كيف تضع “قائمة أحلامك” وتحققها قبل الرحيل عن العالم؟
كم حلمنا ذات يوم وتخيلنا لمستقبلنا الكثير من المشاريع والأحلام والخطط، وربما كتبنا بعضها ورسمناها وزارتنا في ليالينا لنقوم صباحاً أكثر همة و نشاطاً و سعياً لتحقيقها والحصول عليها.
عدد كبير من الخطط والأفكار أردنا تنفيذها منذ أن كنا صغاراً حين كانت إجابتنا الجاهزة لسؤال ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟ .. ( دكتور ) مع ابتسامة عريضة وواثقة ونظرات متعلقة بأحد الوالدين الذي يتابع هذا بكل فخر، حتى بدأت أحلامنا الخاصة تتشكل في رغبتنا أن نكون روّاد فضاء أو ضباطاً في الجيش وربما مستكشفين للحياة البرية أو فنانين مشهورين مثل أحد النجوم الذي يظهر في التلفاز..
بل وربما تخيلت نفسك يوماً متسلقاً قمة إيفرست تغرز علم بلادك على قمته أو تقابل نجمك أو كاتبك المفضل أو .. هل قمت بتركيب صورة لك في محميات إفريقيا مع الفيلة والغزلان؟!
بمرور الوقت وجدنا أنفسنا في واقع يقيس لنا خططنا وطموحنا على مقاساته الخاصة التي يرغب أن يلبسها لكل واحد منا، فإذا حاولنا تكبيرها تمزقت وعشنا بطموح ممزق بين واقع لا يحاكي ربع ما نريد وحلم كبير رغبنا في جعله حقيقة ذات يوم ..
ورغم توقف بعضنا عن السعي وراء تلك الأحلام الطفولية إن صح القول، لكننا جميعاً لم نكف يوماً عن التفكير بها والرغبة في تحقيقها، لأنها ببساطة تُبقي الطفل القابع في نفوسنا حياً، وتساعد على إحياء أرواحنا من رتابة الحياة وروتينها القاتل الذي يجد الكثيرون منا أنفسهم وقد علقوا في دوامته دون القدرة على الخروج منه، رغم إمكانية ذلك بطرق عديدة يعرفها جيداً أولئك الساعين لإبقاء الحياة في نفوسهم والحماس فيها..
وسأذكر لكم اليوم طريقة جميلة وممتعة ..
قائمة المهام التي تريد فعلها قبل أن تموت To do list أو The bucket list
وهي طريقة جميلة للتخطيط وتخيل الأشياء التي قد ترغب في فعلها قبل أن تموت، ليست تلك التي على غرار:
أن أكون مديراً للشركة أو عالماً مشهوراً، أملك مالاً كثيراً أو سيارة فيراري حمراء مكشوفة .. إلخ
بل هي أكثر الأفكار والأحلام جموحاً، هي أجمل من خطة يومية أو شهرية أو سنوية، لأنها تحفز الخيال والعقل اللاواعي على استقدام ما يحب وتخيله حقيقة وإشعال الرغبة في داخلنا للحصول عليه، وكتابة تلك القائمة بحد ذاته أمر ممتع يمكنك القيام به بخطوات بسيطة:
[article_title title=" الجلوس في مكان هادئ في وقت الفراغ لكتابة هذه القائمة" number="1"]
من الأفضل ألا نَحُدّها بعدد معين بل لندعها تستطيل كثيراً حتى نجد أننا لا نملك أي فكرة عن كيفية تحقيقها لكن مجرد وجودها أمامنا يجعلنا نفكر فيها دائماً.
قد لا يحتاج بعضها أكثر من يوم أو بضع ساعات لإنجازه، وقد يحتاج البعض الآخر للتخطيط والتحضير حتى نقدر على القيام به، لكن في النهاية سنجد أننا نسعى ونخطط له ونقوم به، الأمر يحتاج فقط بعض الإصرار والتحفيز. وصدق أنك كلما أنجزت منها مهمة ستجد أنها تدفعك أكثر وتحفزك لإنجاز البقية.
[article_title title=" نحتاج إلى الشجاعة" number="2"]
الشجاعة التي تجعلنا نتخيل أموراً خارجة عن المألوف ثم نقوم بها فيما بعد، الشجاعة التي يجب أن تتملكنا في لحظة ما لكتابة تلك القائمة ثم البدء بتنفيذها، وقد يكلفنا هذا التنفيذ تغيير أشياء كثيرة في حياتنا، قد يكون عملنا واحداً منها، فقط نحتاج شجاعة الاعتراف بما نريده حقاً ثم البدء بتحقيقه.
