جوجل تعرف عنك كل شيء..والآن جاء دورك لتعرف جوجل
5 د
جوجل، ذاك الموقع الخفيف على المتصفح، الأسرع عند فتحه، الكبير في ذاته، من منا لم يستخدمه يومًا بل السؤال الأصح يكون من منا لا يستخدمه يوميًا، لا يتلخص جوجل في محرك البحث فقط، صحيح قد بدأت الشركة بهذا ولكنها اليوم الكثير.. الكثير من الخدمات، من المنطقي والمعروف أنك ما دمت تستخدم جوجل أو غيره من محركات البحث فهو قد يعرف عنك بعض الأشياء يستنتجها من خلال تحليل ما تهتم به عن طريق تحليل ما تبحث عنه.
هل هذا يعني أن جوجل تعرف كل شيء عن مستخدميها؟..حسنًا هيا لنرى
ما الذي تعرفه جوجل عنا؟
بفضل كثرة خدماته وآلياته لجمع البيانات، فإن عملاق التكنولوجيا جوجل يعرف عنا التالي:
- تفضيلاتنا واهتماماتنا
- موقعنا بل (مواقعنا جميعًا)
- سجل بحثنا على المحرك بالكامل
- جهات اتصالنا
- محادثاتنا على بريده الإلكتروني
- سجل مشاهداتنا على اليوتيوب
ولكن ما هو السبب وراء حاجة جوجل لمعرفة كل تلك المعلومات الشخصية عنا؟ تأتي الإجابة على هيئة كلمة واحدة وهي الإعلانات.. مصدر الدخل الرئيسي والأساسي لجوجل، لترى إعلانات مناسبة لشخصك وتحتوي على ما تهتم به يجب على جوجل تجميع المعلومات عنك والإلمام بما تحب حتى توفره لك، إذًا فلا تتفاجأ إذا كانت جوجل تعرف عنك أكثر مما تعرفه أنت عن نفسك.
توجد قاعدة تقول “إذا لم تدفع من أجل السلعة فتأكد أنك أنت السلعة”، فالعالم اليوم موحش لا يوجد فيه شيء مجاني، فالخدمات التي تستخدمها في حياتك اليومية ويُهيئ لك أنها مجانية..هي ليست مجانية ولكنك تدفع سعرها بمعلوماتك التي تدخلها عليها وبالأبحاث التي تجريبها عليها وبالصور التي ترفعها عليها وتطول القائمة لتشمل كل نشاطك على الانترنت.
أذًا الدفع بمعلوماتنا هو أمر حتمي ولكن ما الذي يمكننا فعله؟ صحيح أنك يجب أن تدفع ولكن من جهة أخرى يجب عليك الوصول للصورة الكبرى لما يحدث أثناء استخدامك لجوجل للبحث عن شيء ما أو استخدامك لإحدى خدماته وهذا هو ما سنفعله اليوم.
كيف تعمل إعلانات جوجل؟
تقديم إعلانات تهمك هو هدف جوجل الرئيسي والذي يتمحور حوله كل ما يفعله ذلك العملاق، يمكنك التحكم بالإعلانات التي تظهر لك من خلال Google/Settings/Ads، كما ويمكنك إيقاف الإعلانات التي تظهر بناءً على أبحاثك التي تجريها. ولكن تذكر ستظهر لك الإعلانات في جميع الأحوال ورُبما كان من الأفضل أن تشاهد إعلانات لأشياء تحبها وتفضلها عن أشياء أخرى تضايقك ولا علاقة لها بك.
ومع ذلك إذا كنت تعتبر أن نظام الإعلانات الحديث فضولي ومزعج، يمكنك دومًا تصعيب الأمر عليهم ولكن في حالة انسحابك من الإعلانات الموجهة لك بناءً على نتائج بحثك:
- ستستمر الإعلانات في الظهور
- ستكون الإعلانات أقل أهمية بالنسبة لك
- لا يمكن للمعلنين الاستفادة من زيارتك لمواقعهم بتخصيص عناوينهم وكلماتهم الافتتاحية لتناسب أعلى مستوى من اهتماماتك(search remarketing)
الخبر السار هو أن تتبع جوجل شفاف إلى حدٍ ما، فقط توجه إلى Google History وشاهد سجل بحثك على جوجل، هنا تجد كل ما بحثت عنه على جوجل من أجهزتك التي سبق وسجلت فيها باستخدام نفس البريد الإلكتروني، لا تقلق إن تفاجأت من عمليات بحثك السابقة، فقد حدث ذلك لي أيضًا.
يمكنك أيضا حذف عمليات البحث واحدة تلو الأخرى بعد تحديدها. بالضغط على زر ‘حذف’ في الزاوية اليمنى العليا، سوف يتم عرض هذه الرسالة:
كل شيء يدور حول الإعلانات!
ستظل جوجل تتبعك وتتبع بحثك في الحالتين إذا كنت تستخدم بريدها الإلكتروني أم لا، ولكن كيف تفعل جوجل ذلك؟
يتم ذلك عن طريق تتبع cookies المتصفح بالإضافة إلى خدمات AdSense و Google Analytics، بإمكان تلك الخدمات معرفة المواقع التي تزورها و عدد المرات التي تمت زيارتها، كم من الوقت الذي تقضيه هناك وكيف تتفاعل مع محتوى تلك المواقع إلخ..
إذا كنت تعتقد أن هذا هو كل شيء تعرفه عنك جوجل، فأنت على خطأ! الإعلانات الموجهة لك لديها العديد من الاحتياجات ومعرفة الموقع الجغرافي الخاص بك هو أحدها.
كيف يعمل سجل المواقع الخاص بجوجل؟
أولًا، توجه إلى Location History. هنا تسجل جميع المواقع التي زُرتها، ومن غير الداعي للذكر أن هذه المواقع يتم تسجيلها باستخدام نظام تحديد المواقع في هاتفك، وكما ترى يطلب منك إدخال مكان منزلك ومكان عملك، ولكن إذا كنت مكانك..سأفكر مرتين ومن ثم أفكر عدة مرات أخرى قبل أن أضع مكان منزلي وعملي على الانترنت، تذكر مادامت على الإنترنت فأي شخص -مخترق مثلًا- يستطيع الوصول إليها.
الخصوصية على الإنترنت كذبة قالها المختصون ليخدعوا بها الحمقى من المستخدمين.
Google Dashboard
توجه إلى Google Dashboard. هنا تجد قائمة بما تعرفه جوجل عنك بالإحصائيات والأرقام، تتضمن عدد هواتفك الذكية العاملة بنظام أندرويد، عدد جهات إتصالك وعدد محادثاتك على البريد الإلتكروني، عدد صورك في Google photos وعدد ملفاتك في google drive، عدد التطبيقات المحملة من متجر التطبيقات وغيرها من البيانات والإحصائيات.
الشيء الجيد أنه يمكنك السماح لجوجل بإرسال نشاطات حسابك بصورة شهرية إليك وهذا عن طريق تفعيل الاختيار الموضح في الصورة، وبهذا تتابع حسابك بصورة دورية وإذا لاحظت شيء غريب فأنصحك بتغيير كلمة مرورك ومعلومات الأمان.
تطبيقاتك وصلاحياتها على البريد الإلكتروني
توجه إلى Security Permissions. هنا تجد جميع التطبيقات المرتبطة بإيميلك والحاصلة على صلاحيات الوصول إلى جهات إتصالك وتقويمك وبريدك ذاته وغيره من الخدمات المرتبطة بجوجل.
نصيحة:
إذا وجدت تطبيق الـ True caller موجود في هذه القائمة فأزله فورًا، حيث يصل التطبيق إلى الكثير من معلوماتك الشخصية منها عمرك واسمك ولغتك، بريدك الإلكتروني، جهات اتصالك وغيره.
جوجل و سجل مشاهداتك على يوتيوب
تقوم جوجل بتتبع عمليات البحث على موقع يوتيوب لتحلل ما تشاهده وتوفر بناءً عليه إعلانات مناسبة لك، توجه إلى YouTube Search History. لترى جميع ما بحثت عنه، كما ويمكنك حذفه إذا أردت.
الحصول على معلوماتك من جوجل
تسمح لك جوجل بتحميل معلوماتك الشخصية المرتبطة ببريدك والمسجلة عندهم على هيئة ملف مضغوط، قم بالتوجه إلى Google Takeout ثم اختر المعلومات التي تريد تحميلها والمقسمة على حسب البرنامج.
المعلومات التي تعرفها جوجل عن كل فرد من مستخدميها مثيرة للصدمة بشكل كبير حتى لمن يتوقعها، بداية من إهتماماتنا البسيطة و الفيديوهات التي تعجبنا و انتهاءً بجهات إتصالنا و أماكننا… جوجل تعرف عنا كل شيء.
هل هناك مصالح جانبية أُخرى بجانب الإعلانات والإستفادة؟ هل تستخدم جوجل معلوماتنا فيما يضرنا؟ هل توجد أعمال أخرى تجري تحت الطاولة تكون أساسها بياناتنا ومعلوماتنا؟ لا أحد يعرف.. ولكن الناس يحبون نظريات المؤامرة، وجوجل موضوع جيد ومثير لمناقشتها.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.