شريحة “ويلو” تغير المستقبل.. جوجل تحدث ثورة في تكنولوجيا الحوسبة الكمية!
3 د
غوغل تكشف عن شريحة "ويلو" الكمية التي تحل مسائل معقدة خلال دقائق، مقارنة بمليارات السنين باستخدام الحواسيب التقليدية.
تعتمد الحوسبة الكمية على ميكانيكا الكم لتسريع العمليات، مع إمكانات هائلة في تطوير الأدوية وتصميم البطاريات وتحسين الذكاء الاصطناعي.
شريحة "ويلو" تتميز بخفض معدلات الخطأ وزيادة عدد الكيوبتات، لكنها لا تزال محدودة في التطبيقات العملية.
التقدم يمثل خطوة كبيرة في المجال، لكن الطريق نحو استخدام واسع النطاق للحوسبة الكمية لا يزال مليئًا بالتحديات التقنية والاقتصادية.
كشفت غوغل النقاب عن شريحة Willo "ويلو" الكمية الجديدة التي تُعد إنجازًا علميًا بارزًا في مجال الحوسبة الكمية. تزعم غوغل أن هذه الشريحة قادرة على حل مشكلة معقدة في خمس دقائق، وهي مشكلة يتطلب حلها باستخدام أسرع الحواسيب العملاقة الحالية عشرة سبتليون سنة، وهو رقم يتجاوز خيال الزمن البشري.
ما هي الحوسبة الكمية ولماذا هي ثورية؟
الحوسبة الكمية تعتمد على مبادئ ميكانيكا الكم، وهي قوانين الفيزياء التي تحكم تصرف الجسيمات الصغيرة جدًا. على عكس الحواسيب التقليدية التي تعتمد على البتات (Bits) لتمثيل البيانات في صورة صفر وواحد، تستعمل الحواسيب الكمية وحدات بيانات تُعرف بـ"الكيوبت" (qubits)، والتي يمكن أن تكون في حالات متعددة في وقت واحد، مما يمكنها من معالجة بيانات معقدة بسرعة مذهلة.
من المتوقع أن تحدث هذه التقنية ثورة في مجالات مثل تطوير الأدوية، تصميم بطاريات متطورة، وتحسين تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل وحتى المساهمة في بناء مفاعلات الاندماج النووي. ولكن هناك أيضًا مخاوف من أن تُستخدم هذه التكنولوجيا لكسر أنظمة التشفير، مما يهدد أمن البيانات العالمية.
إنجازات "ويلو" والمستقبل القريب
أعلنت غوغل أن شريحة "ويلو" تُعد "أفضل معالج كمي تم تطويره حتى الآن"، حسب تصريحات هارتموت نيفين، رئيس مختبر الذكاء الاصطناعي الكمي في غوغل. تتمثل إحدى الإنجازات البارزة لـ"ويلو" في خفض معدلات الخطأ، وهي مشكلة رئيسية في تطوير الحوسبة الكمية. وقد نجح فريق غوغل في خفض معدلات الخطأ مع زيادة عدد الكيوبتات، وهو إنجاز وُصف بأنه كسر للتحديات التقنية التي واجهت المجال لعقود.
على الرغم من هذه الإنجازات، أشار نيفين إلى أن التطبيقات العملية لشريحة "ويلو" لا تزال محدودة وستظل قيد التجريب لعدة سنوات. يُتوقع أن تبدأ الحوسبة الكمية في تقديم حلول تجارية بنهاية العقد الحالي، مع تطبيقات محتملة في مجالات تتطلب محاكاة كميات هائلة من البيانات مثل تصميم الأدوية والطاقة.
التحديات والآفاق المستقبلية
على الرغم من أن شريحة "ويلو" تعد إنجازًا مذهلاً، إلا أن خبراء مثل البروفيسور ألان وودوارد من جامعة سري يحذرون من المبالغة في تقدير أهميتها. ويرى أن الاختبارات التي أجريت على "ويلو" صُممت خصيصًا لتناسب الحوسبة الكمية، ولا تعني بالضرورة تفوقها العام على الحواسيب التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، تحتاج الشريحة إلى أن تُحفظ في درجات حرارة شديدة الانخفاض لتعمل بكفاءة، وهو ما يشكل تحديًا لوجستيًا واقتصاديًا. بالمقابل، تعمل فرق بحثية أخرى، مثل فريق جامعة أكسفورد بالتعاون مع جامعة أوساكا اليابانية، على تطوير تقنيات بديلة للحوسبة الكمية تعمل في درجة حرارة الغرفة.
نقطة تحول ولكن الطريق طويل!
شريحة "ويلو" ليست سوى خطوة على طريق طويل نحو حوسبة كمية عملية وواسعة الانتشار. ورغم العقبات، فإن التقدم الذي حققته غوغل يمثل دفعة قوية للأمام، مما يعزز آمال العلماء والباحثين في تحقيق إمكانات هذه التكنولوجيا الهائلة.
في ظل المنافسة العالمية في هذا المجال، بما في ذلك استثمارات ضخمة في المملكة المتحدة ودول أخرى، يبدو أن الحوسبة الكمية تقف على أعتاب ثورة تكنولوجية جديدة ستعيد تعريف إمكانياتنا العلمية والصناعية. لكن النجاح الحقيقي سيعتمد على تجاوز العقبات التقنية وتطوير تطبيقات عملية تخدم البشرية.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.