🎞️ Netflix

هل اقتربت أجهزة اللابتوب المخصصة للألعاب من استبدال الحواسيب المكتبية الخارقة؟

أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين

6 د

"الكمبيوترات المحمولة أم الحواسيب المكتبية؟"، سؤالٌ تقنيُّ أزلي ينقسم الجميع عليه، لا سيّما مع التقدم التكنولوجي المتسارع الذي نحظى به في عصرنا المجنون هذا. كل جهاز يتفوق على الآخر في شيء معين، ولأن أوجه المقارنة بينها كثيرة، قررنا أن نأخذ من ألعاب الفيديو عاملًا مشتركًا ونسأل سؤالًا ننطلق منه إلى مقارنة مفيدة، والسؤال هو: "هل الحواسيب المحمولة المخصصة للألعاب قادرة على أن تحل محل الحواسيب المكتبية الخارقة؟".

ما يجعل هذا السؤال مهمًا من وجهة نظري المتواضعة، والسبب في أنني اخترت الغيمنغ ليكون العامل المشترك، هو أنه لطالما سيطرت الحواسيب المكتبية وهيمنت على الحواسيب المحمولة في هذا الجانب، ولكن مع تقدم التكنولوجيا يرى البعض أن الموازين قد اختلفت؛ فأجهزة اللابتوب أصبحت أقل سعرًا وأكثر وفرةً، والأهم من ذلك أن إمكانيات الهاردوير الخاصة بها تطورت.

ولأن ألعاب الفيديو كانت وما تزال تُمثل اختبارًا حقيقيًا للأجهزة التقنية، وخصوصًا مع ظهور أجهزة الجيل الجديد من المنصات المنزلية مثل PS5 وXbox Series X|S، فأنا أرى أنها فكرة سديدة لجعلها حكمًا في مباراة اليوم، وللمرة الأخيرة نسأل: هل أجهزة اللابتوب المخصصة للألعاب قادرة على الحلول محل الحواسيب المكتبية الخارقة؟


الأداء: تشابه المسميات لا يقلص الفروق

لنحسم الجدل دون مقدمات طويلة ونبدأ بوجه المقارنة الأهم.. الأداء. في السابق، كان من السهل أن نلاحظ الفرق في الأداء بين أجهزة الكمبيوتر المكتبية وأجهزة اللابتوب، الأول عادة ما كان يفوز بجدارة، ولكن الأمر الآن عصي، خصوصًا على غير المختصين وذوي النظرات العاجلة، وهم معذورون في ذلك؛ إذ إن التطور التقني الذي حلَّ بأجهزة اللابتوب جعلها مقاربة تمامًا في الأداء للحواسيب المكتبية.

قد يعتقد الكثيرون أنه إذا اشترك الطرفان في الإمكانيات، لنقل مثلًا معالج AMD Ryzen 7 بطاقة رسوم RTX 3080، فإنهما سيحققان نفس النتائج المرجوة، ولكن هذا ليس صحيحًا؛ فالحواسيب المكتبية عادة ما تتفوق، وليس فقط في مجال ألعاب الفيديو، ولكن في غيرها من المهام التي تتطلب من الأجهزة التقنية أن تبذل قصارى جهدها مثل تصميم الفيديوهات والصور ثلاثية الأبعاد والتعدين وغيرها، لماذا؟

لأنه في مثال الـRTX 3080 سنجد أن نسخة الحواسيب الشخصية منه تحتوي على أنوية كودا CUDA Cores أكثر ووحدات RT أكثر، وبالتالي ستقدّم أداءً أفضل من نفس معالج الرسوميات في أجهزة اللابتوب مثلًا. ونفس الشيء ينطبق على الكثير من المعالجات وكروت الشاشة الأخرى.

إذًا الخلاصة في هذه المسألة أن الحواسيب الشخصية تتفوق على أجهزة اللابتوب في الأداء لأنها أكبر حجمًا وسهلة التخصيص، وهذا يسمح لها باحتواء بطاقات رسوم أقوى ومعالجات أسرع، بل ورامات أكثر، ولا ننسى أنظمة التبريد التي يتغافل الكثير عنها أحيانًا -كما كنا سنفعل توًا- وغيرها من العوامل الأخرى التي تصب في مصلحة الـ PC.

ولكن سأخبرك شيئًا: هذه المقارنة لا تعني أنك يجب أن تختار الحاسب الشخصي دون تفكير، فهناك المزيد من أوجه المقارنة القادمة في مقالتنا، بالإضافة إلى أن الأمر يعتمد على تفضيلك الشخصي في النهاية، بمعنى أنك إذا أردت أن تلعب Spider-Man: Miles Morales مثلًا بأعلى إعدادات وبتقنية تتبع الأشعة فصحيح أن الـ PC سيكون أفضل لك من ناحية الأداء، ولكن إذا كنت ستتخلى عن الجودة قليلًا، فلما لا تُجرب اللابتوب؟


المرونة والتخصيص: لا مجال للمقارنة بين هذا وذاك

ما نقصده بالمرونة هنا شيئان: سهولة النقل والتخصيص. أما الأولى، فلا شك أن أجهزة الحواسيب المحمولة تتفوق فيها؛ فهي من اسمها تقول لك "احملني"، وسنغض النظر عن الحواسيب الشخصية المحمولة أو Mini PCs لأنها غير متوفرة مثل أجهزة اللابتوب، كما أنها تواجه نفس مشاكل اللابتوب تقريبًا، وأعتقد أننا لا نحتاج إلى ذكر مدى محدودية حركة أجهزة الحواسيب المكتبية التقليدية.

