جوجل ستضيف خيار “وضع الذكاء الاصطناعي” إلى محرك البحث!

في خطوة جديدة تُظهر طموحها لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، تعمل شركة جوجل على تطوير خاصية مبتكرة أُطلق عليها اسم "وضع الذكاء الاصطناعي". وتهدف هذه الميزة إلى إحداث نقلة نوعية في الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع محرك البحث. ووفقًا لتقرير صادر عن موقع The Information، سيتمكن المستخدمون قريبًا من التبديل بسهولة إلى هذا الوضع من خلال خيار يظهر في أعلى صفحة نتائج البحث، مما يوفر واجهة تفاعلية تُشبه كثيرًا تجربة روبوت الدردشة "Gemini AI" الذي أطلقته الشركة مؤخرًا.

ما يميز هذا الوضع الجديد هو التبويب الذي سيتم إضافته إلى يسار قائمة التبويبات التقليدية مثل "الكل"، و"الصور"، و"الفيديوهات"، و"التسوق". عند استخدام وضع الذكاء الاصطناعي، ستعرض جوجل إجابات تفاعلية متبوعة بروابط لمواقع ذات صلة بالإجابة. اللافت للنظر أيضًا هو وجود شريط بحث أسفل الإجابة التفاعلية، يُشجّع المستخدم على طرح المزيد من الأسئلة أو الاستفسارات. هذا التصميم يعكس بوضوح التزام جوجل بتقديم تجربة بحث أكثر شمولاً وسلاسة.

رغم أن التكنولوجيا تتطور بسرعة مذهلة، إلا أن هذه الخطوة تحمل في طياتها تساؤلات مثيرة حول مستقبل البحث. الرئيس التنفيذي لجوجل، سوندار بيتشاي، كان قد أشار مؤخرًا إلى أن محرك البحث سيشهد تغييرات جذرية بحلول عام 2025، وهو تصريح يعكس رؤية الشركة الطموحة لإعادة تشكيل مفهوم البحث الإلكتروني. لكن ما يثير الفضول حقًا هو ما إذا كانت هذه الميزة ستنجح في تقديم تجربة أكثر "إنسانية" للمستخدم، حيث تُلبي حاجته ليس فقط للمعلومات، بل أيضًا للتفاعل الذكي.

تأتي خطوة جوجل في وقت حساس للغاية، حيث تتزايد المنافسة مع شركات أخرى مثل OpenAI، التي أعلنت مؤخرًا عن توفير ميزة البحث لجميع مستخدمي ChatGPT. من الجدير بالذكر أن جوجل كانت قد أطلقت ملخصات بحث تعتمد على الذكاء الاصطناعي لبعض الاستفسارات، ووسعت نطاقها في أكتوبر الماضي لتشمل عدة دول. ومع ذلك، يبدو أن هذه الخطوة الجديدة تهدف إلى تعزيز مكانتها بشكل أكبر في سوق الذكاء الاصطناعي سريع التغير.

يبقى السؤال الأساسي: هل ستغير هذه الميزة الطريقة التي نفكر بها بشأن البحث؟ بالنسبة للكثيرين، البحث ليس مجرد وسيلة للوصول إلى المعلومة، بل تجربة تحمل بُعدًا شخصيًا. وإذا نجحت جوجل في الجمع بين الذكاء الاصطناعي واللمسة الإنسانية، فقد نكون أمام نقطة تحول جديدة في علاقتنا مع التكنولوجيا.