مراجعة جهاز آيباد ميني 6 اللوحي.. صغير الحجم، لكن الأهم هو ما يمكنه فعله!

لطالما عانى جهاز آيباد ميني من المشاكل التي يعانيها الابن الأوسط في المنزل، فلم يحظَ أبداً بالاهتمام الذي حصل عليه جهاز آيباد العادي الأقل سعراً، ولا بالميزات التي تجعله جهازاً لوحياً متكاملاً كآيباد برو الأكبر حجماً والأغلى ثمناً والقادر على أن ينوب تقريباً عن أجهزة ماك بوك. لكن مع آيباد ميني 6، يبدو أن آبل تحاول تغيير الطريقة التي ينظر بها المستخدمون إلى سلسلة ميني، فأعادت تصميمه ليشابه آيباد برو الأكثر فخامةً، كما زودته بشريحة A15 التي يعمل بها هاتف آيفون 13، وزادت حجم الشاشة قليلاً وأضافت المزيد من الميزات الجديدة كدعم الجيل الثاني من قلم “Apple Pencil” وتقنية Sub-6GH لاتصالات الجيل الخامس وغيرها من الميزات الأخرى.

غيرت آبل تصميم جهاز آيباد ميني 6 ليصبح أكثر شبهاً يآيباد اير 4 وآيفون 13 مقارنةً مع تصميم النسخة الخامسة، فمنحته حوافاً جانبيةً مسطّحةً مع التأثيرات البصرية للمعدن المصقول الذي يمنحه شكلاً وملمساً فخماً.

أول ما سيلفت نظرك عند استخدام الجهاز للمرة الأولى هي حواف الشاشة العريضة نوعاً ما والمتساوية في الطول على الجوانب الأربعة، خصوصاً إذا قارنتها مع حواف هاتف آيفون التي تكاد تكون منعدمة؛ لكن بعد الاستخدام بفترةٍ قصيرةٍ ستجد أن عرض الحواف مثاليٌّ تماماً لإمساك الهاتف براحةٍ دون حدوث أي لمسٍ عَرَضيٍّ للشاشة.

حجم الجهاز صغير على جميع المقاييس، فمع أبعادٍ 195.4×134.8 يكون أصغر من كلا جهازي آيباد 9 وآيباد اير 4، وحتى أصغر من جهاز جلاكسي تاب A7 بشكلٍ طفيف، كما أنه أخف وزناً منهم جميعاً حيث يزن 293 جراماً فقط. أما بالنسبة للسماكة فهو نحيلٌ بشكلٍ أنيق 6.3 ملم يُسهل حَمله يبدٍ واحدةٍ على عكس باقي الأجهزة التي يكون من المرهق حملها لفترةٍ طويلةٍ.

غيرت آبل توضّع الأزرار في جهاز آيباد ميني الجديد، فنقلت أزرار التحكم بمستوى الصوت على الحافة العُلوية بعد أن كانت على الحافة اليُمنى في الإصدار السابق. يعود السبب في ذلك إلى قلم Apple Pencil الجديد الذي يستقرّ على طول الحافة اليمنى دون أن يترك أي مجالٍ لوجود أزرار على تلك الحافة، حيث يلتصق القلم مغناطيسياً ليتزوّد بالطاقة لاسلكياً عن طريق شاحنٍ صغيرٍ على تلك الحافة. لكن كما عودتنا آبل، لن تحصل على القلم ضمن صندوق الهاتف، ويتوجب عليك دفع المزيد لشراء واحدٍ منفصل.

استغنت آبل عن زر الـ “Home” الدائري الذي لطالما كان علامةً رئيسيةً من علامات أجهزة آيباد، فلم تعد حواف الشاشة النحيفة تتسع له، واستبدلته بزرِّ طاقةٍ يستقر ضمنه حساس تقنية Touch ID الذي يمكن المستخدمين من قفل جهازهم باستخدام بصمه الإصبع.

تضمن شاشة جهاز آيباد ميني الجديد قياس 8.3 إنش جودة صورٍ جيدة مناسبةٌ لمشاهدة المحتوى، إلا أنها ليست من نوع OLED ولا تستخدم حتى تقنية الإضاءة الخلفية باستخدام Mini LEDs، وبالتالي فهي تراجعٌ ملحوظٌ مقارنةً مع شاشات أجهزة الآيباد الأغلى ثمناً.

لا تدعم الشاشة معدل التحديث العالي، حيث اكتفت آبل بمنحها معدل تحديث 60 هيرتز. لكن فعلياً لن تجد نفسك تستخدم الجهاز لمهامٍ يمكنها تحقيق الاستفادة القصوى من معدل التحديث العالي، إلا أنك لو كنت تستخدم هاتفاً أو جهازاً لوحياً يدعم معدل تحديث 120 هيرتز فستلاحظ الفرق في حركة واجهة المستخدم على أقل تقدير.

