تريند 🔥

📱هواتف

لماذا أسعار أجهزة آبل أغلى من غيرها دوماً🤔؟ نظرة تحليلية في الأسباب التي تدفع الناس لإنفاق ثروة على المنتجات

لماذا أسعار ابل مرتفعة
مصطفى الجبر
مصطفى الجبر

7 د

لربما شعرت برغبة جامحة لشراء شيء فخم ومبهر في مرحلة ما في حياتك، لكنّ هذه الرغبة تلاشت بشكل كبير بعد رؤيتك لسعر هذا الشيء. كلنا على الأقل تعرض لموقف مشابه على الأقل مرة في حياته، ولربما لمرات بسبب الظروف الاقتصادية التي تمرّ بها معظم الدول التي نعيش فيها حالياً، وخصوصاً عندما نرغب في اقتناء منتج تقني ما، فسنتوجه بطبيعة الحال للبحث عبر الإنترنت، ولن يكون مفاجئاً أن تظهر لك منتجات آبل، لكن قد يجعلك السعر تغمض عينيك وتواصل البحث مهما كان المنتج مميزاً.



ما كل ما يتمناه المرء يدركه…

قد تتساءل، لماذا لدى آبل سمعة مماثلة في تسعير منتجاتها بشكل قد يكون مبالغاً فيه؟ يمكن لأي منا تفهّم أن يكون سعر أي سلعة ما باهظاً حال كونها مبتكرة أو كانت شيئاً سيغير شكل التقنية بالكامل، مثل الآيفون الأول (أطلقَ بسعر يناهز 500 دولار أميركي)، أو جهاز الماكنتوش الأول (سعر إطلاقه يقارب 2,500 دولار أمريكي).

أسعار كهذه أمر مفهوم تماماً نسبة إلى كونها منتجاتٍ لم يكن لها مثيل حينما تم الإعلان عنها، ولكن في الوقت الحالي، هنالك الكثير من المصنّعين الذين لديهم منتجات منافسة بالسعر والمواصفات لكل ما تنتجه آبل، فما الذي يبرر لآبل حالياً السعر الكبير الذي تفرضه على منتجاتها حتى لو كانت أجهزتها أقل من مثيلاتها؟ تابعوا معنا.


آبل

تريد آبل؟ لك ذلك، ولكن..

آبل والتفاحة المقضومة.. ليست مجرد رمز

بداية، دعونا نستعرض أكثر الأسباب وضوحاً لذلك، فأنت تدفع مبلغاً إضافياً ثمناً للعلامة التجارية، فكما هو الحال للكثير من المنتجات التي ليست بالضرورة أفضل من مثيلاتها لا بالمواصفات ولا حتى بالشكل، لكن آبل (وعدة شركات أخرى)، جعلت علامتها التجارية “أسلوب حياة”، مما جعلهم بشكل أو بآخر خارج أي مساءلة عن الأسعار، فقط لأن الناس ترغب في اقتناء العديد من المنتجات التي تحمل نفس العلامة التجارية، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا (لسوء الحظ

، عجلات الماك الجديدة لا وجود للتفاحة المقضومة عليها، مما قد يدفع الكثيرين للتفكير مرات عدة قبل شرائها).

هذا لا يعني أن منتجات آبل عبارة عن خردوات باهظة الثمن، فجزء من الصورة المطبوعة في أذهان كل من يعشق هذه العلامة التجارية سببه تركيز الشركة الكبير على استقطاب الفئة العليا .. الـ A class في السوق، فمنذ إطلاق جهاز الآيفون الأول، جعلت آبل جلّ تركيزها على جعل تصاميم منتجاتها أكثر جاذبية، ورفع مواصفات أجهزتها، بالإضافة إلى جودة المكونات المستخدمة في كل جهاز بالمقارنة مع التكلفة، وستجد أن هذا الأمر ذاته ينطبق على أجهزة الماك بوك.



