ميكانيك الموائع
الميكانيك هو علمٌ فيزيائيٌّ يتعامل مع الأجسام المتحركة أو الثابتة الخاضعة لتأثير بعض القوى الخارجية، إذ يمكن تقسيم الميكانيك إلى قسمين الستاتيك والديناميك، حيث يتعامل الستاتيك مع الأجسام في وضع السكون بينما يتعامل الديناميك مع الأجسام في وضع الحركة. و ميكانيك الموائع هو فئةٌ فرعيةٌ من الميكانيك يبحث في سلوك السوائل التي تكون ثابتةً أو متحركةً. ويعرف في بعض الأحيان بديناميك الموائع، حيث تعتبر الموائع الساكنة حالةً خاصةً من ديناميك الموائع إذ تساوي سرعة التدفق فيها صفر.
أنواع السوائل في ميكانيك الموائع
- السائل المثالي: هو السائل الذي لا يمكن ضغطه وليس له لزوجة، ولكنه غير موجودٍ فعليًّا إذ أنّ جميع السوائل الموجودة في البيئة تسمى بالسوائل الحقيقية ومنها الماء.
- السائل النيوتوني: إذا كان السائل الحقيقي يخضع لقانون نيوتن في اللزوجة (إجهاد القص يتناسب طردًا مع معدل القص) يعرف عندها بالسائل النيوتوني.
- السائل غير النيوتوني: وهو السائل الحقيقي الذي لا يخضع لقانون نيوتن في اللزوجة.
فئات ميكانيك الموائع
- علم قوى الموائع: وهو العلم الذي يدرس حركة الموائع عندما يقترب تدفق السائل من أن يكون قابلًا للانضغاط.
- علم الموائع المتحركة: وهو فئةٌ فرعيةٌ من علم قوى الموائع، يبحث في تدفق السائل عبر الأنابيب والقنوات.
- ديناميك الغازات: وهي دراسة حركة السوائل عند تغيير كثافة السائل.
- الديناميك الهوائي: يبحث في تدفق السوائل على الطائرات أو الصواريخ أو السيارات بسرعةٍ عاليةٍ أو منخفضةٍ.
الفرق بين السوائل والمواد الصلبة
لفهم السوائل من الأفضل أن نبدأ بمقارنة سلوكهم بسلوك المواد الصلبة. ففي حين تمتلك المواد الصلبة حجمًا محددًا وشكلًا محددًا، فإنّ هذه الخصائص غير محددةٍ بوضوحٍ في السوائل، وأحد العوامل التي تميز السوائل عن المواد الصلبة هو إستجابتها للضغط، أمّا المادة الصلبة فهي غير قابلةٍ للضغط بشكلٍ كبيرٍ، مما يعني أنّها تقاوم الضغط، وإذا تم ضغطها بقوةٍ كافيةٍ فإنّ خواصها الميكانيكية تتغير بشكلٍ كبيرٍ.
السلوك الجزيئي للسوائل والمواد الصلبة
على المستوى الجزيئي، تميل جزيئات المواد الصلبة إلى أن تكون محددةً في ترتيبها وقريبةً من بعضها البعض. أما في حالة السوائل، فإنّ الجزيئات تكون قريبةً من بعضها ولكن ليس بقدر الجزيئات الصلبة، كما أنّ الترتيب يكون عشوائيًا، وتكون الجسيمات الصلبة بطيئة الحركة ولها جاذبية قوية لبعضها؛ بينما تتحرك الجزيئات السائلة بسرعةٍ معتدلةٍ وتجاذبٌ معتدلٌ؛ أمّا جزيئات الغاز فهي سريعة الحركة للغاية وتمارس جاذبيةً قليلةً أو معدومةً.
وتعد استجابة السوائل للضغط واحدةً من أهم جوانب سلوك السوائل، وتلعب دورًا مهمًا في جميع التخصصات الفرعية لميكانيك الموائع، سواءً الساكنة منها أو المتحركة. ومن بين أهم العبارات التي تصف سلوك السوائل في مجال الهيدروستاتيك هو مبدأ باسكال الذي ينص على أنّ الضغط الخارجي المطبق على السائل ينتقل بشكلٍ موحدٍ على جميع أنحاء الكتلة.
مبدأ برنولي
تشير نظرية برنولي في ميكانيك الموائع إلى أنّه في حال كان السائل يتدفق أفقيًّا دون حدوث أي تغييرٍ في قوة الجاذبية عليه يكون عندها انخفاض ضغط السائل مرتبط بزيادة سرعته، فلو كان التدفق عبر أنبوبٍ أفقيٍّ ذو مساحةٍ مقطعيةٍ متغيرةٍ يلاحظ عندها أن السائل يتسارع في المنطقة الضيقة؛ أي أنّ الضغط الذي يطبقه يكون أقل في المقطع العرضي الأصغر.
تطبيقات ميكانيك الموائع في حياتنا
الثلاجات و مكيفات الهواء
تعرف السوائل المستخدمة في الثلاجات ومكيفات الهواء باسم المبردات، حيث يمتص المبرد الحرارة من المبخر الذي يكون في درجة حرارةٍ منخفضةٍ، ويوزع تلك الحرارة في الغلاف الجوي ذو درجة الحرارة العالية.
أما في مكيفات الهواء، فإن المبرد يمتص حرارة الغرفة ويلقي بها في الخارج للحفاظ على برودتها، وبذلك فإنّ العملية برمتها في الثلاجات ومكيفات الهواء تعتمد على استخدام المبردات.
الرحل الجوية
إذ أنّ جناح الطائرة منحن من الأعلى ومسطح من الأسفل، فيتحرك الهواء أثناء طيرانها في الأسفل ببطءٍ ويزداد الضغط على هذه المنطقة، بينما يسمح للهواء في الأعلى من التحرك بشكلٍ أسرع مما يؤدي إلى ضغطٍ أقل، وهذا يؤدي إلى قوة رفعٍ تسمح للطائرة بالتحليق.
المضخات والمحركات
المضخة عبارةٌ عن جهازٍ مصنوعٍ لنقل السوائل، تعتمد على تغيير فرق الضغط بالاعتماد على مبدأي باسكال وبرنولي، مما يؤدي إلى انتقال السائل من منطقةٍ ذات ضغطٍ مرتفعٍ إلى منطقةٍ ذات ضغطٍ منخفضٍ. أما المحرك الهيدروليكي فهو المكمل الدوراني للإسطوانة الهيدروليكية ومن الناحية النظرية يجب أن يكون متوافقًا مع المضخة الهيدروليكية نظرًا لأنه يؤدي وظيفةً عكسيةً لها.