هل سيحسن الذكاء الاصطناعي من مستواي أم سيأخذ مكاني؟

يُعبر مصطلح الذكاء الاصطناعي عن قدرة الآلة على أداء مهام تشبه ما يقوم به البشر، أو بمعنى آخر يحاكي القدرات الذهنية من تعلم واستنباط ردات فعل متناسبة من المعطيات المتوفرة.

يَزيد تطبيق الذكاء الاصطناعي من سرعة وكفاءة المهام المراد إنجازها مقارنةً بالأداء البشري، وبمعدل أخطاء أقل، مع إمكانية التعلم الذاتي وتلافي الأخطاء محتملة الحدوث، ولذلك فإنه مثالي لإجراء العمليات الخاصة بجمع البيانات الكبيرة.

ليس هذا فحسب بل هناك الكثير من المجالات التي بات الاعتماد فيها على تطبيقات الذكاء الاصطناعي أمرًا أساسيًا لما يحمله من إيجابيات عديدة سنذكر أبرزها فيما يلي.

أكثر ما يميز الذكاء الاصطناعي هو قدرته على بناء تنبؤات جديدة مُعتمدًا على طبيعة ونوع المعلومات أو البيانات التي يُزود بها، ولهذا فإنه يعد ثورة في كافة القطاعات الإنتاجية، فمن أبرز مميزاته:

كما يمتلك الذكاء الاصطناعي العديد من المميزات التي تؤهله ليحل محل البشر، إلا أن هناك العديد من السلبيات الخاصة به.

تنوعت المجالات التي تعتمد بشكل أساسي على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وظهر العديد من التوقعات حول سيطرة الروبوتات على ملايين الوظائف مستقبلاً. ومن الوظائف التي سيطر عليها هذا المجال نذكر:

حيث تتمثل هذه الوظيفة بتحليل البيانات، وتحديد مشاكلها، وإجراء العمليات المطلوبة لحلها من جمع البيانات، وتصفيتها وفق معايير معينة، والتأكد من صحتها، وتحليلها وتفسيرها لإيجاد الحلول وبالنهاية استخراج النتائج وإيصالها لأصحاب القرار لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

 تأخذ الأبحاث الكثير من الوقت والجهد  البشري، وسيسهل وجود تطبيقات تعمل بالذكاء الاصطناعي مهام البحث وخاصة بمجالات الصحة، المنتجات التسويقية وغيرها.

ومن أفضل الأمثلة على ذلك روبوتات ChatGpt التي تساعد الباحثين في إيجاد ما يلزمهم من بيانات ذات صلة بموضوع معين، واقتراح أفكار إضافية، وإعداد تقارير متناسبة مع احتياجاتهم، بالإضافة لتنسيق زمني لأداء مهام محددة، وإظهار النتائج والمقترحات اللازمة.

هذه الوظائف ستُهدد بالتناقص نظراً لقدرة برمجيات الذكاء الاصطناعي على إتقانها بشكل أفضل من البشر، ومثال على ذلك ظهور مذيعة تعمل بالذكاء الاصطناعي على قناة الجزيرة ضمن لقاء أجرته مع ضيفها الدكتور المختص بالذكاء الاصطناعي د.طالب الأشقر -الباحث في معهد ماساتشوستس- والذي نوه على قدرة التكنولوجيا على إنشاء وتوليد بيانات وهمية تشبه الحقيقة جدًا، مما يؤثر سلبيًا على مصداقية الصحافة، ويتسبب في مشاكل عديدة مستقبلاً.

بسبب اعتماد علم الإحصاء أساسًا على تحليل وتفسير البيانات، للوصول لنتائج مضمونة أثناء إعداد استراتيجيات تنظيمية للشركات والمؤسسات، وبما يضمن اتخاذ القرارات الأنسب للعمل، فسيكون الاعتماد على تقنيات الذكاء في جمع وتفسير البيانات، وتحديد اتجاهاتها وتأثيرها على سير العمل، هو أمر بالغ الأهمية وبدقة أعلى بلا شك.

من المهام التكرارية التي لا تكاد مؤسسة إلا وتحتاجها ضمن مراحل عديدة من العمل، ولأن الدقة والسرعة تُعد من أهم العوامل التي تميز هذه المهنة، فإن الاعتماد على برمجيات الذكاء سيوفر الوقت والتكلفة معاً، بالإضافة إلى الدقة.

على الرغم من سيطرة الذكاء على مجالات عدة، فلا تزال العديد من المهام في مأمن من ثورة التكنولوجيا الحالية، مثل الأعمال اليدوية كالسباكة، والحدادة، وتنظيف الفنادق، والأعمال التي تحتاج لمهارات التواصل مع البشر مثل التمريض.

على الرغم من التسهيلات الهائلة التي وفرها الذكاء الاصطناعي إلا أن هناك العديد من المخاوف المتعلقة بالتطور السريع لها، والذي وجده البعض مصدر قلق يجب أخذه بعين الاعتبار تلافياً للنتائج غير المتوقعة والتي قد تكون كارثية على الجنس البشري.

أصدر مركز أمان الذكاء الاصطناعي بياناً حذر فيه من المعلومات المغلوطة التي قد تولدها خوارزميات الذكاء الاصطناعي، في حين اعتبرت مارغريت فاستجر -رئيسة قطاع التكنولوجيا للاتحاد الأوروبي- أن إمكانات الذكاء الاصطناعي باتت مصدراً للقلق خاصةً قدرات التعلم الذاتي.

وعلى أنه يجب وضع حواجز لحماية وتنظيم استخدامه ضمن قواعد تنظيمية تشترك الدول المعنية والهيئات ذات الصلة بوضعها، كما يجب أخذ إجراءات استباقية لمواكبة هذا التطور، ولمواجهة التبعات الناجمة عن الاستخدام السيئ لهذه التقنيات.

 أما العالم ستيفن هوكينغ فقد حذر من عدم القدرة على السيطرة على آلات الذكاء الاصطناعي، فقد تُولد نفسها من جديد، ولن يستطيع البشر السيطرة عليها مستقبلاً، وهو رأي مماثل لـ بيل غيتس الذي عبر عن شعوره بالقلق من التطور غير المحدود لتقنيات الذكاء الاصطناعي الذي قد يهدد الوجود البشري.

في حين يستثمر المعنيين بهذا المجال ومنهم إيلون ماسك ملايين الدولارات لإجراء أبحاث عن الآثار الناجمة عن استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وعلى النقيض يرى بعض الخبراء أن التطور الحاصل لا يُثير القلق لأن المجال لا يزال في بداياته فقط، وبحاجة لأفكار مبتكرة للوصول لأماكن أكثر تقدماً.