بتخفيض أسعار منتجاتها.. آبل تستعد لعودة هواوي للسوق الصيني 

في خطوة تعكس استراتيجيتها لمواجهة منافسة شرسة في السوق الصينية، أعلنت شركة آبل عن تخفيضات تصل إلى 500 يوان (ما يعادل حوالي 68 دولارًا أمريكيًا) على أحدث طرازات هواتف آيفون. وتأتي هذه الخطوة في وقت تعزز فيه الشركات المحلية مثل هواوي موقعها في السوق، مما يضع آبل تحت ضغط متزايد للحفاظ على حصتها السوقية.

تم الإعلان عن العروض على الموقع الرسمي لآبل في الصين، وهي متاحة بين 4 و7 يناير وتشمل مجموعة من هواتف آيفون عند استخدام طرق دفع معينة. لم تقتصر التخفيضات على الهواتف فقط؛ إذ تقدم الشركة خصومات تصل إلى 800 يوان على أجهزة ماك بوك وبعض المنتجات الأخرى. يبدو أن آبل تستهدف بهذه العروض تحفيز المستهلكين في سوق تُعرف بتقلبها وحساسيتها للأسعار.

لا يمكن تجاهل أن عودة هواوي القوية تشكل تحديًا حقيقيًا لآبل. فقد أطلقت هواوي حملة تخفيضات كبيرة مؤخرًا، تضمنت خصومات تصل إلى 3,000 يوان (حوالي 411 دولارًا أمريكيًا) على هواتفها الفاخرة، وذلك ضمن فعاليات "يوم العلامة التجارية الكبرى" على منصة JD.com، مثل هذه الحملات تزيد من الضغوط على آبل، خصوصًا أن مبيعاتها من هواتف آيفون شهدت انخفاضًا مزدوج الرقم خلال مهرجان "يوم العزاب" في نوفمبر 2024، وفقًا لتقرير Counterpoint Research.

أحد الجوانب التي أثارت انتقادات في السوق الصينية هو افتقار أجهزة آبل إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت جزءًا أساسيًا من المنافسة. في ظل هذا الواقع، تُشير تقارير إلى أن آبل تسعى للتعاون مع شركات تقنية صينية بارزة مثل Tencent وBaidu لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تعزز منتجاتها المستقبلية.

لا تُعد عودة هواوي للساحة مجرد منافسة تجارية، بل هي قصة نجاح تثير اهتمام السوق والمستهلكين على حد سواء. منذ إطلاقها سلسلة Mate 60 في 2023، واصلت الشركة زخمها مع سلسلة Mate 70 التي طرحتها في أواخر 2024. اللافت أن هواوي استطاعت الحصول على أكثر من 3 ملايين طلب مسبق لهاتف Mate XT خلال سبتمبر 2024 فقط، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة في العلامات التجارية المحلية على حساب الشركات الأجنبية.

يبدو أن السوق الصينية تُجبر الشركات الكبرى مثل آبل على التكيف بسرعة مع متغيرات الطلب المحلي وتفضيلات المستهلكين. في حين أن تخفيض الأسعار هو خطوة جيدة على المدى القصير، فإن نجاح آبل في المدى الطويل قد يتوقف على قدرتها على دمج تقنيات جديدة تلبي احتياجات السوق الصينية، مثل الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على سمعتها كعلامة تجارية عالمية.