أسعار منطقية لأجهزة منطقية بمواصفات منطقية

“الفقراء” مهمون لآبل أيضاً! ولكن

كما أسلفنا الذكر، وبسبب الظروف الاقتصادية التي تمرّ بها معظم دول العالم، توجد شريحة كبيرة من الزبائن المحتملين غير القادرين على دفع مبالغ باهظة لقاء “كماليات”، وتركهم أساسيات مثل المسكن والطعام. هذه الشريحة من الزبائن مهمة للغاية، ويمكنك أن ترى ما تفعله شاومي وريلمي إن أحببت، ولكن آبل لم ترغب في القيام ببعض التنازلات وجعل منتجاتها أرخص، كيلا يتم وسم أي من منتجاتها بعبارة “رخيص”، مما سيسبب أضراراً لصورة العلامة التجارية، خصوصاً بعد فشل أجهزة تم تصميمها بالفعل لتتناسب مع شريحة الزبائن الأقل ملاءة مالية (مثل جهاز آيفون 5C).


آبل

أجهزة iPhone 5C التي فشلت فشلاً ذريعاً

هنالك أشياء لا تقاس بالمال

التكلفة ليست كل شيء، على الأقل بالنسبة لآبل، فكلفة المواد الداخلة في تصنيع أجهزة آبل لا تعكس بشكل كبير ثمن المنتج النهائي الذي يتم عرضه، بما أن آبل تدفع مبالغ هائلة للبحث والتطوير، ولتحسين عملية الإنتاج أيضاً، فأجهزة آبل لا يتم إنتاجها بكلفة منخفضة عادةً (على الرغم من وجود أخبار عن معاملة آبل للعمال الصينيين بشكل “لا-إنساني” في مصانع فوكسكون).


آبل

إنفاق آبل السخي على البحث والتطوير ليس بالشيء الجديد

زد على ذلك أن آبل تقوم عادة بالتمحيص كثيراً قبل اختيارهم للمواد الداخلة في عملية تصنيع جميع الأجهزة. لكن عندما يتم اعتماد هذه المواد كي تصبح “المعيار” لتصنيع الأجهزة، قد تصبح هذه المواد “شحيحة” بسبب الكميات الهائلة للأجهزة المصنّعَة، مما قد يتسبب في رفع الرقم الذي سيكون المسكين الذي ينتظر في طابوره قبل السادسة صباحاً على أبواب متاجر آبل (والذي ربما رهن منزله ليحصل على قرض لشراء الآيفون الجديد)، وربما انعكس ذلك زيادةً على أسعار منتجات لعلامات تجارية أخرى تستخدم ذات المواد في عملية التصنيع.


آبل

اصطفاف العملاء الأوفياء لشراء أجهزة الآيفون منذ الصباح الباكر

الشكل لا يعني الكثير بدون “العقل”

تنفق آبل بحراً من الأموال على عمليات تطوير البرمجيات المرتبطة بأجهزتها، بما أنها تزود كل أجهزتها بأنظمة تشغيل تشرف على برمجتها وتطويرها لوحدها، فعلى نقيض ما يقوم منافسوها به من الحصول على نظام تشغيل أندرويد مجاناً من غوغل والتعديل عليه إما برمجياً أو ظاهرياً فقط، فآبل لديها أنظمة تشغيل مترابطة داخلياً ببعضها، مثل iOS، وMAC OS، مع خدمات مثل iCloud، و iMessages، مما سيزيد التكلفة بشكل كبير لصونها وتطويرها وبقائها تعمل كما يجب، ولن أخبركم بمن سيغطي هذه التكاليف.. حسنا، أنت عزيزي الزبون من سيفعل ذلك.


آبل

كلها تعمل بشكل آفضل إن اشتريتها جميعها من آبل، هذا ما تريد الشركة إقناعك به، والأمر نسبياً صحيح.

