ما هي مراحل النمو السكاني التي مر بها سكان العالم؟
النمو السكاني هو عبارة عن تغير يطرأ على حجم السكان من خلال الحركة الطبيعية التي تنجم عن الفرق بين الولادات والوفيات، وتعتبر العامل الرئيسي في نمو البلدان، وتدرس هذه الحركة بالإعتماد على الإحصائيات السكانية للولادات والوفيات التي تكون مسجلة في الدوائر الحكومية، أو من خلال الحركة المكانية التي تنجم عن الهجرة التي يعد تأثيرها أخف على النمو السكاني، مقارنةً مع الحركة الطبيعية، ولكن يعد تأثيرها كبير على بلدان عديدة كالولايات المتحدة الأمريكية التي تعاني من معدلات ولادة قليلة، بالإضافة لاعتبار الهجرة الطريقة الرئيسية لإعادة توزيع السكان حول العالم.
مراحل النمو السكاني
وتلعب الخصوبة دورًا هامًا في النمو السكاني، حيث تشير معدلات الولادة الكبيرة إلى وجود نمط سكاني متزايد، بالإضافة إلى أهمية الوفيات في النمو، نظرًا لأن معدل الوفيات يحدد عدد الأشخاص الذين لم يعودوا قادرين على المساهمة في النمو، وغالبًا ما تتمتع بعض البلدان بأعداد كبير من الولادات مع وجود أعداد كبيرة من الوفيات في مرحلة الطفولة المبكرة، وهو ما يؤدي لإنتاج معدلات ثابتة في النمو السكاني، وذلك نتيجة معدلات عالية من الخصوبة ووفيات مستمرة.
ومن الجدير بالذكر أن الأعداد السكانية تتغير مع مرور الوقت، حيث كان النمو بطيئًا في معظم أرجاء العالم، ثم بدأ بالارتفاع والتزايد مع الزمن، وهذا ما يطلق عليه اسم التحول الديمغرافي الذي يدرس تأثير معدل الولادات ومعدل الوفيات على مجموع السكان، كما يساعد أيضًا في تفسير التغيرات في التركيبة السكانية، وتساهم في جعلها منطقية ومفهومة، حيث يتكون نموذج التحول الديموغرافي من خمس مراحل، كما هو موضح بالشكل التالي:
وهو يتكون من عمودين وهما معدل الولادات ومعدل الوفيات بالاعتماد على ألف شخص، وفق المراحل الخمسة، حيث تتقدم البلدان مع مرور الوقت عبر مراحل التحول الديمغرافي، بالإضافة لأهمية تلك المراحل على الأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية للبلدان، حيث يمكن وضع كل بلد ضمن DTM، ولكن لا يمكن تعريف كل مرحلة ببلد معين. فمثلًا لا يوجد بلدان في المرحلة الأولى، وكذلك الأمر بالنسبة للمرحلة الخامسة. كما تميزت كل مرحلة بمجموعة من الخصائص التي تجلت فيما يلي:
المرحلة الأولى للنمو السكاني
حيث يوجد موازنة بين الوفيات والولادات، ولكن يكون المجموع السكاني منخفضًا، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الولادات، وهي تمثل 36 أو 37 من ألف شخص ويرافقه ارتفاع في معدل الوفيات، والتي تمثل 35 أو 36 من ألف شخص، وعادةً ما تكون البلدان في هذه المرحلة غير متطورة.
المرحلة الثانية
يبدأ معدل السكان الإجمالي بالارتفاع، وذلك بسبب انخفاض معدل الوفيات إلى حوالي 18 أو 19 لكل 1000 شخص، في حين يبقى معدل الولادات مرتفعًا، ويعود السبب في انخفاض الوفيات إلى عدة أسباب، واذكر منها ما يلي:
- تحسين الرعاية الصحية الطبية، كاللقاحات، وزيادة كميات الأدوية، بالإضافة لتواجد الأطباء المختصين.
- تحسين نوعية الغذاء، وتوافره بكميات مناسبة.
- تحسين الإمدادات المائية.
المرحلة الثالثة
يرتفع إجمالي السكان في هذه المرحلة بسرعة كبيرة، حيث تتوسع الفجوة بين الوفيات والولادات، فيكون معدل الوفيات في انخفاض، وهو ما يقارب 15 لكل ألف شخص، بالإضافة إلى انخفاض معدلات الولادة بسرعة كبيرة، وتصل إلى 18 لكل ألف شخص، وذلك نتيجة بعض الأمور، والتى تتضمن ما يلي:
- زيادة استخدام وسائل تنظيم الأسرة.
- إقبال النساء على العمل، والإنجاز خارج المنزل، فلم تقتصر مسؤولياتهن على المنزل ورعاية الأطفال فقط.
- انخفاض عدد وفيات الأطفال الرضع، مما أدى لقلة الحاجة إلى الإنجاب من جديد.
المرحلة الرابعة
حيث يرتفع المجموع السكاني بنمو بطيء، مع انخفاض في عدد الولادات 15 لكل 1000 شخص، وذلك نتيجة رغبة العائلات في امتلاك أسر صغيرة، وانتشار وسائل منع الحمل على نطاق واسع في العالم، مع انخفاض أيضًا في معدل الوفيات 12 لكل 1000 شخص.
المرحلة الخامسة
وفيها يبدأ النمو السكاني في الانخفاض، بسبب انخفاض الولادات إلى 7 لكل ألف شخص، بينما يبلغ معدل وفيات 9 لكل ألف شخص، ويحدث ذلك نتيجة سيطرة سن الشيخوخة على السكان.