هكذا حَولتُ حسابي على انستاغرام من مصدر اكتئاب إلى مصدر استرخاء

تغيرت تجربتنا مع شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كامل خلال السنوات الأخيرة، ولم تعد هذه التجربة قائمة على التواصل مع أصدقائنا ومعارفنا وحتى التعرف على أصدقاء الجدد، وتحولت التجربة من شخصية قائمة على "تحديث الحالة والأخبار" إلى عامة قائمة على صناعة المحتوى، وبصرية تعتمد على الفيديو، وصاخبة ومزدحمة وتمطر علينا بالكثير من الرسائل عبر المحتوى يوميًا، لدرجة أصبحت تجربة متعبة للغاية.

وعلى الرغم من ذلك، مازلنا لا نستطيع التوقف عن استخدام هذه الشبكات بشكل كامل، وأرقام مستخدميها المتزايدة تؤكد ذلك، ومع الأسف فإن تحول تجربة الاستخدام إلى سلبية بهذا الشكل، أصبح من العوامل الأساسية المسببة للاضطرابات النفسية، ومن الأسباب التي أدت إلى ازدياد المصابين بها حول العالم.

لنأخُذ انستاغرام مثالًا، فهو قائم على مشاركة التجارب بشكل بصري من خلال الصور والفيديو، وفي السواد الأعظم من هذا المحتوى يركز صانعوه فيه على إظهار أفضل اللحظات والجوانب في حياتهم، وفي بعض الأحيان تزوير هذه اللحظات، والكل يريد أن يعبر عن رأيه في كل القضايا والمواضيع، سواء كان ذلك من اختصاصه أو شأنه أم لا، مقابل 20 دقيقة من الشهرة والأضواء، وهنا، وبشكل لا شعوري، سيبدأ دماغك بمقارنة حياتك التي قد تكون بعيدة جدًا عن ما تشاهده على انستاغرام، ولا شعوريًا أيضًا، ستبدأ بإطلاق أحكامٍ سلبية على نفسك، وتدخل في دوامة من الصداع والقلق وربما الاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية.

نعم، شبكات التواصل الاجتماعي مفيدة، ولا يمكن الاستغناء عنها اليوم، ولكن علينا أن نكون واعين أكثر بتأثير ما نشاهده من محتوى على أدمغتنا، وأن لا نسمح لها بأن تؤثر علينا بشكل سلبي، وأن نتمكن من إيقافها عن ذلك في اللحظة المناسبة.

تعمل خوارزميات اقتراح المحتوى في انستاغرام (وكل المنصات الأخرى تقريبًا) على أن تظهر لك المزيد من المحتوى الذي تفضله، وذلك انطلاقًا من القنوات والحسابات التي تتابعها، والمحتوى الذي تتفاعل معه، وإذا توجهت إلى صفحة اكتشاف المحتوى Explore على التطبيق ستجد محتوى مخصص لك، ويشبه ما تفاعلت معه من قبل.

ولتحصل على تجربة هادئة ومسالمة، عليك تغذية الخوارزمية بمحتوى يقدم لك ذلك، وما أقل هذا النوع من المحتوى في عالم المحتوى الذي يستثمر الملايين لسرقة انتباهك بأي شكل كان.

يمكنك أن تبدأ بعمل حساب انستاغرام خاص، اعتبره كملجأ لك عندما تشعر بالحزن والاكتئاب، وتريد قليلًا من الهدوء والسكينة والراحة النفسية، وتابع فيه الحسابات المختارة التي أشاركك إياها الآن، والتي أتابعها أنا شخصيًا، ولا شيء آخر، ودع الخوارزميات تغرقك بمقترحات شبيهة بها، لتصبح دقائق استخدامك للتطبيق أكثر راحة بعيدًا عن صخب العالم الفيزيائي والرقمي.

لا أحد سينُظر عليك، ولا يريد منك أن تغير طريقة تفكيرك، أنت هنا فقط لتتنفس وتسترخي قليلًا.

تجسيدات بصرية من القلب إلى القلب

تجمع ملاك في حسابها بين محتوى نحتاجه بالفعل عن العناية بالذات والمرونة النفسية من جهة، مع جمال التصميم والتجسيد البصري من جهة أخرى، لتقدم لك محتوى مريح بصريًا ويساعدك نفسيًا.

تغذية بصرية بالورود اليابانية، بألوان لطيفة، وصور جميلة وبسيطة في نفس الوقت، وتفوح منها روائح جميلة، سيأخذك هذا الحساب إلى عالم آخر.

لو كنت مثلي تحب فن الـ Stop Motion، فستجد في هذا الحساب فيديوهات سهلة الهضم تم تنفيذها بهذا الفن، ستمنحك تغذية بصرية وقليلًا من التسلية.

رسامٌ رقميٌ مستقلٌ، يرسم رسوماتٍ رقميةٍ عن الصحة والمرونة النفسية، والتعامل مع بعض المواقف الحياتية، بأسلوب سهل وبسيط، ومريح بصريًا، إلى جانب بعض فيديوهات الرسوم المتحركة بين حينٍ وآخر.

ستجد في هذا الحساب لقطات ساحرة لمناظر طبيعية من حول العالم، لتتأمل في جمال الطبيعة وعظمة الخالق.

تصنع محتوى وتظن أن حسابك مناسب أن يكون في هذه القائمة، راسلنا به عبر انستاغرام @arageek لنقوم بإضافته في حال كان بالفعل مناسبًا.