إيلون ماسك يصف ويكيبيديا بـ”المتحيزة” ويدعو إلى مقاطعتها

أثار إيلون ماسك، المعروف بشخصيته الجدلية وقدرته على استقطاب الاهتمام العام، موجة من النقاشات الساخنة بعد دعوته الصريحة لمقاطعة ويكيبيديا. في 24 ديسمبر 2024، نشر ماسك تغريدة على منصة X (تويتر سابقًا) وصف فيها الموسوعة الشهيرة بأنها "Wokepedia"، معبرًا عن استيائه مما وصفه بتحيزها الأيديولوجي.

انتقد ماسك مؤسسة ويكيميديا، الجهة المشغلة لويكيبيديا، بعد الكشف عن ميزانيتها السنوية الأخيرة، التي تضمنت استثمارات في مجالات مثل "الإنصاف" و"الشمولية والسلامة". واعتبر ماسك هذه الأولويات دليلاً على انحياز المؤسسة نحو أجندات سياسية معينة، داعيًا المستخدمين إلى التوقف عن تقديم التبرعات حتى تتخذ المؤسسة نهجًا أكثر حيادية.

كما أشار ماسك إلى دراسة أجرتها مؤسسة مانهاتن، خلصت إلى وجود تحيز سياسي واضح في تغطية ويكيبيديا لبعض الشخصيات والأحداث، حيث تم تصوير الشخصيات المحافظة بشكل سلبي مقارنة بنظيراتها الليبرالية. هذا الانتقاد أضاف مزيدًا من الوقود إلى الجدل الدائر حول مدى موضوعية ويكيبيديا كمصدر مفتوح للمعلومات.

جاءت ردود الفعل على دعوة ماسك متنوعة ومتباينة. على منصة X، عبّر عدد من متابعيه عن تأييدهم لموقفه، مطالبين بإصلاحات في طريقة تحرير المقالات وتقديم المعلومات على ويكيبيديا. بينما اختار آخرون الوقوف في صف الموسوعة، مشيدين بدورها كمصدر لا غنى عنه للمعرفة في عصر الإنترنت.

في المقابل، شهدت منصات أخرى مثل Reddit موجة من التبرعات لصالح ويكيبيديا كرد فعل مضاد لدعوة ماسك. اعتبر المستخدمون أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم المؤسسة ضد ما وصفوه بمحاولة التأثير عليها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

يأتي هذا الجدل في سياق أوسع يتعلق بمدى قدرة المنصات المفتوحة على البقاء محايدة في عالم يزداد فيه الاستقطاب السياسي. ورغم الانتقادات، تظل ويكيبيديا بالنسبة لكثيرين منبرًا حيويًا للمعلومات الحرة التي يمكن لأي شخص المساهمة فيها، مع وجود أنظمة صارمة لمراجعة المحتوى.

بغض النظر عن صحة اتهامات ماسك، فإن هذه الواقعة تعيد فتح النقاش حول أهمية الحياد في المصادر المفتوحة. قد يكون تحسين الشفافية وتوضيح آليات التحرير والمراجعة خطوة ضرورية لتعزيز الثقة في ويكيبيديا، لكنها تبقى منصة لا غنى عنها في عالم يتعطش للمعلومات.