الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير مصير مطوري الألعاب إلى الأبد!

عندما نتحدث عن تقنية القرن الحادي والعشرين، يكون الذكاء الاصطناعي هو المتصدّر كأكثر المجالات العلمية المثيرة للاهتمام. إذ يواصل الباحثون والمبتكرون العمل والتطور في هذا المجال لكشف المزيد من المعلومات عن عوالم الذكاء الاصطناعي الغامضة. ولعل الذكاء الاصطناعي التوليدي هو أبرز هذه الأشكال، فهو يلعب دورًا كبيرًا في تطور وتطوير ألعاب الفيديو. لذا يعمل المطورون على اكتشاف المزايا المحتملة للذكاء الاصطناعي التوليدي ويسعون لإنتاج ألعاب أكثر واقعية وإثارة.

الذكاء الاصطناعي التوليدي هو نوع متقدم من الذكاء الاصطناعي وجزءرئيسي من مجال البرمجة التوليدية. ولا يكتفي هذا النوع بتحليل المدخلات وتجارب المستخدمين فقط، بل يقوم باتخاذ قرارات استنادًا إلى المعلومات المتاحة له. إذ يتم تزويد الذكاء الاصطناعي التوليدي بمجموعة من الخوارزميات البرمجية والرياضية المعقدة، مما يسمح له بإجراء توقعات مبنية على البيانات والتجارب السابقة.

يتميز الذكاء الاصطناعي التوليدي عن غيره من أنواع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على التعلم والاستدلال من البيانات والخبرات السابقة. وهو يمثل خطوة هامة في مجال الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق مستوى أعلى من التعلم الآلي والقدرة على التكيف مع السياقات المختلفة والتطور في معالجة المعلومات واتخاذ القرارات.

تظهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجموعة واسعة من المجالات، بدءًا من مواقع التواصل الاجتماعي وصولاً إلى خدمات الإعلانات والأجهزة الذكية وخدمات الدردشة. وإليك بعض الأمثلة على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في عالمنا اليوم:

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تطوير ألعاب الفيديو، إذ يساهم في عدة جوانب مهمة تهدف إلى تعزيز تجربة اللاعب وجعل اللعبة أكثر إثارة وواقعية. وإليك بعض النقاط الرئيسية:

يوفر الذكاء الاصطناعي على مطوري الألعاب الوقت والجهد، وذلك من خلال قدرته على إجراء المهام البسيطة وكتابة الأكواد الروتينية وتصميم الرسوم الأولية وغيرها من مهام تصميم الألعاب الأساسية. وبالتالي يمكن للمصممين والمهندسين التركيز أكثر على الناحية الإبداعية في تصميم الألعاب والتخلص من مهام كتابة الأكواد المتعبة.

أظهرالذكاء الاصطناعي نتائج مذهلة في تطوير الشخصيات والرسوم والمتحركة، ففي المستقبل القريب للألعاب الإلكترونية، ستصبح الخوارزميات قادرة على تطوير الرسوم والشخصيات في الألعاب تبعًا لتفضيلات اللاعبين، وبصورة ثلاثية الأبعاد تضفي طابعًا أكثر واقعية وإثارة.

تبشر إمكانيات الذكاء الاصطناعي بخلق عوالم افتراضية جديدة مثيرة وواقعية، تمكن اللاعبين من خوض تجارب فريدة من نوعها في أماكنهم. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل ستكون تلك العوالم مصممة خصيصًا حسب أذواق وتفضيلات مستخدميها بخلفيات وشخصيات تشبه اللاعبين خلف الشاشات.

افتتح متجر يونتي  Unity’s AI Marketplace لمساعدة مطوري الألعاب في الوصول إلى حلول الذكاء الاصطناعي المختلفة أثناء عملهم. إذ تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي في المتجر الكثير من البرامج والخوارزميات التي توفر على المهندسين الكثير من الوقت والجهد والمال المبذول في كتابة الأكواد والبرمجة. وذلك من خلال القيام بالكثير من مهام التطوير كإنشاء الرسوم ثلاثية الأبعاد وتطوير الشخصيات وجعل خلفيات أكثر واقعية وإبهارًا. ويحتوي المتجرعلى 3 أقسام رئيسية لتقنيات الذكاء الاصطناعي:

يوفر المتجر خلاله الكثير من الأدوات التي تساعدك على إنشاء محتوى افتراضي مميز وجديد. ويستخدم لإنشاء أشكال متنوعة من الرسوم والشخصيات بسرعة وفي وقت قصير. بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء الحوارات الافتراضية بين الشخصيات .

I/ML Integration يشير إلى توظيف الأنظمة الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لإنشاء وتطبيق حلول في مجموعة واسعة من المجالات. ويساهم هذا التكامل في تحقيق أداء أفضل ومزيد من القدرة على التكيف مع البيانات الجديدة والظروف المتغيرة.

