كيف قادت Epic Games معركة ضد جوجل وأبل؟.. هل يمكن أن تنتصر الشركات الصغيرة؟

هزار محمود
هزار محمود

5 د

هل يمكن للصغار أن يتغلبوا على العمالقة في عصر التكنولوجيا المتطور؟ في قلب الأضواء الساطعة لصناعة التكنولوجيا، تتجه الأنظار إلى معركة غير مسبوقة تهز أسس هذه الصناعة. Epic Games، الشركة المعروفة بابتكاراتها في عالم الألعاب، تقف صامدة في مواجهة عمالقة التكنولوجيا جوجل وأبل.

هذا الصراع ليس مجرد نزاع قانوني عادي، بل هو تحدٍ للهيمنة السوقية التي يتمتع بها هذان العملاقان. ما هي الدوافع وراء هذه المواجهة المثيرة؟ وكيف يمكن أن تؤثر نتائجها على مستقبل الابتكار والحرية في عالم التكنولوجيا؟ اكتشفوا معنا تفاصيل هذه القصة المشوقة، حيث تتكشف أبعاد جديدة في معركة العمالقة التي قد تغير قواعد اللعبة في سوق التكنولوجيا العالمية.


صراع العمالقة.. Epic Games تتحدى سياسات جوجل وأبل الاحتكارية في سوق التكنولوجيا

نشأ الصراع بين Epic Games وجوجل وأبل بسبب ما تعتبره Epic Games سياسات احتكارية من قبل جوجل وأبل، والتي تؤثر بشكل كبير على سوق التكنولوجيا والتطبيقات. فجوجل وأبل هما من الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، ولديهما تأثير واسع في السوق بفضل خدماتهما المتنوعة مثل الخرائط والبريد الإلكتروني وغيرها. ومع ذلك، ترى بعض شركات تطوير الألعاب أن هذه الهيمنة تشكل نوعاً من الاحتكار غير القانوني للسوق.

Epic Games، بقيادة الرئيس التنفيذي تيم سويني، بدأت حملة ضد جوجل وأبل اعتراضاً على ما تعتبره سياسات احتكارية. المشكلة الأساسية التي طرحتها Epic Games تتعلق بسيطرة جوجل وأبل على توزيع التطبيقات وفرض رسوم على الخدمات داخل التطبيقات، بالإضافة إلى أخذ نسبة كبيرة من إيرادات مطوري الألعاب والتطبيقات. تصل هذه النسبة إلى 30% من جميع المعاملات الرقمية داخل التطبيقات.

أيضاً، تشير Epic Games إلى أن مطوري التطبيقات مجبرون على استخدام متاجر التطبيقات التابعة لـ جوجل وأبل لتحقيق الأرباح، ولا يُسمح لهم بامتلاك متاجر تطبيقات خاصة بهم. هذا يعكس الحجم الهائل للإيرادات التي تتحكم فيها هاتان الشركتان، حيث تقدر الإيرادات السنوية التي تمر عبر متجري التطبيقات بحوالي 42 مليار دولار على منصة Android وحوالي 100 مليار دولار على منصة أبل.

باختصار، تتهم Epic Games شركتي جوجل وأبل بفرض سيطرة احتكارية على سوق التطبيقات، مما يؤثر على حرية وأرباح مطوري التطبيقات والألعاب. هذه المسألة تشكل جزءاً من نقاش أوسع حول ممارسات السوق الاحتكارية في الصناعة التكنولوجية وتأثيرها على الابتكار والتنافس.


كيف بدأت المواجهة؟

بدأت المواجهة حينما قامت شركة Epic بكل جرأة بإبتكار طريقة  لدفع اللاعبين المشتركين في لعبتها Fortnite متجاوزة طريقة الدفع الاعتيادية عبر جوجل وأبل هذا الأمر آثار غضب كل منهما حيث قاموا بحذف اللعبة من متجري التطبيقات app store و Google play مدعيين إنها تخالف قوانين المتجرين. هنا بدأت Epic حملتها حيث نشرت فيديو سخرية من أبل شبيه بالفيديو الذي أطلقته أبل عام 1984 ضد احتكار IBM للسوق في ذلك الوقت. 

فيديو يوتيوب

 حيث أعادت Epic نشر مثل هذا الفيديو بسبب احتكار أبل للسوق في الوقت الحالي، وطالبت Epic من المشتركين في لعبتها Fortnite الوقوف والتعاطف معها بالإضافة إلى طلبها منهم  نشر هاشتاغ #free fortinet على مواقع التواصل الإجتماعي. مدعية إن كل من جوجل وأبل تضع حواجز بينهم وبين لعبتهم المفضلة على ios و android. 

لم تكتفي Epic بذلك حيث رفعت دعوى قضائية ضد أبل لكنها خسرتها، فازداد الاستياء من جوجل وأبل بسبب سيطرتها على السوق، لكن على الرغم من خسارة Epic  ضد أبل في 2021، إلا أنها حققت فوزا مثيرا للاهتمام ضد Google في قضية تشابه قضيتها مع آبل من كل النواحي.  حيث رفعت قضية أخرى ضد جوجل بسبب سياسة السيطرة غير القانونية على السوق حسب ماادعت Epic والمماثلة لسياسة  apple لكن المفاجأة هنا  كانت في انتصار Epic في قضيتها التي رفعتها ضد google بعد معركة قانونية استمرت ثلاث سنوات والمشابهة لقضيتها ضد apple في كل الجوانب. 


لماذا خسرت Epic قضيتها ضد أبل وفازت ضد جوجل؟

بعد عدة أسابيع من الصراع في المحاكم بين جوجل و Epic حكمت هيئة المحلفين لصالح  صانع لعبة Fortnite. حيث قالت المحكمة إن جوجل احتكرت متجر التطبيقات بشكل غير قانوني وإنها تحتكر توزيع التطبيقات وفوترة الخدمات داخل التطبيقات. 

ادعت Epic إن جوجل أقامت صفقات كبيرة مع الشركات التي تصنع الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام أندرويد حتى تقوم هذه الشركات باستبعاد التطبيقات الأخرى من الأجهزة التي تصنعها، بالإضافة إلى صفقتها مع شركة سامسونج لجعل جوجل بلاي المتجر الإفتراضي على أجهزة الشركة، لذلك رأت هيئة المحلفين إن جوجل تحتكر أجهزة أندرويد.

لكن في شركة أبل نظام ios يتم استخدامه فقط من قبل شركة أبل لذلك بالنسبة لها لا يتعلق الأمر بالتطبيقات فكان قرار المحكمة مغاير لقرارها مع جوجل. لكن الجانب الجميل هو استجابة أبل لخفض نسبة الربح إلى 15% أي النصف تماما لجميع التطبيقات التي تحقق أقل من مليون دولار سنوياً. 


القرارات التي أتخذتها المحكمة ضد Google

حسب قانون شيرمان الصادر 2 يوليو عام 1890 الذي ينص على منع وحظر سلوكيات الاحتكار :

  •  إن جوجل بالفعل تفرض سيطرتها على السوق بشكل غير قانوني. 
  • إن Epic والشركات الأخرى (صانعي الألعاب) قد تضرروا  بشكل فعلي من هيمنة جوجل واحتكارها للسوق. 
  • إن جوجل أقامت صفقات كبيرة  الشركات المصنعة للأجهزة الذكية بطريقة مناهضة للمنافسة.

الناحية الإيجابية من هذا الصراع!

قد تقدم الشركات الكبيرة تخفيضات على نسبة أرباحها،  أو يقدمون تنازلات بسيطة لتحسين جو التنافس بينهم. لننظر إلى الأسواق الكبيرة وأوضح مثال هو Spotify. فعندما يقوم المشتركين بالتسجيل في spotify على أجهزة ios، تسيطر آبل على 30% من إيرادات كل مشترك، وتدفع spotify 30 دولار ضريبة لآبل و70 % للمبدعين في حال كانت إيراداتها  100 دولار، مما يجعل أرباح هذه الشركة أقل ويؤثر على أرباحها بشكل كبير ويظهر الاحتكار الواضح لآبل. 

إن هذه الضريبة المفروضة على مطوري الألعاب من قبل كل من جوجل وأبل والتي تقدر بنسبة 30% على أرباحهم  تضيق دائرة التنافس في السوق وتثير القلق عند المطورين. 

ذو صلة

ولكن هل هذا قانوني؟ 

في الولايات المتحدة الأمريكية يعد الشركة السوق أمرًا قانونيًّا، لكن من غير القانوني أن تكون هذه المنافسة ضارة في السوق ومسيطرة بشكل يؤثر بصورة واضحة على الشركات الأخرى ويفرض السيطرة بشكل غير عادل. 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة