن أيضًا من خلال مراقبة معدل استهلاك الوقود؛ إذ إن السفن البيطئة تكون استهلاكها وانبعاثاتها أقل من السفن السريعة.


قياس سرعة السفن عبر التاريخ

تطورت طرق قياس سرعة السفن عبر التاريخ، بدايةً عمد قدامى البحارة الهولنديون لقياس سرعة السفن إلى رمي قطعة حطب في الماء، وبينما تتجه بعيدًا عن السفينة تتم مراقبة سرعتها، وبقيت هذه الطريقة تُستخدم حتّى عام 1500-1600، حتى اختراع جهاز (Chip Log) والذي يتكون من لوحٍ خشبيٍّ صغير يثبت على حبل على طوله عدة عقد فيما بينها مسافات متساوية تساوي حوالي 47 قدم (14.3 م) ملفوف على بكرة، بالإضافة إلى ساعة رملية تُضبط لحساب الزمن.

ولحساب السرعة يرمي البحّارة باللوح الخشبي في البحر خلف السّفينة، فينسحب الحبل من البكرة، وكلّما تقدمت السّفينة بشكلٍ أسرع كلّما انسحب الحبل بسرعةٍ أكبر، وبذلك تتحدد السرعة بمعرفة عدد العقد على الحبل التي تخطّت سطح السّفينة خلال زمن محدد، ومن هنا جاءت تسمية وحدة السّرعة البحريّة بالعقدة (Knot)، ولا تزال تستخدم هذه الطريقة حتى يومنا هذا إلى جانب العديد من الطرق الأحدث كالتاكومتر، أنبوب بيتو السّكوني، مقياس دوبلر، جهاز CVL، نظام تحديد المواقع العالمي GPS (الطريقة الأكثر دقة).

تساوي العقدة ميلًا بحريًا واحدًا في الساعة، لذلك يمكن للسفينة التي تسير بسرعة 15 عقدة أن تقطع 15 ميلًا بحريًا في الساعة، أي حوالي 1.15 ميلًا أرضي في الساعة، وبذلك فالميل البحري أطول قليلاً من الميل المُقاس على الأرض، كما تُعادل العقدة أيضًا (1.852 كم /ساعة)، (20.251969 بوصة/الثانية)، (1.68781 قدم/الثانية)، (0.51444 م/ الثانية)، (51.44 سم / الثانية)


لماذا من الضروري معرفة سرعة السفن؟

فمنذ القدم، ظهرت السفينة كأحد وسائل النقل الهامة التي حلت العديد من مشاكل السفر إلى أماكنٍ بعيدةٍ. وقد كان أول ظهورٍ لها في بلاد مصر العربية حول ضفاف نهر النيل.

ومع الانتشار الكبير للسفن وازدياد الطلب عليها، بدأت الأساطيل البحرية في التوسع والانتشار لتصبح أمرًا هامًا وضروريًا للعديد من البلدان. وبذلك تنوعت أشكال وأحجام السفن، لتلبي مختلف احتياجات السفر والتجارة العالمية. مما زاد الحاجة إلى معرفة سرعة السفينة، وبالتالي اختراع وحدة قياس سرعة السفينة. لا زالت تستخدم السفينة في حركات التجارة والنقل البحري وذلك بسبب اعتبارها من وسائل النقل الرخيصة لنقل البضائع عمومًا.

تتراوح سرعة السفن الحاملة للمواد النفطية بين 13 إلى 15 عقدةٍ بحريةٍ، بينما تبلغ سرعة السفن الناقلة للمنتجات الغذائية إلى حوالي 22 عقدة بحريةٍ لضمان عدم تلفها ووصولها بسرعةٍ فائقةٍ. فيما تختلف سرعة السفن البحرية المتخصصة في السفر أو النقليات العامة، وذلك حسب تأثرها بالحالة الجوية للطقس.

وقد حصلت خلافاتٌ كثيرةٌ بين الدول عبر التاريخ حول حساب الميل البحريّ بدقةٍ الى أن تم الافاق عام 1929 على اعتماد الميل البحري ب 6076 قدمًا. في العصر الحديث وبظهور التكنولوجيا أصبح قياس سرعة السفن أكثر سهولةٍ حيث يتم باستخدام مجموعةٍ الأقمار الصناعية التي تعمل مجتمعةً على إعطاء كافة المعلومات اللازمة لتحديد مواقعها وتحديد سرعتها.

وتحديد سرعة السفينة ربما يلعب دورًا هامًا في تحديد استهلاك السفينة للوقود مما ينعكس على كلفة نقل البضائع والتجارة البحرية.

هل أعجبك المقال؟