[article_title title=" التدوين " number="3"]
ربما جميعنا يملك تلك الأفكار الجميلة والخلاقة ولكن من منا كتبها؟ فالأمر بالتدوين .. الأكثر أهمية عند التخطيط هو القيام بتدوين أفكـارنا وتنظيمها بشكل جيد..
لا تكتفي بتخيل ماتريده، بل اكتبه على الورق واجعله أمامك طوال الوقت ..
[article_title title=" التجديد " number="4"]
لنجدد قوائمنا باستمرار، ربما نحذف منها أو نضيف كل بضعة أشهر، ولكن من المهم أن تكون منسقة وأنيقة وأن يكون هناك نسخة الكترونية منها احتياطاً في حال ضياع النسخة الورقية ..
[article_title title=" فكر خارج الصندوق" number="5"]
قد يقول الكثيرون، أحلامنا العملية البسيطة لا نقدر على تحقيقها فكيف بقائمة جامحة وخيالية كهذه!؟ نعم أنتم محقون، و لكن هل على الأحلام ضرائب؟
هل سيحاسبنا أحد على وجود قائمة كهذه في حياتنا؟ لا أظن .. إذن دعونا نكتبها وإذا لم نقدر على جعلها واقعاً على الأقل دعوها في خيالنا تعيش وتغذي أنفسنا ببعض الأمل وحب الحياة، ومن يملك هذه الرغبة سيجد أنه سيأتي عليه يوم ويحققها. ربما كنت ترغب في القيام برحلة سافاري في محميات إفريقيا وتأتيك الفرصة على طبق من ذهب لو ذهبت رحلة عمل لجنوب إفريقيا ..ستنظر إلى قائمتك وترى أن الفرصة قد حانت للقيام بتلك الرحلة وتحقيقها، ربما تحتال عليها و تحقق جزءاً منها بطريقة غير مباشرة.
في أحد الأفلام حين تستأجر امرأة شاباً ليحقق لها قائمة على قدر من الاستحالة يقوم بتنفيذها لها بطريقة خارجة عن المألوف:
ماذا عن الدوران حول مجسم للعالم بدلاً من رحلة حول العالم؟ أو الذهاب إلى منتجع بديكورات مطابقة لمدينة تريد زيارتها؟ ماذا عن زيارة متحف يقدم آثاراً فرعونية بدلاً من زيارة الأهرامات على الحقيقة في مصر؟
لنقف خارج الصندوق ونفكر قليلاً في أمورنا بطريقة جديدة ومختلفة، سنجد حلولاً خلّاقة ومبدعة لكل ما نريد.
[article_title title=" دعها تتضمن رسالتك الشخصية" number="6"]
عادة يجب أن تتضمن خططنا هدفاً كبيراً نحققه من خلالها أو ما يسمى بالرسالة الشخصية أو الهدف المعنوي من تلك الأهداف، لكن ربما يكون الهدف الرئيس من بعض ما في القائمة هو التحفيز والدعم المعنوي، وهل هناك هدف أهم من هذا؟
ليس من الضروري برأيي أن يكون لبعض الأهداف معنى عميق .. ماذا عن: قضاء ليلة في مخيم في غابة، أو مقابلة كاتبك المفضل والحصول على إهداء منه على كتاب له ( وهي ضمن قائمتي ) ..تبدو غير مهمة، لكن بالنسبة لي ستكون كنزاً عظيماً لو استطعت تحقيقها.
العمر قصير للغاية، ونحن نحدد كيف سنقضيه، فالوقت هو العملة الوحيدة التي نملكها بين أيدينا بشكل مستمر ولا تنضب، وهي الوحيدة التي نقرر كيف سنقوم بإنفاقها، فلا بأس لو قضينا جزءاً منه مستمتعين به مستثمرين هذه المتعة لإعطائنا النشاط والطاقة للمتابعة في هذه الحياة الصعبة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
مالفت انتباهي بهذا الموضوع هو ان نفعل الاشياء باطار خارج عن المألوف لقد تعرضت للفشل عشرات المرات لكن بتبديل الافكار اجتازها ….الحمد لله
أحببت نقطة “فكر خارج الصندوق” جميلة فعلاً ^^
قرأت لكِ غير هذا المقال أيضاً 🙂 .. لغتك بسيطة و واضحة بعمق وأناقة جذابة أحببتها بالفعل جزاكِ الله خير وللأمام دوماً
جميل و رائع مازالت مقالاتك تعجبني , اتمنى لكي المزيد من التوفيق والنجاح , يوماً ما سيأتي ذالك اليوم .