تريند 🔥

📺 Netflix

من لغة برايل حتى جوارب الزهايمر…5 اختراعات غيّرت العالم ولم يبلغ أصحابُها الثمانية عشرة

من لغة برايل حتى جوارب الزهايمر...5 اختراعات غيّرت العالم ولم يتعدَّ أصحابُها الثمانية عشرة
رُواء سيد
رُواء سيد

6 د

هل سمعت يومًا عن اختراع جاء به طفل وغيّر البشرية؟ لطالما نظرنا للأطفالِ على أنهم كائناتٌ ضئيلة تركض هنا وهُناك بلا هدفٍ، تمتلك طاقةً مهولة لا تجدُ لها منفَذًا. ولكننا كثيرًا ما ننسى أن هؤلاء الأطفال يمتلكون خيالًا لا مثيلَ له، مُحاطون دومًا بالأسئلة عن العالم الذي وجدوا أنفسهم داخله فجأة، وممتلئون بالأفكار المبتكرة لأعظم الاختراعات.

ولأن الأطفال لا يضطرون لشغلِ حيّز من عقولهم بالتفكير في ردود أفعال من حولهم، لأنهم لا يمتلكون تجربةً سابقة مع الرفضِ أو الخذلان، فقط يلقون أفكارهم ويمضون في اكتشافِ العالم من جديد، بعضُ تلك الاختراعات قد تُفيد في حلّ مشكلةٍ حقيقية تعاني منها البشرية، وبعضُها يُضفي فقط المزيد من المرح والمُتعة للحياة. 

لهذا، قررتُ أن آخذكم اليوم معي في جولةٍ سريعة وخاطفة، لنقابلَ 5 مُخترعين صِغار تحوّلت أفكارهم من مجرد خيالٍ فيّاض إلى اختراعات نُفذت ولا تزال البشرية تستخدمها حتى يومِنا هذا دون أن يعرفوا مُخترعها الأصليّ. 


فرانك إيبرسون: مثلجات الصيف المفضّلة

في إحدى ليالي شتاء عام 1905 القارصة، وتحت سماء ولاية سان فرانسيسكو، قرر إيبرسون وقد كان ابن الحادية عشر وقتها أن يمزج مشروبًا غازيًا مع الماء ونسي بداخل المزيج عصا تقليب بالخطأ. وعندما استيقظ في اليوم التالي، وجد ذلك المزيج مُجمدًا على العصا، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى مستوياتٍ قياسيّة خلال الليل. فكان الاختراع برُمتّه عن طريق الصُدفة البحتة، لم يكن فرانك مثل المخترعين التقليديين الذين يقضون أنصاف أعمارِهم في سبيل أن ترى اختراعاتهم النور.


فرانك إيبرسون: اختراع حلوى الصيف المفضّلة

وعلى الرغم من هذا، لم يقتنص فرانك الفرصة التي جاءت له على طبقٍ من ذهب، ولم يُلاحق اختراعه وليد الصدفة إلا بعد ثمانية عشر عامًا من تلك الليلة، واقتصر فقط على صُنع كميةٍ منها وبيعها لأصدقائه وجيرانه الذين وجدوا فيها الرفيق الأمثل في فصلِ الصيف.

وفي عام 1923، قرر إيبرسون إحياء اختراعه من جديد وحصل على براءة اختراع في نفسِ العام. وبدأ من بعدها في إنشاء شركة للتسويق لمنتجه وصنعه بنكهاتٍ متعددة. وقد أطلق إيبرسون على اختراعه اسم Epsicle (وهي مزيج من كلمتي Epperson وIcicle) ولكنه غيّر الاسم لاحقًا إلى Popsicle.


جورج نيسن: اختراع الترامبولين

ومن مثلجّات إيبرسون التي تُلطّف من حرارةِ الصيف لترامبولين نيسن التي يحبها البالغون قبل الأطفال. وُلد نيسن في عام 1914، وبدأ التدريب في الجمباز منذ أن كان طفلًا، بالإضافة لعروض السيرك التي اعتاد على حضورِها بانتظامٍ مع عائلته، وكانت تلك التجارب بمثابة اللبنة الأولى في طريقه نحو اختراعه. بدأ نيسن يُفكر لو كان بإمكانه صناعة أداة تُمكّنه من القفز باستمرار بطريقة مُشابهة لما يفعله المهرجون في السيرك.


