تجنب اختراق أجهزتك قبل فوات الأوان: لماذا يجب عليك تشفير شبكة WIFI الخاصة بك؟

يحرص الكثيرون على تشفير شبكة الواي فاي الخاصة بهم لمنع سرقة الإنترنت من قِبَل الأشخاص المحيطين، ولكن عند الحديث عن القراصنة والهجمات الإلكترونية لا يُبدي الأغلبية تفاعلًا ملحوظًا، فقد تقول لنفسك إنك لا تمتلك ما يُسيل لُعاب قراصنة الإنترنت للهجوم عليك، فلست رجل أعمال أو سياسيًا أو شخصًا مشهورًا، لذا لا داعي للقلق حيال هجمة إلكترونية أو ابتزاز.

لكن في عصر أصبح الجميع بلا استثناء فعّالين بدرجات مختلفة على الإنترنت، ومع غياب الرقابة والظروف الاقتصادية الصعبة التي تضرب الجميع، فلا تستبعد أن يقوم زميلك في العمل أو جارك أو حتى شخص عادي في التسلل لأجهزتك ومعرفة الكثير عنك ثم استغلاله ضدك بأي شكل.

فبدءًا من الصور الشخصية والمراسلات وحتى البيانات المالية والتسلل إلى كاميرات الأجهزة الذكية والمحمولة، كل هذا وأكثر أصبح متاحًا الآن ببرامج قرصنة يمكن حتى لأقل الناس مهارة الوصول لها واستغلالها.

لذا سواء كنت طالبًا أو موظفًا أو ربة منزل أو غير ذلك، فلابد من تشفير شبكة الواي فاي الخاصة بك ليس فقط لمنع سرقة الإنترنت ولكن مع مستوى أكثر تطورًا لمنع التسلل إلى أجهزتك واختراقها أيضًا.

إن التشفير لا يعني دومًا كتابة أكواد معقدة من التي قد تشاهدها أحيانا في البرامج المختلفة، ولكنه قد يعني اختيار كلمة مرور قوية وفريدة وطويلة، ثم انتقاء بروتوكول يوفر درجة حماية أكثر قوّة وميزات أمان متنوعة، وهو ما يمكن ضبطه بصفحة إعدادات الراوتر.

فكلمة تشفير لا تعني على الإطلاق أنه سيكون عليك الاستعانة بمطوِّر، ولكن يمكنك بخطوات بسيطة للغاية أن تزيد من حماية شبكة الواي فاي المنزلية الخاصة بك قبل أن تبرد قهوتك!

سواء كنت تعتمد على راوتر أو جهاز توجيه تقليدي أو تعتمد على نظام شبكي حديث مثل شبكة الواي فاي المتداخلة أو المتشعبة Mesh Wi-Fi Systems والتي تقدمها شركات مثل Eero و Netgear و Linksys وغيرها، يمكنك ببساطة وبنفسك ومهما كانت مهاراتك في عالم الكمبيوتر أن تقوم بالأمر بنفسك في دقائق، وفقًا للخطوات الآتية:

وإذا كانت لديك شبكة واي فاي متشعبة من أكثر من راوتر فإن الأمر أكثر بساطة وليس العكس، إذ تتمتع هذه الشبكات بنظام توجيه يعتمد على تطبيقات محمولة تسمح لك بإدارتها بسهولة.

قد لا تجد الوقت الكافي لتغيير كلمة المرور دوريًا، أو قد يكون الراوتر لديك من النوع القديم والذي قد يسهل اختراقه، أو قد تكون شعرت بالقلق الشديد وترغب في المزيد من الحماية وأنت على الإنترنت، لذا يمكنك دائمًا اتباع هذه الخطوات لتكون مثل أسلوب حياة إلكتروني لك:

وهذا من الأمور الرئيسية للحفاظ ليس فقط على أمانك خلال تصفح الويب، ولكن أيضًا لضمان كفاءة عمل الراوتر، وقد يتم تحديث البرامج تلقائيًا إذا كانت هذه الميزة مفعلة، وإذا لم تكن كذلك قم بتفعيلها.

الجدير بالذكر أن دليل الاستخدام الخاص بالراوتر يتضمن إرشادات محددة إما لتحديث البرامج أو تطبيق ميزة التحديث التلقائي.

فالأول يضمن تمامًا التشفير الكامل بين متصفحك وبين الموقع الإلكتروني مما يمنع وصول أي معلومات حساسة إلى أيدي القراصنة، وللتأكد من أنك لا تفتح أي موقع HTTP يمكنك تفعيل رمز القفل في شريط عنوان المتصفح، كما يمكنك تثبيت ملحقات المتصفح مثل HTTPS Everywhere والتي تضمن إعادتك دائمًا إلى نسخة الموقع HTTPS المتوفرة.

قد يؤدي تفعيل هذه الخاصية إلى منع وصولك لبعض المواقع مما قد يُعيق عملك أو أي بحث تُجريه على الشبكة، وعادة سوف تظهر لك رسالة تحذير قبل دخول موقع إلكتروني غير مؤمن، ليكون عليك إجراء اختيارك الحر.

يعتمد الكثيرون على إدارة جهاز التوجيه عن بُعد من مزوِّد الخدمة أو عبر أي جهاز يعملون عليه من الخارج، وهو أمر يزيد من مرونة التعامل مع الراوتر، لكن في الوقت ذاته يُعرض الشبكة للاختراق، لذا من الأفضل إيقاف خاصية إدارة جهاز الراوتر عن بُعد والسماح للأجهزة المتصلة فقط بالشبكة بالوصول لإعدادات الراوتر، فقد يضيع ذلك بعض الوقت ولكنه أكثر أمانًا.

في النهاية، قد لا تكون بالفعل شخصًا مشهورًا أو صاحب شركة ضخمة تثير طمع القراصنة مثل خط أنابيب كولونيال الذي وقع ضحية لبرامج الفدية وتم تشفير بياناته جميعًا لتضطر الشركة لدفع 4.4 ملايين دولار لاستعادة السيطرة على أنظمتها بعد أن تسببت الحادثة في تعطيل إمدادات الوقود في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية عام 2021.

فقد لا تكون بياناتك وصورك بمثل هذه الأهمية في نظرك على الأقل، ولكن حتى المعلومات العادية الآن قد تجد من يستغلها ضدك سواء لمجرد الإزعاج أو الابتزاز أو الانتقام وغيرها من الضغائن، لذا ابدأ من الآن واستقطع من وقتك 10 دقائق واحمِ شبكة الواي فاي قبل فوات الأوان.