زودت آبل جهاز آيباد ميني 6 بشريحة A15 ذاتها التي يمتلكها هاتف آيفون 13، والتي تُعد بلا شك أقوى شريحة معالجةٍ مُنحت لهاتف آيفون من قبل، وأقوى من أي شريحة معالجةٍ زُود بها هاتف أو جهاز لوحي يعمل بنظام أندرويد. بالرغم من سرعة شريحة A15 إلا أنها لا تُماثل شريحة M1 التي يعمل بها جهاز آيباد برو، لكنها أكثر من قادرةٍ على أداء جميع المهام التي تطلبها بسلاسة كاملة.

يمكنك التأكد من قوة شريحة A15 بالنظر إلى الأرقام التي حققتها في اختبارات الأداء، حيث سجلت 4700 نقطة في اختبار منصة Geekbench 5، وهو نفس الرقم تقريباً الذي سجله هاتف آيفون 13 العامل بنفس الشريحة وهو رقمٌ أفضل بكثيرٍ من 2680 الذي سجله هاتف آيباد ميني 2019. بالمقارنة مع هواتف أندرويد، سجّل هاتف جلاكسي إس 21 الذي يعمل بمعالج Snapdragon 888 حوالي 3600 نقطة تقريباً.

وبالرغم من القوة التي منحتها شريحة A15 للآيباد الجديد، إلا أنه يبقى بعيداً جداً عن جهاز آيباد برو الذي حققت شريحته M1 حوالي 7300 نقطة.

يتوفر الهاتف بخيارين فقط لسعة التخزينٍ هما 64 و 256 جيجابايت. وبينما تبدو سعة 256 كافيةً لأغلب المستخدمين، إلا أنها قد تُقيّد مستخدمين آخرين مقارنةً مع سعة 1 تيرابايت التي يوفرها آيباد برو.

بالحديث عن الأداء، يمكن القول إن الكاميرا الخلفية ذات 12 ميجا بيكسل ليست أكثر من كاميرا عادية لالتقاط الصور العادية، لكن لا يُنصح بالاعتماد عليها، خصوصاً لو كنت تمتلك هاتف آيفون.

أما الكاميرا الأمامية فهي عريضة الزاوية (122 درجة) بدقة 12 ميجا بيكسل أيضاً، وهي مناسبةٌ جدًا لمكالمات الفيديو، حيث منحتها آبل خاصية “Center Stage” التي يمتلكها آيباد برو والتي تستخدم برمجيات معالجة الصورة لتعقب حركتك أثناء مكالمات الفيديو لضمان بقائك دائمًا في منتصف الصورة.

صرحت الشركة أن بطارية آيباد ميني 6 تدوم 10 ساعاتٍ عند لاستخدام لمشاهدة المحتوى باستخدام Wi-Fi وهذا فعلاً ما أظهرته الاختبارات، لكن عمر البطارية يتناقص تبعاً لطبيعة استخدام الجهاز، حيث ينخفض عمر البطارية لـ 8 ساعات عند أداء مهام تتطلب قوة معالجةٍ أكبر كالألعاب أو برامج الواقع المعزز وبرامج معالجة الفيديو.

ستجد أيضاً أن استخدام القلم للرسم يستهلك المزيد من الطاقة، كما يُرجّح حصولك على أقل من 8 ساعاتٍ في النُسخ التي تدعم الاتصال الخُلوي.

أرفقت آبل هذه المرة شاحناً سريعاً باستطاعة 20 واط بالإضافة إلى كابل شاحن نوع USB-C داخل صندوق الجهاز. من المفيد وجود شاحنٍ سريعٍ إذا ما أخذنا حجم بطارية الجهاز الكبيرة بعين الاعتبار، وبالغرم من أن استطاعة البطارية لم تُعرف بعد، وأن الشركة لم تَذكر الشركة أي شيء عنها، لكنها وبلا شك أكبر من بطارية أي هاتف آيفون عادي.

حتى مع استخدام الشاحن السريع، ستحتاج إلى الانتظار ساعةٍ ونصفٍ تقريباً قبل شحن الجهاز كاملاً. يمد الشاحن الهاتف بـ 17% من الطاقة خلال 15 دقيقة، ويحتاج إلى 30 دقيقة لتزويده بـ 36%.

أعلنت آبل عن جهاز آيباد ميني 6 جنباً إلى جنب مع هاتها الجديد لعام 2021 آيفون 13 في 14 أيلول/سبتمبر، وأُطلق بعد عشر أيامٍ فقط.

يأتي الجهاز بإصدارين، يدعم الأول اتصال Wi-Fi فقط بسعر 500 دولار لنسخة 64 جيجابايت و650 دولار لنسخة 256 جيجابايت.

أما الإصدار الثاني فيدعم اتصال Wi-Fi بالإضافة للاتصالات الخُلوية (أي يدعم شريحة اتصال نوع SIM) بسعر 650 دولاراً لنسخة 64 جيجابايت وسعر 800 دولار لنسخة 256 جيجابايت.