جورج نيسن: اختراع الترامبولين

كان نيسن مسحورًا بالفكرة بكل تفاصيلها، أن تقفزَ عاليًا لتضمّ حفنةً من الهواء وتشعر ولو لثوانٍ أنك تمتلك جناحين، ومن ثم تسحبُك الجاذبية للأسفل مرةً أخرى، لترتطمَ بنسيجٍ مطاطيّ يردّك تلقائيًا ويدفعُك للأعلى من جديد.

ولكن الفكرة وحدها لم تكن كافية، وتطلّب الأمر منه تجارب عدّة قبل أن يصبح اختراعه جاهزًا. وقد واتت الفكرة نيسن للمرةِ الأولى وهو في السادسة عشر من عمره، واستمرت هذه التجارب حتى عام 1945 حين حصل نيسن أخيرًا على براءة الاختراع. 

ولم يقتصر اختراع نيسن على تقضية بعض الوقت الممتع فقط، بل ذاع صيته حتى وصل إلى آذان وكالة ناسا، التي قررت استخدام الترامبولين كأداة لتدريب الطيارين ورُوّاد الفضاء على التكيف مع الاتجاهات المتغيرة. 

اقرأ أيضًا: اختراعات وابتكارات مميزة غيّرت العالم


لويس برايل: الطفل الذي أضاء العالم للمكفوفين

كثيرًا ما سمعنا عن لغةِ برايل، وهي اللغة التي تُساعد فاقدي البصر على الكتابة والقراءة والتواصل مع من حولهم بصورة أكثر فعاليّة، ولكن ما أصلُ هذه الكلمة؟ ومن مُخترع هذه اللغة؟ للإجابة على هذا السؤال، سنضطر للرجوعِ بالزمن قليلًا ونتوقف تمامًا عند عام 1809 حين وُلد برايل، وجاء حاملًا معه الخلاص لكل المكفوفين.


لويس برايل: اختراع لغة برايل

عندما كان لويس في الثالثة أصيبَ بالعمى، وعندما كان في السادسة عشر استطاع أن يخترعَ طريقةً تيسّر عليه وعلى كل المكفوفين في العالم التعلّم والتواصل، وكان هذا في عام 1924.

والسبب الرئيسي الذي دفع برايل للتفكير في اختراع تلك الطريقة هو أنه كان يرتاد معهدًا للمكفوفين وكانت طريقة الدراسة فيه عن طريق لمسِ أحرف كبيرة من المعدن ليتعرفوا على أشكالِها. أما برايل فكان يؤمن بأن هذه الطريقة غير عمليّة، لأن طول الأحرف كان يبلغ حوالي 3 بوصات، بالإضافة إلى أنها ثقيلة جدًا. 

وقد استوحى برايل فكرة اختراعه برُمّتها من ضابطٍ في الجيش الفرنسيّ قام بتصميم نظامٍ يتمكّن بواسطته أفراد الجيش من تداول التعليمات والأوامر في أثناء الظلام الدامس. ويعتمد هذا النظام على عموديْن من النقاطِ البارزة، في كل عمودٍ ستّ نقاط، مع تغير أماكنها، يتغير الحرف. وهو نفسه الأساس الذي ستقوم عليه طريقة برايل من بعدها، مع تغييراتٍ طفيفة لتصبح مرِنةً أكثر.


ولنُدركَ مدى أهمية اختراع برايل بالنسبة للمكفوفين، فقد كان مُحتمًا عليهم لسنواتٍ عديدة ألا يعملوا سِوى في مجالاتٍ ضيقة كصناعة النسيج، وكانوا مُستبعدين تمامًا عن عالم الكتب والمعرفة، وجاء برايل لينتشلهم وينتشل 39 مليونًا في عالمنا اليوم من دائرة الاستبعاد لدائرة المُساواة.


