مراجعة هاتف Razer Phone 2

هاتف جديدٌ من شركة Razer الرائدة في عالم الألعاب، صُمم خصيصاً لعشاق الألعاب ليقدم لهم تجربةً جديدةً وفريدةً مقدماً لهم ميزاتٍ نراها للمرة الأولى في هواتف الأندرويد. كل هذا تلبيةً لرغبة المهووسين بكل ما هو جديد في ذاك العالم.  

يبدو أن الهواتف المخصصة للألعاب تثير إعجاب عامة الناس أكثر فأكثر. لذا أطلقت Razer هذه السنة هاتفها Razer Phone 2 الجديد، فمنذ صدور النسخة الأولى العام الماضي اهتمت الشركة أكثر بإضافة قائمةٍ طويلةٍ من التحسينات، لكنه حافظ على تصميمه إذ لم تغير Razer الحواف في نموذج هذا العام، أبقتها سميكةً في أعلى وأسفل الشاشة، واستغلت مساحتها الواسعة لتضمين مكبرات الصوت.

إذًا تقوم آمال الشركة على فكرة أن الناس يريدون هاتفً ذكياً يعادل جهاز كمبيوتر مخصصٍ الألعاب، كما تُعوّل بشكل كبير على الألعاب الجديدة الضخمة وعلى مهووسي الألعاب الراغبين بالبثّ الحي لألعابهم أو المستخدمين التواقين لاقتناء أحدث الهواتف الذكية المخصصة للألعاب. لكن ما الجديد الذي سيقدمه لك هاتف Razer Phone 2؟ وما الميزات التي ستدفعك لشرائه بدلاً من شراء هاتف بنفس السعر مثل Google Pixel 3؟ الكثير في الواقع، كمكبرات الصوت Dolby Stereo، شاشة 120Hz بتحديث عالي السرعة ودعم محتوى HDR، إضاءة مخصصة، الكثير من تحسينات الألعاب ووضع “تعزيز اللعب” الذي يمنحك قوة إضافية إذا كنت في حاجة إليها، سنتعرف على باقي التفاصيل في مراجعتنا هذه.

رغم أن التصميم لم يتغير كثيراً عن سابقه، إلا أنه يبدو بأفضل حال ممكنة، فاللوحة الخلفية أصبحت من الزجاج لتدعم الشحن اللاسلكي، كما أن جودة صناعته ما زالت متينة تماماً، وعلى الرغم من أن التصميم لا يتدرج تحت اسم “مدهش” فريداً بتلك الحواف المربعة الحادة إلا أن Razer نجحت في جعل مظهره يبدو مختلفاً عن كل الهواتف الحالية، وما يتميز به أيضاً هو شعار Razer ذو الإضاءة المتغيرة، وهو يدعم إمكانية تخصيص متى ولماذا وكيف يضيء ويتناسق مع ألوان قاعدة الشحن اللاسكي خاصته، كما أنه لا يُخدش بسهولة مثل Pixel 3 XL إلا أن الزجاج الخلفي زلق قليلاً ويمتص الكثير من البصمات.

إلا أن الشركة ذكرت أنه سيكون هنالك نسخة غير لامعة ولكنها ستحتفظ بالشحن اللاسلكي وستكون بسعة تخزين أكبر، أما أزرار الصوت وزر الطاقة/البصمة فتوجد في منتصف الجانبين وهو الأمر المريح في الوضع الأفقي ما يمنع الضغط عليه خطأً أثناء اللعب، كما جرى تحسين زر البصمة هذا العام ما جعله أكثر دقة من المحاولة الأولى، إنه أفضل بكثير من سابقه.

السبب الرئيسي لوجود هذا الهاتف هو أن يكون منصة للألعاب، وأول الأشياء التي تؤهل هاتف Razer Phone 2 لذلك هو شاشة QHD بتردد 120 هرتز والتي تدعم مجموعة ألوان واسعة لعرض محتوى HDR ومعدل تحديث عالي ينافس الكمبيوتر الشخصي بالإضافة لمكبرات صوت مذهلة موزعة أعلى وأسفل الشاشة تمنحك تجربة ممتازة، وبالطبع هيك الهاتف مضاد للماء والغبار.

أولت الشركة شاشة هاتفها المزيد من الاهتمام، فرفعت مستوى السطوع الأقصى إلى 645 nits  ما يجعلها ملائمةً للاستخدام خارجاً، لكنها لا تصل إلى إشراق هواتف LG G7 أو Galaxy S9، تظل شاشة LCD IGZO 5.7 واحدة من أكبر الميزات في Razer Phone لعدة أسباب، أهمها هو معدل التحديث المتغير مما يتيح لك التنقل بين معدلات التحديث المختلفة تبعاً لطريقة استخدامك للهاتف، فإن كنت تستخدمه للأعمال اليومية العادية أو تصفح مواقع التواصل يمكنك ضبط معدل التحديث على 60 HZ للحفاظ على البطارية، أما إن كنت تستخدم للغرض الذي صمم له -وهو الألعاب- عليك ضبط معدل التحديث إلى 120 HZ لدفع الشاشة إلى حدوده القصوة وخوض تجربةٍ سلسةٍ لا مثيل لها في عالم الهواتف الذكية.

تدعم الشاشة خاصية Ultramotion، وهي تقنية مشابهة لـ G-Sync من Nvidia تقوم بمزامنة عمل المعالج مع المعدل المتغير للشاشة لزيادة التوافقية لأعلى حد، وهو مزيج من العوامل جعلت لعب PUBG أكثر سلاسة وتفاعلاً مما هو عليه على الهواتف المنافسة الرئيسية.

تضمن دقة QHD وضوح وجمالية رائعة للنصوص والأيقونات كاملة، والرغم من أن اللون الأسود الذي تظهره شاشة LCD المستخدمة ليس بمستوى ما تمنحنا إياه شاشات AMOLED ولكنه جيد بما يكفي لإعطاء الشاشة نسبة تباين مناسبة فلا تبدو الألوان فاتحة أكثر من اللازم أو باهتة جداً، وهذا يمنح الصور المعروضة مظهراً واقعياً.

تقول الشركة أنها ملتزمة بنسبة العرض إلى الارتفاع الأساسية 16:9 لأنه ملائم لمعظم الأفلام، لكنه الأمر الذي جعل الهاتف يبدو قديماً مقارنة بالهواتف المنافسة، لكن في نفس الوقت تعطيك المزيد من المساحة لأصابعك وبالتالي المزيد من التحكم في حركاتك.

زودت الشكرة هاتفها بمعالج Snapdragon 845 مع 8 غيغابايت من ذاكرة الوصول العشوائي، مما مكنه من تحقيق أداءٍ استثنائي حتى ظهور هاتف Mate 20 Huawei الذي هزّ الساحة بأداء معالجة Kirin 980.

وبالحديث عن الأرقام -ونحن نعلم أن هواوي لم يكن سجلها الأنظف في اختبارات الأداء- فإن Mate 20 تفوق على Razer Phone 2 في كل من Geekbench و Antutu بهامش واضح، ومع ذلك فإن Razer Phone 2 حصل على أعلى الدرجات برصيد 8898 للنوى المتعددة و2424 للنواة الواحدة و285051 في اختبار AnTuTu 7 بعد Oppo Find X و OnePlus 6T و Mate 20 Pro.

أما بالنسبة لأداء الألعاب الفعلي، تتمتع كل هواتف SD 845 بأداءٍ سلسٍ، ولا يختلف هذا الهاتف عنها إلا بأنه يملك نظام تبريد خاص يسمح بانتشار الحرارة عبر الهاتف بشكل متساوي. ووفقاً لـ Razer فسيقلل هذا النظام حجم المناطق الساخنة في الهاتف مقارنة بأساليب التبريد التقليدية.

لكن الحقيقة هي أن هذا الهاتف سيصبح دافئاً قليلاً بعد فترة من الاستخدام بلا شك، حتى أكثر من Mate 20 Pro و OnePlus 6T مع كون الأخير يحوي يملك المواصفات الداخلية.

مع ذلك، سيبقى اللعب مريحاً دون إزعاج ٍحتى بعد فترات طويلة، فبعد اختبار الكثير من الألعاب مثل Monster Hunter و Injustice 2 و Shadowgun Legends و Skull Girls و Unkilled وبالطبع PUBG و Fortnite وقضاء ساعات في اللعب، لا يبقى الهاتف لطيف الحرارة فقط، بل مريحاً للاستماع إليه والاستمتاع به أكثر.

لا يتفوق Razer Phone 2 على سلفه بكل الجوانب، فعند الاتصال بالشبكة كانت سرعات نقل هاتف Razer أعلى من Razer Phone 2 بهامش كبير، لكن وبشكل عام لا تزال النسخة الجديدة ذات أداء جيد جداً، وظل الاتصال صامدًا حتى عند مسافة بعيدة.

يدعم الهاتف جميع نطاقات LTE الهامة والمستخدمة في معظم البلدان، كما يوفر جميع تقنيات اتصال الشبكات الاخرى ويوفر Snapdragon 845 سرعات تنزيل تصل إلى 1.2 غيغابت في الثانية، ويوجد بلوتوث 5.0 وNFC لكنه لا يدعم الراديو.

بفضل خاصية تثبيت الصورة البصرية OIS وفتحة عريضة f/1.75 استطاعت الكاميرا الخلفية المزدوجة بدقة 12 ميغابكسل التقاط صور محترمة حتى في ظروف الإضاءة السيئة، فهي مدعّمة بضوئي فلاش لضمان جودة ظروف الإضاءة الطبيعية ويعملان أيضاً كمصباحين قويين.

كما كانت مقاطع الفيديو على قدر جيد من الاضاءة حتى عند تصويرها في أماكن مغلقة وبضوء خافت إلى حد ما، لكن للأسف عانت ميزة التركيز في هذه الظروف، كما أن الكاميرا الأمامية قادرة على تسجيل مقاطع الفيديو بدقة عالية، والكاميرا الخلفية قادرة على التصوير بدقة 4K.

أجهزة الاستشعار والحساسات مصنوعة من قبل شركة سوني، والعدسة الثانوية مقربة بفتحة f/2.6، كما تستخدم كلتا العدستين للتصوير بنمط البورتريه.

عند استخدام الكاميرا الأمامية بدقة 8 ميغابكسل وفتحة f/2.0 يتم الانتقال لوضع البورتريه تلقائياً وقد كانت النتائج مثيرة للإعجاب وقابلة للمقارنة مع الهواتف الذكية الأخرى عالية المستوى، فالألوان عموماً طبيعية جداً.

مقارنةً بكاميرات الهواتف الذكية الأخرى عالية المستوى يصمد هذا الهاتف بفضل تركيزه الدقيق للغاية، فكانت التفاصيل واضحة جداً وصافية حتى عند التكبير.

فيما يلي بعض الصور الملتقطة كاميرا هاتف Razer Phone 2:

يستخدم الهاتف نظام Android 8.1 بمُشغل Nova Launcher كواجهة مستخدم افتراضية وبعض تخصيصات Razer المفيدة لتحسين تجربة الألعاب، ورغم أنه إصدار العام الماضي من نظام التشغيل إلا أنه ما زال يدعم جميع التطبيقات والخدمات التي كنت ستحصل عليها في Android Pie وبالطبع سيكون هنالك إمكانية للترقية.

الرائع في Nova Launcher هو إمكانية تعديل عدد كبير من المكونات لتخصيص هاتفك. على سبيل المثال يتم تعيين عدد التطبيقات في الشاشة من اثنين إلى 12 تطبيقاً بالعرض أو بالطول، ويمكن تعديل شريط التطبيقات بطريقة مماثلة، وأيضاً إنشاء اختصارات للإيماءات واستخدامها لتشغيل التطبيقات أو الإعدادات أو التفاعل مع عناصر واجهة المستخدم.

يحتوي الهاتف ثلاث تطبيقات لمساعدتك على تحقيق أقصى استفادة من الألعاب، وهي: Chroma وCortex وTheme Store.

بدايةُ فإن Chroma هو مركز التحكم الكامل بشعار الشركة المضيء على ظهر الهاتف وتخصيصه بأشكال عدة، أما Cortex فيرتبط بشكل مباشر أكثر بالألعاب مع ثلاثة عناصر أساسية وهي Featured- حيث يمكنك تصفح الألعاب التي يوصيك بها الهاتف، وLibrary- وهي منطقة تجمع ألعابك المثبتة، وgame booster.

يُعد العنصر الثالث مقوي الألعاب وهو المكان المناسب لتغيير وضع إدارة الطاقة وتعديله حسب الاستخدام، وتخصيص إعدادات معينة لكل لعبة ورفع سرعة المعالج حتى أقصى حد.

وأخيراً يُعد متجر الثيمات وسيلة سريعة لإضفاء مظهر جذاب على الهاتف مع توفر الكثير من موضوعات الألعاب أو الشركة نفسها، وباختصار لا يوجد أي شيء في واجهة المستخدم أو برنامج الهاتف سيجعلك تشكو، فهو بسيط ومستقر وقابل للتعديل ومليء بخيرات التخصيص للألعاب.

تتفوق البطارية العملاقة بسعة 4000 ميللي أمبير لهذه النسخة من الهاتف عن سابقه حيث أن عمر البطارية أفضل بشكل ملحوظ، فمع الاستخدام المعتدل الذي يشمل النشاطات اليومية مع جلسة PUBG وتصفح ويب منتظم وبمعدل تحديث عند حوالي 60 هرتز ستتمكن من الحصول على حوالي يوم ونصف من المتعةِ المطلقة.

على الرغم من هذا كان الحد الأقصى لدرجة سطوع الشاشة في ظروف الاختبار ضعيفاً- أسوأ من معظم الهواتف الرائدة الأخرى في السوق، ففيديو مدته 90 دقيقة سيهبط بالبطارية إلى 70٪ مقارنةً مع OnePlus 6T بعد نفس الاختبار بالضبط وصل إلى 90 ٪ فقط.

الهاتف أفضل من هاتف Razer الأصلي من حيث خيارات الشحن أيضاً، فهو يدعم الشحن اللاسلكي Qi مع خاصية Quickcharge 5. وتوفر لك الشركة وضع توفير طاقةٍ لمحسّن لمساعدة الهاتف في الصمود لوقتٍ أطول.

يتوفر الهاتف بلونين، الأسود العاكس والمخملي الداكن، ويمكنك شراءه من الوقع الرسمي لقاء 800 دولار.