أما التخصيص، فالعكس تمامًا هو الصحيح؛ أجهزة اللابتوب مُنغلقة على نفسها -وهذا أحد أكثر عيوبها وضوحًا ويُسبب مشاكل كثيرة متعلقة بالحرارة وغيرها- ولا تحب أن يقتحم أحد خصوصيتها، على الجانب الآخر نجد أن كيسة الحواسيب المكتبية يمكنها أن تُصبح بمثابة المأوى لبعض الكائنات الحية كالقطط أو حتى الكلاب الصغيرة، حجمها كبير يا رجل ومن العيب أن نقارن مرونتها وإمكانية تخصيصها باللابتوب!

شخصيًا كنت -وما زلت- أعدّل في كيسة حاسوبي المكتبي بكل سهولة ولا أخشى أن أُخرّب فيه شيئًا، أما اللابتوب فأتعامل معه كقطعةٍ جامدة لا أجرؤ على وضع مِفَك فيها، وأعتقد أن الكثيرين كذلك، وإن كنت لا تصدقني فما هو السؤال الذي تطرحه على البائع عندما تقدم على شراء لابتوب أو حتى هاتف محمول؟ أليس "هل فُتِحَ هذا الجهاز من قبل؟"!


القيمة مقابل السعر: مجال الاستخدام هو رأس الحربة

لنقل إن شخصًا معه 1,000 دولار ويريد أن يشتري جهازًا يمده بأفضل أداء تقني ممكن مقابل المبلغ الذي سيدفعه، برأيك أي الخيارين أفضل: اللابتوب أم الحاسوب المكتبي؟ الأمر هنا لا يعتمد على شيء ما، فعلى الرغم من أن كليهما سيأتيان بأداء تقني قوي، إلا أن الحاسوب المكتبي سيكون أسرع وأفضل أداءً لا محالة، وهذا للأسباب التي تناولناها في فقرة الأداء.

الخلاصة في هذه الجزئية أنه يجب عليك ألا تُعوّل كثيرًا على أجهزة اللابتوب في ألعاب الفيديو إذا كان أمامك خيار آخر يتمثل في حاسوب مكتبي بنفس السعر. إذا كنت تريد أن تلعب بأفضل أداء ممكن، فلا تتطلع سوى لألعاب في مستوى Overwatch 2 وRocket League، أما إذا كنت تريد أن تستمتع بـ Cyberpunk 2077 أو بـ Hogwarts Legacy على لابتوب بأعلى إعدادات ممكنة، فاستعد لكي تُنفق الغالي والنفيس!


أوجه مقارنة أخرى لا تأخذ حقها

ماذا عن الحرارة واستهلاك الطاقة، وأيضًا الأصوات المزعجة التي تنجم عن مروحة التبريد أو غيرها؟ بالنسبة لاستهلاك الطاقة فلا يخفى على أحد أن أجهزة اللابتوب لا تحتاج إلى قدر الطاقة الذي تحتاجه أجهزة الحواسيب الشخصية. تلك الأجهزة العملاقة الأخيرة تحتاج إلى طاقة قد تصل إلى 1,000 واط، في حين أن اللابتوب لا يحتاج سوى إلى 200-300 واط في حالة الاستهلاك الشديد.

إذًا، فأجهزة الحواسيب المكتبية تحتاج طاقة أكبر وحرارتها أعلى من الحواسيب المحمولة، وهذا يُفسر قوة أداء الحواسيب المكتبية، كما أنه أيضًا يُفسر الإزعاج الذي قد ينجم عنها. ولكن لا ننسى أننا نستطيع أن نركّب أكثر من مروحة تبريد في الحواسيب الشخصية، على عكس محدودية اللابتوب التي لا تسمح لنا بذلك نظرًا لحاجة مروحة التبريد إلى مساحة كبيرة لا توجد في اللابتوب.

ذو صلة

إذًا، فخلاصة هذه الجزئية أن أجهزة اللابتوب تحتاج إلى طاقة أقل، ولكن تصعب السيطرة على ارتفاع درجة حرارتها مقارنة بالحواسيب المكتبية، كما أنها تكون أقل إزعاجًا من ضوضاء كيسة الحاسوب المكتبي، ولكن ليس في كل الحالات.

خلاصة المقالة، وجوابًا على السؤال الذي طرحناه في البداية، والذي كان عمّا إذا كانت أجهزة اللابتوب المخصصة للألعاب ستحل محل الحواسيب الشخصية القوية أم لا، فالإجابة هي: ليس الآن! من الممكن أن يحدث هذا في المستقبل خصوصًا مع التطور التقني الذي نعايشه، ولكن في الوقت الراهن، فلا تعتمد على اللابتوب إلا إذا كنت تتنقل كثيرًا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة