تريند 🔥

📱هواتف

الذكاء الاصطناعي والطب .. هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء أم سيُساعدهم فقط؟

نازك تيمورخان
نازك تيمورخان

5 د

صُمم الذكاء الاصطناعي لخدمة كافة المجالات دون استثناء، لذلك فإن المجال الطبي قد حاز أيضاً على نسبة كبيرة من الخدمات والتقنيات، من خلال الابتكارات التي قدمتها تطبيقات الذكاء في مجال الرعاية الصحية.

ظهرت الحاجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، بسبب ضخامة البيانات المرغوب بتحليلها بيانيًا من جهة، والحاجة لمعلومات وإحصائيات دقيقة من جهة أخرى، فدخلت تطبيقات التعلم الآلي للمساعدة في تشخيص الأمراض المعدية، و تطوير العقاقير الطبية، بالإضافة إلى تحسين التشخيص الطبي للمرضى بدقة أكثر.

ولكن ما شَكّل عائقاً في استخدام الذكاء في المجال الطبي، هو حساسية وخصوصية الأمراض بالنسبة للكثير من المرضى، بالإضافة لضرورة إجراء دراسات متكاملة حول التاريخ المرضي لكل شخص من تحاليل وصور أشعة وغيرها.

وجاء الحل لذلك من خلال القوانين التي اُعتمدت من قبل الجهات المعنية في الولايات المتحدة، لتنظيم بروتوكول استخدام البيانات بما يضمن المحافظة على خصوصية المرضى تمامًا.


دور الذكاء في التشخيص الطبي وأهم التطبيقات المعتمدة

يمكن الاستفادة من تقنيات الذكاء في إجراء التشخيص الطبي للمرضى، من خلال الاستفادة من البيانات الكبيرة المتعلقة بمرض معين، وتحليلها سواء كانت بيانات سريرية أو صور أشعة، مما يسهم بتحديد المرض بدقة، وبوقت أقل لاتخاذ الإجراءات اللازمة، والبدء بالخطة العلاجية الأنسب.

ومن بعض الأمراض التي تُعد مثالية لاكتشافها بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي نذكر:

  • أمراض السرطان: يمكن تحليل صور الإشاعات الطبية، من خلال تقنيات التعلم الآلي بدقة أكبر، للكشف عن أي خلل موجود في الأنسجة.
  • أمراض القلب:  يمكن الكشف عن الأمراض القلبية والوعائية وتشخيصها بدقة، من خلال تحليل الأشعة السينية للقلب والأوعية الدموية.
  • أمراض العيون: يمكن تشخيص كافة الأمراض المتعلقة بالعيون، من خلال تقنيات تحليل الصور باستخدام تقنيات التعلم الآلي.

دور الذكاء الاصطناعي في العلاج

 بما أن استخدام تقنيات الذكاء أثبتت فاعليتها في التشخيص المبكر والدقيق، للعديد من الأمراض من خلال معالجة وتحليل البيانات، فإن اكتشاف العلاج المناسب مع كل تشخيص، من خلال دراسة البيانات التركيبية للأدوية، سوف يكون ممتازًا، وخاصةً بوجود بيانات كبيرة ما يسهم باتخاذ قرارات صحيحة، خاصةً فيما يتعلق بالأمراض المزمنة التي سيكون لها تأثيرات متقاربة بين جميع المرضى الذين يعانون منها على مدى طويل.

تحليل الأسباب المؤدية للمرض على شريحة واسعة من المرضى، سيؤدي لاكتشاف العوامل المُسببة للمرض، وبالتالي تحديد كيفية اتخاذ إجراءات الوقاية والعلاج المناسب عموماً مع الحالة المرضية المدروسة.

كما يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تحسين خدمات الرعاية الصحية للمرضى، بإجراء دراسات عن تطور الأمراض ومدى تأثيرها على صحتهم، وأخذ التدابير اللازمة للحد من المضاعفات، التي تؤثر سلبيًا على تجاوبهم مع الخطة العلاجية.