أنظمة تشغيل آبل جميعها كانت محط انتقاد بسبب انغلاقها الشديد على بعضها، بل ومحط سخرية ربما، وبعض هذه الانتقادات تنطوي على الكثير من المنطق برأيي الشخصي، لكن هذا الانغلاق قد يشكّل قيمة إضافية لكل من يرغب في الانضمام لعائلة منتجات آبل، فوجود أجهزة ومعدات تعمل بأنظمة تشغيل متناغمة ومغلقة على بعضها تجعل الأداء والموثوقية لجميع هذه الأجهزة أفضل، وتجعلها أقل عرضة لأي مخاطر أمنية أيضاً، على الأقل من وجهة نظر محبي آبل، فجميع منتجات شركة آبل ليست كاملة حتماً، وليست ضد الأعطال ولا أي هجمات أمنية، لكنها بشكل أو بآخر أقل عرضة من غيرها لمثل هذه الأخطار من وجهة نظر زبائنها بسبب النهج الذي أسلفنا ذكره.


آبل

العديد من الدلائل تشير إلى أن آبل تتعمد عرقلة أي عملية صيانة تجري خارج مراكزها المعتمدة وإن كانت مؤهلة لذلك.

السرّ في كلمة واحدة.. التسويق

يجب على جميع من يريد تقييم منتجات شركة ما أن يقوم بدراسة الكلفة المنطوية على العملية التسويقية، وآبل ليست باستثناء عن هذا الأمر، فهم يفعلون ذلك بوضوح عبر إعلاناتهم التلفزيونية، ومؤتمرات الإعلان عن أجهزتهم والتي ينفقون الكثير عادة لتحضيرها وإطلاقها -حتى الافتراضية منها في عصر الكورونا- ولكن الشيء الذي قد يغيب عن أذهان البعض هو التكاليف الضمنية التي تنفقها آبل لتلميع صورتها.


آبل

أحد متاجر آبل وتصميمها المعماري المميز، كل هذا ليس بالمجان، أليس كذلك؟

لنأخذ متاجر آبل كمثال، فهي تخدم غرض كونها متجراً فعلياً يمكنك التجول في جوانبه ورؤية منتجات آبل وتجريبها كي تتخذ قرار شرائها من عدمه، ولكن آبل حقيقة تستثمر وبشكل كبير في مواقع وجود هذه المتاجر، بجعلها في المناطق الأغلى حول العالم، وبتصاميم معمارية مكلفة أيضاً، وجعل التجربة التي تخوضها في متجر آبل مختلفة عما تختبره عادة في أي متجر للإلكترونيات، فكما نسمع عن وجود ورشات عمل مجانية، أو عن التدريبات الخاصة على طريقة استخدام منتج أو برنامج ما على منصاتها، كل ذلك ليس بالمجان، أليس كذلك؟ ولكن آبل تستمر في تقديمها “مجاناً” بشكل نظري، لأنها تعزز ولاء الزبائن لعلامتها التجارية.



يتم تسويق العلامة التجارية على أنها “أسلوب حياة”

قد يكون التيار أقوى مما ينبغي، في النهاية، عانت آبل وما زالت تعاني الكثير من الضغوطات من المنافسين، فنجدها تطلق منتجات بأقل من أربعمئة دولار أمريكي على غير عادتها مؤخراً، وبرغم وجود الكثير من المنتجات الأخرى ذات مواصفات فنية أقوى من أجهزة آبل بأسعار أقل، نجد أن آبل استخدمت مزيجاً مثيراً للاهتمام؛ من استراتيجية التسويق للمنتجات ومن “الحماسة” حولها، جاعلة بذلك محبيها يتوقون دوماً للعودة وشراء كل ما تأتي به من جديد، ومن الصعب بمكان أن تقنع جمهور آبل أنه يدفع أكثر مقابل منتجات أقل قيمة، لكن لهذا الحب مبرراته، فهل توافقنا الرأي؟ وهل ترى تغيراً في أسلوب محبي هذه العلامة التجارية تجاه منتجاتها؟ أم أنه “حب أعمى”، شاركونا الرأي.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.