“تلاتي” شركة مغربية ناشئة للذكاء الاصطناعي تجذب دعمًا كبيرًا

شهد النظام المالي للتكنولوجيا (Fintech) في المغرب إنجازاً جديداً يضاف إلى سلسلة النجاحات، حيث تمكنت شركة "تلاتي" الناشئة من الحصول على دعم كبير من شركتي "ويتا ماكس" و"رينيو كابيتال". تُعتبر "تلاتي" واحدة من الشركات الواعدة التي أحدثت ضجة في الأوساط الاقتصادية بفضل منهجها المبتكر في مجال التمويل، خاصة عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع قرارات الإقراض وتقليل مخاطر التخلف عن السداد، مما يجعل الائتمان أكثر وصولاً للشركات الصغيرة والمتوسطة.

تأسست "تلاتي" في عام 2022، في فترة كان العديد من رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة يبحثون عن خيارات تمويل مبتكرة. في مقابلة مع "رينيو كابيتال"، صرّح الرئيس التنفيذي للشركة، سليمان اللحريش، قائلاً: "الإجراءات التقليدية للإقراض تُثقل كاهل البنوك بالأعمال الورقية والمخاطر، مما يؤدي إلى تأخيرات قد تضع الشركات الصغيرة في مواقف حرجة. منصتنا المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُبسط هذه العمليات، مما يتيح لشركائنا تقديم الدعم المالي الفعّال والمناسب لهذه الشركات."

تعتمد منصة "تلاتي" على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع رؤى علم النفس السلوكي لتقليل التكاليف التشغيلية وخفض معدلات التخلف عن السداد بنسبة تصل إلى 90%. تبرز هذه الأهداف الطموحة أهمية "تلاتي" في دعم الاقتصاد المغربي؛ إذ تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري للاقتصاد المحلي، ومع ذلك لا تزال تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على القروض.

تشير بيانات صادرة عن "Launch Base Africa" إلى أن المؤسسات المالية غالباً ما تعتبر هذه الشركات ذات مخاطر عالية، مما يترك العديد من رواد الأعمال في مواجهة تحديات تمويلية خانقة. وهنا يأتي دور "تلاتي" لتغيير هذا الواقع عبر تقديم حلول مبتكرة وميسّرة.

يشترك كل من "ويتا ماكس" و"رينيو كابيتال" في رؤية تتمثل في بناء أنظمة مالية مستدامة وشاملة على مستوى المنطقة. ولا تقتصر استثماراتهما على ضخ الأموال في شركة واحدة فحسب، بل تسعى لدعم الابتكار وسد فجوة الائتمان التي تعيق تطور الشركات الصغيرة.

مع هذا التمويل الجديد، تعتزم "تلاتي" التوسع خارج حدود المغرب إلى أسواق أخرى ناطقة بالفرنسية في إفريقيا، استجابة للطلب المتزايد على حلول الإقراض المدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما يركز فريق الشركة على تحسين التكنولوجيا المستخدمة لضمان دقة ونزاهة تقييمات الائتمان. ومن الجدير بالذكر أن الشركة تولي اهتماماً كبيراً لتوفير التعليم والدعم للشركات الصغيرة لمساعدتها على فهم أوضاعها المالية بشكل أفضل.

في عصر يُنظر فيه أحياناً إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من الشك، تُثبت "تلاتي" أن التعلم الآلي يمكن تسخيره لتحقيق فائدة اجتماعية. من خلال إزالة التعقيدات البيروقراطية وتقديم قرارات إقراض أسرع وأكثر ذكاءً، تبدو الشركة مستعدة لتقديم شريان حياة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تمثل نبض الاقتصادات المحلية.