ألينا مورس: مصاصاتٌ صحيّة 

عندما كانت ألينا في عامِها السابع، ذهبت برِفقة والدها للمصرف، وعرضت عليها الموظفة هناك مصاصةً، وكأي طفلة في موقفِها، أرادت ألينا أن تأخذ المصاصة، ولكن والدها أخبرها أن المصاصات تضرّ بالأسنان، وأن القرار قرارُها في النهاية. وكان قرارُها أن ردّت الموظفة خائبة.

غادرت ألينا المصرف ولكن الأسئلة لم تُغادر عقلها الصغير، كيفَ يُمكن لشيءٍ حُلو الطعم أن يكون مُضّرًا؟ وإذا كان مُضّرًا فلماذا إذًا يعطوه للأطفال؟ ألا يوجد بديل يمكنه أن يجمع بين حلاوة الطعم والإفادة؟


ألينا مورس: اختراع مصاصاتٌ صحيّة 

ولأنه ليس من الكافي أن تمتلك فكرة عظيمة، ويجب عليكَ أخذ خطواتٍ فعلية في سبيل تنفيذها، مكثت ألينا عاميْن كامليْن تطوّر وتستشير طبيبة أسنانها في نِسَب الإكسيليتول والإريثريول، وهما مكونان يساعدان على تعزيز طبقة مينا الأسنان، وتأخذ رأي أقرانها في المذاق. 

وفي عام 2014، استطاعت ألينا أن تُخرج اختراعها أخيرًا للعالم والتسويق له، مصاصات صحيّة، وقد لاقى إقبالًا كبيرًا حتى أنّ الأرباح وصلت إلى حوالي مليون ونصف دولار في السنة، وأسست من بعدِها شركة لتصنيع المصاصاتِ وتوزيعها، وأطلقت عليها Zollipops.


كينيث شينوزوكا: اختراع جواربُ الزهايمر

”الحاجة أمّ الاختراع“ طبقها لويس برايل من قبل وجاء شينيزوكا هذه المرة ليؤكد للعالم صِدقَ المقولة مرةً أخرى.

يُعدّ مرض الزهايمر التهديد الأسرع نموًا لصحةِ الإنسان حول العالم، وخاصةً كِبار السن، والمختلف في هذا المرض عن غيره أنه لا تؤثر أعراضه في المرضى فحسب، بل في أحبائهم أيضًا. وكانت هذه حالة جد شينوزوكا تمامًا، التي دفعته لاختراع شيء يُبقي جدّه بعيدًا عن المخاطر قدر المستطاع. 


كينيث شينوزوكا: اختراع جواربُ الزهايمر

عندما كان شينوزوكا يبلغ من العمر أربع سنين، كان يتمشى مع جدّه في الحديقة وفجأة، اتخذ الجد شارعًا آخر غير الذي يوصله لبيته، وحينها اكتشفوا أن الجدّ مصابٌ بالزهايمر. ووقتها طرقت الفكرة عقلَ شينوزوكا للمرةِ الأولى؛ صناعةُ جوارب بها مُستشعر ضغط، يتمّ تنشيطها عن طريق أول خطوة من المريض، وتُرسل مباشرةً رسالة إنذار للقائمين على رعايته. وقد استطاع شينوزوكا تنفيذ اختراعه بالكامل وهو في الخامسة عشر من عمره، عام 2015.

ولم تنجح هذه الفكرة في مجرد توفير حماية أكبر للجد فحسب، بل وكانت السبب في فوز كينيث بجائزة علمية قيمتها 50 ألف دولار أمريكي. وأصبح اختراع شينوزوكا يُباع في مُعظم ولايات أمريكا مُساعدًا مُصابي الزهايمر وأحبائهم على تجنّب المخاطر المترصّدة بهم.

والآن، لا تنسَ أن تُخبرنا عزيزي القارئ أيّ اختراعٍ نال إعجابك أكثر، هل ترامبولين نيسن أم مصاصات ألينا أم جوارب شينوزوكا؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.