ما هي السهول

شادي ديب
شادي ديب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

تُشكّل السهول ما نسبته 33%من مساحة اليابسة على الكرة الأرضية، وكانت منذ القدم عامل جذبٍ للإنسان ليستقر فيها ويستوطنها لما تتمتّع به من ميزاتٍ تُسهّل حياة البشر، ولأهميتها في الاستقرار الاقتصادي للمجتمعات البشرية القديمة، فما هي السهول وما ميزاتها وأهميتها للإنسان؟


تعريف السهول

السهول هي نوعٌ من التعبير الجغرافيّ عن الأرض المُسطّحة والتي يُمكن أن تتواجد في أي منطقةٍ من سطح الكرة الأرضية في الوديان أو بين الجبال أو المرتفعات على أن لا يزيد ارتفاعها عن 200- 300 مترًا.

تنتج عن طريق العديد من العوامل الجويّة والفيزيائية الطبيعية، وغالبًا ما تُشكّل أرضًا زراعيةً ممتازةً للإنسان بسبب تُربها الغنية وتسطّحها النسبيّ الذي يُسهّل العمليات الزراعية وخدمة النباتات فيها، تتراوح تربها بين الرملية الفقيرة في بعض الأنواع القليلة إلى الترب العضوية اللحقية الغنية بالمادة العضوية والمغذيات، وهو ما يفرض تنوعًا في الغطاء النباتي للسهول عامةً يتراوح بين السهول شبه الجرداء والغابات الكثيفة وكل ما يتراوح بينهما من الأوساط البيئية المختلفة.


طرق تشكل السهول


عن طريق الأنهار الجليدية

تتشكل بالعديد من الطرق منها عن طريق الجليد المنحدر من الجبال (نهر جليدي) أو المناطق المرتفعة بالغالب نحو المناطق المنخفضة أو الأقل ارتفاعًا، حيث تجرف المياه والجليد معها الرواسب الناتجة عن الحت والتعرية وتنقله للمناطق المنخفضة حيث تضعف غزارة وتدفق المياه ويبدأ الجليد بالذوبان ليُرسّب طبقات الرواسب فوق بعضها البعض.


عن طريق البراكين

تتشكّل عن الطريق البراكين والمقذوفات والحمم البركانية التي تخرج من باطن الأرض وتتدفق من فوهة البركان، تتجه الحمم عادةً للأراضي المحيطة بالبراكين والتي تكون بالغالب مناطق منخفضةً لتترك طبقةً من معدنٍ أسود اللون هو البازلت، تتعرّض هذه الطبقة لعوامل التفتيت فتتحول إلى جزيئاتٍ أصغر وتُشكّل السهول البركانية.


عن طريق الأنهار

تتشكل على ضفاف الأنهار خصوصًا في المجاري المائية المتعرجة، إذ يسبب تدفق المياه وتغيير جهة حركتها باستمرارٍ نوعًا من الحتّ للجهة الخارجية للمجرى والترسيبات في الجهة الداخلية، في كلا الحالتين تُسبّب تغيرات في بنية الوادي مُشكّلةً سهولًا واسعةً.

كما تُساهم الأنهار بطريقةً أخرى بتشكيل السهول في الأنهار التي تفيض عن مجراها باستمرارٍ، ما يُسبّب انغمارًا للترب المحيطة بمجرى النهر بالماء المُحمّل بالرواسب ونواتج الحت وانجرافات التربة، والتي يتركها الماء عند تراجعه بعد الفيضانات للمستويات الطبيعية ويسبب تشكّل السهول الفيضية التي عادةً ما تكون غنيةً بالمُخصّبات والمغذيات النباتية، وتشكل أرضا خصبةً للزراعة واستقرار السكان مثل حو نهر النيل.

في بعض الحالات، ينحدر النهر من علٍ مُحملًا بالرواسب ويقوم بترسيبها في المناطق المُنخفضة حيث يفقد الماء زخمه عند وصوله إلى أسفل المنحدرات ويقوم بترسب البقايا التي تُشكل سهولًا رسوبيةً، مثل النهر الأصفر أو نهر هوانج هي في الصين الذي سببت رسوبياته تشكل سهلٍ بمساحات شاسعة وصلت حاليًا إلى 410000 كيلومتراً مربعًا تقريبًا.

تصب الأنهار في البحار والمحيطات، وعندما تصطدم مياه الانهار مع حركة الأمواج العكسيّة تقوم بترسيب ما تحمله من رواسب في الماء قريبًا من الشواطئ، وعلى مرّ السنين وتراكم الطبقات تتشكل السهول الساحلية التي تنحدر بلطفٍ تحت مياه المحيطات.


أهمية السهول

يمكن تلخيص أهميتها في النقاط التالية:

  • توفر الأراضي العشبية البرية التي تُعتبر الغذاء الرئيسي للحيوانات العاشبة وبخاصةٍ المُدجّنة من قبل الإنسان.
  • تُعتبر ملائمةً للزراعات والتكثيفية منها خاصةً بسبب غنى تربها بالمواد العضوية والمغذيات النباتية ولبنية تُربها الفيزيائية المناسبة للزراعة.
  • توفّر خصائص الأرض المنبسطة وشبه المسطحة للسهول البنية التحتية اللازمة لأغلب أنواع الأنشطة البشرية مثل الاستيطان وبناء المدن والمراكز التجارية والمطارات والموانئ وغيرها.
  • تُيسر إقامة شبكة مواصلاتٍ بريةٍ مثل شقّ الطرق والسكك الحديدية على السهول.
  • توفر بعض أنواعها المواد المعدنية مثل النفط والغاز والفحم وغيرها.

ميزات السهول

تختلف ميزات السهول باختلاف أنواعها لكن وبالاعتماد على الصفات المُشتركة بين السهول يمكن معرفة أهم ميزاتها:

  1. أغلب السهول تتميز بالتربة الخصبة المناسبة لنمو وتطور عددٍ كبيرٍ من النباتات سواء البرية أو الزراعية.
  2. تُعتبر السهول من الأوساط البيئية الغنية والمستقرة بشكلٍ عامٍ.
  3. عادةً تتسم السهول بالمساحات الشاسعة والمنبسطة وتضمن هذه الصفة عددًا من الميزات المهمة مثل:
    • سهولة عمليات الخدمة الزراعية للمحاصيل
    • سهولة النقل والتنقل صمن المناطق السهلية
    • تقليل خطر الكوارث الطبيعية التي من المُحتمل حدوثها في المرتفعات والوديان بشكلٍ أكبر من السهول
    • تُعتبر السهول المناطق الأكثر ملاءمةً لتطوير الإنسان لأنشطته الاقتصادية والصناعية

أمثلة عن أهم السهول العالمية


السهل الكبير

يقع في أمريكا الشمالية، ويمتد على أربع ولاياتٍ من الولايات المتحدة الأمريكية الشمالية وأجزاءٍ من مقاطعتين من مقاطعات كندا الجنوبية، تبلغ مساحته 400 ألف كيلومترًا مربعًا بمساحةٍ تُعادل مساحة ولايتي نيفادا وكاليفورنيا معًا، تسود فيه البراري العشبية وبعض الغابات المختلطة.


سهول سيبيريا المنخفضة

تقع في سيبيريا الغربية، وهي منطقةٌ جغرافيةٌ تتبع لدولة روسيا الاتحادية، تحدها غربًا جبال الأورال وشرقًا نهر ينيسي ومن الجنوب سهول كازاخستان ومن الشمال بحر كارا، تمتد في العرض من الشرق للغرب مسافة 2000 كيلومترًا ومن الشمال للجنوب 2500 كم وتبلغ مساحتها 2745000 كيلومترًا مربعًا.

تُعتبر من أخفض المناطق في روسيا بمتوسط ارتفاعٍ لا يتعدى 100 مترٍ، التربة في قسمها الشمالي متجمدةٌ في أغلب أشهر السنة، وتتراوح درجات الحرارة بين 5 إلى 15 درجةٍ مئويةٍ صيفًا و20 إلى 25 درجةٍ مئويةٍ تحت الصفر شتاءً كما يتراوح معدل هطول الأمطار السنوي بين 400-600 ملم.

هل أعجبك المقال؟