تريند 🔥

📱هواتف

الألم العاطفي أم الألم الجسدي .. أيهما أشد؟

نغم حسن
نغم حسن

5 د

هل جرحت نفسك بآلة حادة يومًا؟ ربما تطلب الأمر ألمًا و بضع غرزات جراحية وبضعة أيام ثم تعافيت ونسيت وأكملت حياتك، لكن قد لا يكفيك عمر لنسيان خذلان من تحب، كم سنة تحتاج لتتعافى من جرح والدين قاسيين؟ وهل يستطيع أن ينام من الألم شخص تعرض لظلم شديد؟ وهل جربت معنى أن يبكي قلبك عوضًا عن عينيك؟

ليس من قبيل المصادفة أن عبارات "محطمة الروح" أو "مؤلمة القلب" غالبًا ما تصاحب المناقشات حول الألم العاطفي، فعندما تتعرض لانفصال مؤلم على سبيل المثال، يمكن أن يشعر قلبك وكأنه يُسحق إنها ليست مجرد استعارة، إن تذكرك لكسر حدث في ساقك لن يؤلمك، لكن مجرد تذكرك موقفًا تعرضت فيه لتنمر أو ظلم قد يجعل داخلك يغلي كالبركان.


إذا كنت تعتقد أن الألم الجسدي أقسى، عليك أن تعيد التفكير في ذلك الأمر، فمعظم الآلام الجسدية أصلها عاطفي بحت، ومعظم المشاعر البشعة التي كبتها تظهر على هيئة أمراض وأوجاع، في حين أن حادثة عارضة قد تُشفى وتبقى مجرد حادثة.

حتى السنوات الأخيرة، كان يُعتقد أن الألم الجسدي معزول في الجسم ولا علاقة له بالألم العاطفي، لكن يجد العلماء الآن أنه توجد علاقة قوية بين الاثنين، فنفس الجزء من الدماغ -الجهاز العصبي- يُعالج كلا النوعين من الألم، وهذا يعني أن الأحاسيس التي نختبرها تجاه الألم الجسدي والعاطفي تنتقل عبر نفس المسارات العصبية.

أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين عانوا من الصدمات الجسدية والعاطفية يمكن أن يعانوا من أعراض أكثر شدة لكل نوع من أنواع الضيق مقارنةً بأولئك الذين عانوا من نوع واحد فقط من الصدمات.


ماهو الألم العاطفي؟


الألم العاطفي هو شعور بالألم أو الضيق و الحزن يمكن أن تأتي من العديد من المصادر المختلفة، فعلى سبيل المثال وفاة أحد أفراد أسرتك وتركك ضائعًا ووحيدًا، والألم العاطفي ناتج أيضًا عن أفكارنا ومشاعرنا، ويمكن أن يأتي الشعور بالذنب من إحساسك بالخطأ عندما تنسى إحضار غداء صديقك في طريقك إلى المنزل، أو ربما أفشيت سراً لأحد أصدقائك دون قصد.

على الرغم من أن الألم العاطفي ليس جسديًا، إلا أنه لا يزال حقيقيًا جدًا، فإنه يؤذينا بنفس الطريقة التي يؤذينا بها الألم الجسدي، والفرق الوحيد هو أن الألم العاطفي ليس له أي مكان محدد في الجسم وغالبًا ما يوصف بأنه شعور "بالضيق" في الصدر أو البطن.

في حين أنه من السهل فهم الألم الجسدي، إلا أن الألم العاطفي يمكن أن يكون أكثر صعوبة ولا يمكن تحديد مكانه، وتحديد مصدره، ولا يمكن توقع نتائجه بدقة.


بعض الأعراض الجسدية التي قد يكون أصلها نفسي


 من الشائع أن يعاني الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب من آلام المفاصل أيضًا، إذ يحدث تغير في الناقلات العصبية عندما تُصاب بالاكتئاب، مما يُسبب سلسلة من الأعراض التي تشمل الالتهاب، والذي يظهر على شكل ألم في المفاصل.

كما يرتبط القلق عادةً بالصداع ومشاكل الجهاز الهضمي، وعندما يؤدي القلق إلى نوبة الهلع، فإن الأعراض الجسدية تشمل جفاف الفم، وزيادة معدل ضربات القلب، وضيق في التنفس، وتنميل في اليدين والقدمين


كيف يؤثر ألمك العاطفي على جسدك؟


على الرغم من أنه غالبًا ما يُتجاهل الألم العاطفي باعتباره أقل خطورة من الألم الجسدي، فمن المهم أن يؤخذ على محمل الجد، إذ توجد عدة مشاعر شائعة مرتبطة بالألم العاطفي والتي يمكن أن يكون لها تأثير على صحتك الجسدية والعقلية.

عندما تشعر بالحزن ويطول هذا الشعور سوف يقودك للاكتئاب الذي يؤثر على كل جسدك و شهيتك  للطعام ويجعل مناعتك ضعيفة تجاه الأمراض، أيضًا الغضب المكبوت خطير يؤدي لزيادة إفراز الأدرينالين الذي يزيد توتر العضلات ويسرع عملية التنفس.

كما يمكن أن يصاحب الألم العاطفي بمختلف انواعه إن كان الحزن أو القلق والكبت تصرفات خطرة منها  العدوانية والعنف وتعاطي الكحول أو السلوكيات القهرية بما في ذلك الإسراف والتبذير والقمار وإدمان الجنس واضطرابات الأكل والشهية وحتى سلوكيات طائشة محفوفة بالمخاطر قد تصل إلى إيذاء النفس والانتحار.


الألم العاطفي والجسدي متماثلان تقريبًا بالنسبة لعقلك


أمر غريب أليس كذلك، سواء تعرضت للرفض أو الخيانة أو الخذلان يشير علماء الأعصاب إلى أن ذلك مؤلم حرفيًا على الرغم من أن الدماغ لا يُعالج الألم العاطفي والألم الجسدي بنفس الطريقة، إلا أن الأبحاث التي أُجريت على المسارات العصبية تشير إلى وجود تداخل كبير بين تجربة الألم الجسدي والعاطفي.

يبدو أن الأحداث المتتالية التي تحدث والمناطق النشطة في أدمغتنا، وبالتالي ردود أفعالنا تجاه الألم الحاد متشابهة لحد كبير، علاوةً على ذلك يبدو أن التأثير قد لا يقتصر على كيفية معالجة الدماغ للعواطف والألم، ولكن هذا الانكسار الحقيقي يمكن أن يؤثر سلبًا على معدل ذكائك، ووفقًا لبحث أجرته جامعة كيس ويسترن ريسيرف، فإن التعرض للرفض أدى إلى انخفاض فوري في التفكير لدى المشاركين في إحدى الدراسات بنسبة 30% وفي معدل الذكاء بنسبة 25%.

كما تشير الأبحاث التي أجريت في جامعة ميشيغان إلى أن الدماغ لا يُعالج الرفض مثلما يفعل مع الإصابة الجسدية، ولكن السمات الشخصية مثل "المرونة" ضرورية لكيفية معالجة الألم، إذ تختلف استجابة الدماغ الطبيعية لتسكين الألم بين البشر، فقد يطلق البعض المزيد من المواد الأفيونية أثناء الرفض الاجتماعي مقارنة بالآخرين، مما يعني أن البعض يتمتع بقدرة وقائية أقوى بالتالي مناعتهم العاطفية أشد.


كيف يمكنك تحسين آليات التكيف لديك لتشعر بألم أقل؟


فور شعورك بألم عاطفي فإن أول ما عليك هو أن تدرك أنك ربما تأخذ الحدث على محمل شخصي للغاية، فهذه ليست ضربة لك إنها مجرد نتاج تفكير جميع البشر في أنفسهم أكثر من أي شخص آخر، في الواقع ما يقرب من 80٪ من أفكار أي شخص تدور حول نفسه، ونظرته، وعقد النقص في شخصيته وعيوبه هو وليس أنت.

من المهم السماح باحترام المشاعر السلبية ومعالجتها ولكن ليس إعطاء قيمة كبيرة لها، وتذكر أنها سوف تنتهي وتذهب، وسوف تتعامل أجسادنا مع الرفض العاطفي بمرور الوقت، تمامًا كما يحدث مع الألم الجسدي.

ذو صلة

جرب أن تكتب مشاعرك السلبية على ورقة ثم احرقها، فهذا كفيل بتخفيف الضغط عنك، أو جد شخصًا جديرًا بالثقة والنصح وعبر عما تشعر به أمامه، إن كان شخصًا جديرًا فعلًا سوف تشعر بعد الجلوس معه وكأن ثقلًا انزاح عن عاتقك.

يلجأ بعض الناس إلى الصلاة والدعاء، إن ذلك لاشك فيه يشعرك بالراحة والسلام، وإن كنت من محبي السفر،  سافر إلى الشاطىء أو الجبل، فإن البحر والأشجار لهما تأثير كالسحر في تخفيف التوتر وسحب الألم من جسد الإنسان، وتذكر دائمًا الأيام الجيدة سوف تمضي والأيام السيئة أيضًا فلا تتمسك بها.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة