إستخدام تطبيقات الصحة لا يُغنيك عن زيارة الطبيب!
على مر السنين كان الاعتماد على التكنولوجيا في المجال الطبي أمرًا أساسيًا، ولم يكن هذا الأمر من منطلق الترف بل إن إكتشاف بعض الأمراض يجب أن يقابلها إختراع الأدوات الطبية التي تُساعد على الشفاء منها.
والآن مع التطور المذهل في التكنولوجيا خاصة في قطاع الهواتف الذكية والتي يعتبر امتلاكها أمر طبيعي لاي شخص بل أصبح من الضروريات الحياتية اليومية، نجد أن بعض التطبيقات التي تحتويها هذه الهواتف الذكية تحاول أن تعطينا لمحة عن ما يدور حول صحتنا اليومية، من خلال تتبع أنشطتنا اليومية ومراقبة ضربات معدلات قلوبنا وإعطائنا نصائح حول ما يجب فعله للحصول على أفضل النتائج.
كل هذه الأشياء تستطيع فعلها مع هذه التطبيقات بضغطة زر وبدون زيارة الطبيب، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن أن نثق بهذه التطبيقات بذلك الشكل الذي يمكننا أن نعمل بهذه النصائح وتطبيقها بحذافيره؟!
التطبيقات الصحية أدوات مساعدة ولكن ليست الحل
على مدى العاميين السابقين ظهرت العديد من التطبيقات وغيرها من الأدوات الصحية مثل تطبيق Apple’s Health التي تجاوزت مرحلة مجرد تتبع الخطوات التي قطعتها في اليوم، أو إعطائك نصائح حول متى عليك النوم، أو رصد معدل ضربات القلب.
هذه التطبيقات أصبحت تبحث عن إجابة دقيقة للسؤال “كيف حالُك“، مع جميع التفاصيل المرافقة لها وماذا عليك أن تفعل لتكون في أفضل صحة، بكل تأكيد مثل هذه التطبيقات سوف تعمل عمل المساعد ولكن ليس عمل الدكتور التشخيصي المحترف، ففي النهاية أنت من تعطيه البيانات وهو عليه أن يحلل على حسب البيانات المدخلة.
وهنالك بعض التطبيقات مثل تطبيق iHealth XIAOMI التي يمكنها أن تُساعد في إجراء بعض الفحوصات الخفيفة بالمنزل مثل إجراءات قياس ضغط الدم بعد إعطاء بعض التعليمات وضغط بعض الأزرار في التطبيق.
مثل هذه الفحوصات الخفيفة والنصائح المرافقة لها من هذه التطبيقات يمكنها أن تعطينا لمحة عامة عما يجب فعله وتجنب ما يمكن أن يضر بصحتنا، ولكنها ليس المرجع النهائي لنا للوقوف عندها وتصديق كل ما يخبرنا به.
فالسؤال إذاً ما مدى ثقتك بهذه التطبيقات؟!
واحدة من أسوأ الأشياء هو الإيمان بأن نتائج مثل هذه التطبيقات هو الحل النهائي والعمل به يعتبر المرجع الأساسي للحصول على صحة ممتازة، فالتطبيقات المستخدمة في رياضات مثل الجري والتي تقيس معدل ضربات القلب هي تطبيقات لحظية تعطينا النتائج وقت ممارسة الرياضة.
فمع النتائج التي تظهر لنا يمكننا أن نقول عنها شيء طبيعي نسبة للمجهود البدني المرافق لهذه الرياضة، ولكن هذا لا يحل أبداً محل التشخيص الطبي وزيارة طبيب محترف متى ما كان هنالك شيء غير طبيعي يحدث سواء بإرتفاع معدلات ضربات القلب عن المعدل الطبيعي أو زيارة روتينية للطبيب قد تخبرنا بأن كل ما كان يخبرنا به هذه التطبيقات مجرد هُراء.
فموخراً تم رفع العديد من القضايا من قِبل المستخدمين ضد شركة Fitbit الأمريكية المصنعة للأجهزة القابلة للارتداء والتي تقيس معدل ضربات القلب، ونوعية النوم، وعدد الخطوات، والمقاييس الشخصية الأخرى.
فقد اشتكى المستخدمين من أن القراءات الواردة من هذه الأجهزة لقياس معدل ضربات القلب غير دقيقة، وكان رد الشركة بأن أجهزتها ليست بديلاً عن الأجهزة الطبية الإحترافية مثل تلك الموجودة في الصالات الرياضية والعيادات الطبية المحترفة.
وكان هذا الرد غير كافي لمعظم المستخدمين وتم رفع العديد من الدعاوي القضائية ضدها، خاصة بعد الأبحاث التي أجراءها الدكتوران Edward Jo و Dr Brett Dolezal اللذان وجدا أن نتائج معدلات ضربات القلب الآتية من هذه الأجهزة تحت المعدل الطبيعي حتى مع ممارسة رياضة معتدلة أو عالية الكثافة.
ووجد الباحثان أن هذه النتائج يمكن أن تشكل خطراً بالغاً على أولئك الرياضيين الذين قد لا يعرفون أن لديهم مشاكل قلبية، ومع زيادة المجهود البدني للوصول للمعدل الطبيعي وفقاً لهذه القراءات يمكن أن يشكل هذا الأمر خطورة بالغة عليهم ويضع صحتهم في خطر بالإعتماد على قراءات هذه الأجهزة.
الخُلاصة..الاعتماد على هذه التطبيقات لا يُغنيك عن زيارة الطبيب
فهذه التطبيقات والأدوات حتى الآن لم يستقر الأمر على إستخدامها وبيعها كأجهزة طبية أم مجرد تطبيقات مساعدة، وما زال هذا الأمر محل جدل ونقاش بالرغم من التقنية التي تحتويها، فالأجهزة الطبية هي أجهزة تعطي قياسات دقيقة ومضمونة النتائج ويمكن الاعتماد عليها والعمل بالنصائح المرافقة لها، بينما التطبيقات الصحية يُمكننا أن نطلق عليها أدوات وأن نضع فيها بعض الثقة ولكن لا يمكن الاعتماد عليها كُلياً.
ومتى ما شعرت بأنك لست على ما يرام فإن الرجوع لهذه التطبيقات والأدوات الطبية سوف يكون محل شك قد يضرك أكثر مما ينفعك، وزيارة الطبيب المختص أمر لابد منه.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.