في مجال تطوير الألعاب، يفيد التكامل بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين سلوك الشخصيات غير اللاعبين (NPCs) وإنشاء العوالم الديناميكية وتطبيق التعلم العميق لتحسين ذكاء اللعبة واستجابتها. ومن الممكن أيضًا استخدامه في تحليل بيانات اللاعبين لتقديم تجربة مخصصة، أو لتوفير التوصيات لللاعبين على أساس النماذج التي تم تعلمها من تفاعلات اللاعبين السابقة. مما يساعد في تطوير ألعاب ممتعة وملفتة للانتباه ومثيرة لاهتمام اللاعبين بطرق جديدة ومبتكرة.

الذكاء الاصطناعي السلوكي هو فرع من الذكاء الاصطناعي يتعامل مع تصميم الأنظمة الذكية التي تتمتع بقدرة القراءة والتفسير والتفاعل مع سلوك الإنسان. ويشمل تعلم وفهم القراءات البيولوجية والنفسية والمشاعر والردود الخاصة بالإنسان.

في تطبيقات الألعاب، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي السلوكي لخلق شخصيات متفاعلة وأكثر واقعية. على سبيل المثال: قد يتعلم الذكاء الاصطناعي السلوكي من تصرفات اللاعبين ويتأقلم معها ليصبح أكثر صعوبة أو أسهل، أو قد يعدل سلوكيات الشخصيات الاصطناعية داخل اللعبة لتتفاعل مع اللاعب بطرق معقدة ومتفاعلة.

منصات Muse وسينتس هي منصات شبيهة بشات جي بي تي ولكن مخصصة لتطوير ألعاب الفيديو. وهي برامج ذكاء اصطناعي تابعة لشركة يونتي لتطوير الألعاب الإلكترونية. ومن خلال هذه المنصات يقوم مطوري الألعاب بإعطاء الأوامر للذكاء الاصطناعي لتصميم الشخصيات والرسوم والخلفيات ونظام التشغيل في الألعاب. وبكبسة زر يقوم البرنامج بكتابة الأكواد حسب أوامر المستخدم.

أحدثت هذه البرامج ثورة في عالم ألعاب الفيديو، فأصبح إنشاء الألعاب لا يحتاج الوقت الكثير كما كان الأمر في السابق. كما أصبحت تصاميم الرسوم أكثر جاذبية واختلفت كثيرًا عن ذي قبل. وقد يؤثّر الأمر تأثير كبير على مستقبل مطوري الألعاب في الساحة الإلكترونية.

لاشك أن ظهور الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير على مستقبل مطوري البرامج والألعاب الإلكترونية. فلن تحتاج الشركات إلى عدد كبير من المهندسين بعد الآن، وسوف يقتصر العمل على المهندسين الأكثرر إبداعًا وذكاءًا في تصميم ألعاب مميزة تجذب المستخدمين وتفتح آفاقًا جديدة في عالم العاب الفيديو.

ومن ناحية آخرى، توفر برامج الذكاء الاصطناعي الكثير من الوقت والجهد على مطوري الألعاب، مما يجعل إنشاءها لا يحتاج إلى تلك التكلفة أو الخبرة العالية بعد الآن. وتصب تلك التنافسية في إنشاء الألعاب في مصلحة المستخدمين، فوجود ألعاب كثيرة ومتنوعة يقلل من سعر شراء هذه الألعاب ويجعلها في متناول الجميع.

يوجد العديد من الطرق والتطبيقات لتطوير الألعاب، مثل:

يوجد استديوهات لإنشاء وتطوير الصور،  يوجد أيضًا استديوهات لتطوير وإنشاء الألعاب الإلكترونية. توفر تلك الاستديوهات، الكثير من محركات التطوير الآلية (Engine devolopmental tool) لإنشاء الرسوم وواجهة المستخدم للألعاب.

بيرسيك هو واحد من أشهر استديوهات تصميم الالعاب المستخدمة من شركات ألعاب عملاقة كشركة EA التي صممت مجموعة ألعاب PSA الشهيرة وغيرها من الألعاب التي تستخدم بواسطة الملايين حول العالم. وهو عبارة عن برنامج تصميم للعمل عن بعد، يمكنك من التواصل مع فريقك الهندسي للعمل على تطوير الألعاب، مع توفر العديد من الميزات الأخرى كدعم تقنية الشاشات المتعددة والرسوم ثلاثية الأبعاد وغيرها.

بلاي كانفاس هو برنامج مفتوح المصدر لتطوير وإنشاء الألعاب. يعد بلاي كانفاس من أشهر وأبسط الأدوات في مجال تطوير الألعاب، ويستخدم من قبل الكثيرين في مجال تطوير الألعاب كونه لا يتطلب خبرة كبيرة للتصميم من خلاله.

كرافت ستوديو هو استديو مخصص لتصميم وكتابة أكواد نماذج الأنيميشن ثلاثية الأبعاد. يوفر الاستديو قوالب وأفكار عديدة لتصميم الشخصيات في الألعاب، ويتميز بواجهة مستخدم بسيطة تمكن المستخدم من الاعتياد على استخدامها سريعًا.

الألعاب الإلكترونية هي واحدة من أكثر التجارات المربحة حول العالم في الآونة الأخيرة. ولم يعد الاستثمار في تطويرها محفوفًا بالمخاطر كما كان في السابق، بل بات من الاستثمارات الرائدة في عالم التكنولوجيا.