ولا ننسى أيضاً دور الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية، واستخدام الروبوتات التي أصبحت تقوم ببعض المهام التي يقوم بها الجراح، وبكفاءة أكبر في بعض الأحيان، إذ يستطيع تحديد أفضل الخيارات الجراحية بناءً على الصور والتحاليل الخاصة بكل حالة، بالإضافة إلى مراقبة إجراء العمليات وخاصة تلك التي تقع بأماكن حساسة.

الجراحة الروبوتية لها تحكم كبير ودقيق في الإجراءات والحركات الخاصة بكل عملية جراحية، بما يسهم بنجاحها بنسب ممتازة، بالإضافة لمتابعة حالة المريض لرصد أي مضاعفات محتملة، سواء أثناء الجراحة أو بعدها.

عموماً تساعد تقنيات الذكاء الأطباء في تحسين أدائهم أثناء العمليات الجراحية، بما يصقل مهاراتهم وخبراتهم، ويطور من قدراتهم على إجراء العمليات الجراحية بنتائج مثالية أكثر.


ما دور الذكاء الاصطناعي في البحث وتطوير الأدوية

بناءاً على البيانات الخاصة بكل مرض يمكن لتقنيات التعلم الآلي تحديد مدى كفاءة العقاقير المنتجة حديثاً، وأثرها على المرض المستخدم، ومدى فعاليتها للعلاج، وكيفية تجاوب المرضى معها.

أما في مجال البحوث الطبية، فيستطيع الذكاء الاصطناعي من خلال الدراسات المطبقة على بيانات معينة معرفة إمكانية تطور الأمراض، وما هي العوامل التي تؤثر على ذلك، وما الأمور الواجب التركيز عليها للحد من التحورات الحاصلة على أي مرض. 

كما للذكاء إمكانية اقتراح أشكال أكثر تلاؤماً للعقاقير الطبية، لتتناسب مع نوع الأمراض والحالة العمرية للمرضى، بما يضمن فاعلية العلاج من الناحية النفسية والفيزيولوجية على حد سواء.

 مما سبق نرى أن الذكاء الاصطناعي له تطبيقات عديدة في المجال الطبي، سواء من ناحية الكشف المبكر، ودقة التشخيص، وتحديد الأمراض بدقة، وتحسين الرعاية الطبية الأنسب للمرضى، وحتى اقتراح علاجات متناسبة وأكثر فعالية مع نوع المرض وعمر المريض وإجراء العمليات الجراحية أيضاً.

هذه التقنيات قادرة على التعامل مع كافة الصور الطبية (صور الأشعة السينية، والرنين المغناطيسي)، التحاليل، وتحليلها كما يلزم لتشخيص المرض واكتشاف العلاج المتناسب معه.

لا شك أن هذه التقنيات كان لها تأثير إيجابي على صحة الأفراد من جهة، من خلال تحسين الوقاية والإجراءات التابعة لها، وتطور المجال الطبي وأبحاثه وإمكانية التنبؤ بالتطورات المحتملة من جهة أخرى، إضافةً إلى تقليل الأخطاء الطبية، كونه يعتمد على بيانات صحيحة ودقيقة، ما يقلل الأخطاء المحتملة عن سوء التشخيص، أو العلاج المناسب له.

ذو صلة

كل ذلك ولا ننسى الوقت والجهد الذي وفرته تقنيات الذكاء في كافة الإجراءات الروتينية، أو المهام التكرارية التي يقوم بها الأطباء والممرضين على حد سواء، مما يساهم بالتفرغ للمهام الأكثر حاجة للتدخل البشري.

أما ما يتعلق بالخصوصية ، فهناك مجموعة من التدابير المتخذة للحد من اختراق وسرقة بيانات المرضى، أو استغلالها بطرق غير قانونية من خلال تقنيات الأمن السيبراني، وتحديد إمكانية الوصول لهذه البيانات لأشخاص محددين مسؤولين بشكل كامل عن سرية البيانات، والحفاظ عليها دون الكشف عن أي تفاصيل خاصة بمصدرها أو العمليات الإحصائية والتحليلية المطبقة عليها والنتائج المستخرجة منها أيضاً، فالأشخاص المسؤولين مدربين وموثوقين للتعامل مع التقنيات المستخدمة بكل نزاهة وأمانة، بما يحقق الغرض من الأبحاث والدراسات بشكل مثالي.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة