تريند 🔥

📱هواتف

“الأم النرجسية”.. عندما يكون الابتعاد عن الأم سبيل للصحة النفسية

نغم حسن
نغم حسن

7 د

 في الشرق عندما نقول "أم" فإننا نتحدث عن  شيء مقدس. لكن هناك أمهات "الجنة تحت أقدامهن"فعلًا، وهناك فئة موجودة للأسف تستخدم هذه العبارة كشماعة تعلق عليها عقدها وجرائمها بحق أولادها فيما بعد. في نظري الأم أصل كل شيء، أصل المحبة والرحمة واللطف والحنان، وللأسف أصل الشر أيضاً، لكنها تبقى أماً في الحالتين.

اليوم سأتحدث عن موضوع نخاف الخوض فيه كثيراً والتشكيك فيه رغم أننا نعرف على الأقل أمًا نرجسية واحدة في محيطنا، والهدف من ذلك ليس نشر العقوق، إنما التوعية وتقليل التأثير السام لهذا النوع من الأمهات على أولادهن وحياتهم فيما بعد.

ولأن المؤثر الأول والأهم في حياة الانسان هي أمه وهي من تعرف نقاط ضعف أولادها، فإما أن تقويهم وتجعلهم أشداء مستقلين أو تستغل هذه النقاط لصالح نفسها، ثم نفسها …ثم نفسها هذا "شعارها"مهما مثلت غير ذلك، نتحدث الآن عن اضطراب الشخصية النرجسية عند الأم.


ماذا يعني اضطراب الشخصية النرجسية (NPD)؟

اضطراب الشخصية النرجسية، المعروف اختصارًا بـ(NPD)، هو حالة نفسية ترتبط بتضخيم الإحساس بالأهمية الشخصية، ورغبة شديدة في الحصول على الاهتمام والإعجاب، بالإضافة إلى صعوبة في فهم والتعاطف مع مشاعر الآخرين. هذا الاضطراب يندرج ضمن فئة اضطرابات الشخصية وقد يتداخل مع اضطرابات نفسية أخرى، مما يمكن أن يؤدي إلى تحديات كبيرة في التكيف الاجتماعي والوظيفي.


كيف أعرف أن أمي نرجسية؟

أي إنسان يمتلك نوعًا من الأنا وحب الذات وهذا طبيعي وضروري  في حدوده المعقولة. ولكل أمّ جانب سلبي أو صفة سلبية على الأقل لأنها انسان أولاً وأخيرًا، لكن عندما تنطبق أغلب الصفات عليها هذا يعني أنها تحمل صفة النرجسية وينبغي التعامل معها بطرق خاصة:

  • أولاً وأهم صفة، الأم النرجسية تفضل الذكور على الإناث بشكل واضح وصريح وتنظر لأطفالها نظرة تنافسية، فهي بنظرها يجب أن تبقى الأجمل والأفضل، لذلك عندما تبلغ بناتها مبلغ الصبا والجمال قد تقع ضحية الغيرة والإفراط في عمليات التجميل، لأنها قد تلجأ لهذه العمليات لتنافس بناتها في الجمال والصبا، أو قد تبالغ في وضع مساحيق التجميل واللباس. 
  • غالبًا ما تستخدم الأمهات النرجسيات أطفالها لتحقيق مصالحها الخاصة حتى على حساب مصالح أطفالها. فالأم النرجسية غير قادرة على إعطاء أطفالها الاهتمام والرعاية الكافية، لأنها ستعطي الأولوية لرغباتها الخاصة قبل رغبات أطفالها.
  • الأم النرجسية لها استجابات هستيرية لأي نقد موجه لها، وتلعب دور الضحية باستمرار، تستخدم مبدأ"الغاية تبرر الوسيلة في كل شيء في حياتها"
  • تضخم الشعور بالعظمة والاستحقاق بالإضافة إلى استغلال الآخرين لتحقيق غاياتها الخاصة لها غالباً، مع تخيلات النجاح أو السلطة أو الثروة بعيدة عن الواقع.
  • الحاجة المفرطة إلى الإعجاب والمظاهر إضافة إلى أنها تمتلك قدرة مدهشة على تمثيل المشاعر والاعتقاد الدائم  بأن الآخرين يحسدونها وعندها شعور متطرف بالغيرة من كل أحد.
  • إنها لا تحترم حدودك. لدى الأمهات النرجسيات حاجة مبالغ فيها للسيطرة والسلطة وغالباً ما يدسن حدود شخص ما للحصول على ما يريدون.
  • تتفاخر الأمهات النرجسيات بمجد إنجازات أطفالهن كما لو كانت إنجازاتهن الخاصة. وعندما يتعثر الطفل أو يفشل، قد تصاب والدته بالغضب النرجسي بسبب "العار" الذي يجلبه الفشل إلى غرورها.
  • "فرّق تسد" إن الأمهات النرجسيات لا يرغبن في أن يصبح أطفالهن حلفاء. الغيرة من علاقات أطفالها الوثيقة تهدد غرورها لأنها تتوق دائمًا إلى أن تكون مركز عالمهم. ومن خلال لعب أطفالها ضد بعضهم البعض، يمكنها أن تمنع تطور العلاقات الأسرية الطبيعية لأنها تبث الفرقة بين أطفالها عندما يتعلق الأمر بمصالحها.
  • تريد جميع الأمهات أن يفكر أطفالهن فيهن بشكل كبير، لكن الأم النرجسية تدفعها الحاجة إلى أن تحظى بالحب والإعجاب من قبل أطفالها. هويتها متشابكة للغاية مع دورها الأمومي لدرجة أنها لا تستطيع أن تتصور أن طفلها لا يعشقها. وقد تتفاخر الأم النرجسية بنفسها أمام أطفالها وتذكرهم بمدى روعتها لديهم، حتى لو كلفها الأمر تلفيق وقائع كاذبة من محض خيالها.

 ما هي آثار النشأة مع أم نرجسية؟

النشأة مع أم نرجسية يمكن أن تؤدي إلى العديد من التحديات النفسية والعاطفية للأبناء عندما يكبرون. وفيما يلي بعض الآثار المحتملة لهذا النوع من التربية:


ضعف الذكاء العاطفي

ضعف الذكاء العاطفي يتجلى عند الأبناء الذين نشأوا مع أمهات نرجسيات. هؤلاء الأمهات غالبًا ما يحاولون فرض مشاعرهم على أبنائهم ويقولون لهم كيف يجب أن يشعروا في مواقف معينة. وعندما يعبر الأبناء عن مشاعرهم الخاصة، قد ترفض الأمهات تلك المشاعر وتحاولن إقناع الأبناء بأن ما يشعرون به غير صحيح أو غير مناسب.


لوم الذات

 لا تقبل الأمهات النرجسيات أبدًا اللوم أو المسؤولية عن إخفاقاتهن وتلقي اللوم على أطفالهن. ويكبر الأطفال معتقدين أن أي خطأ يحدث هو خطأهم. فالأمهات النرجسيات تتمتع بصفة الأنانية والتركيز على الذات بشكل مفرط، مما يجعلهن غير قادرات على رؤية أو قبول الأخطاء التي قد يرتكبونها. في العديد من الحالات، تعتبر هؤلاء الأمهات أنفسهن دائمًا الضحية ولا يمكن أن يكون لديهن أي خطأ.

عندما يحدث مشكلة أو خطأ ما، بدلاً من أن تتحمل الأم النرجسية المسؤولية، تجد الطريقة لتحويل اللوم إلى أبنائها، حتى وإن كان الأمر لا يتعلق بهم مباشرة.


عدم القدرة على وضع الحدود والحفاظ عليها

 لا يوجد حدود لدى الأمهات النرجسيات مع أبنائهنّ بالتالي تتدخّل الأم بشكل زاىد في شؤونهم، فسيطرتها على كثير من مناحي حياتهم يجعلهم ضعفاء، وقد يسبب ذلك دمار في علاقاتهم الشخصية ومشاكل خطيرة عند تكوينهم حياتهم الخاصة.


الشعور بالحاجة إلى تلبية احتياجات الآخرين

الأمهات النرجسيات تملن دائمًا إلى وضع احتياجاتهن في المقام الأول وتتوقع من أطفالهن أن يتبعوا نفس المنهج. لذا يعتقد الأطفال أنه يجب عليهم التضحية باحتياجاتهم ومشاعرهم من أجل راحة وسعادة الآخرين، خاصة والدتهم. ونتيجة لذلك، يصبح لديهم اعتقاد ثابت بأنهم يجب أن يضعوا الآخرين في المقدمة دائمًا، حتى على حساب احتياجاتهم الشخصية.


كيف أتعامل مع أمي النرجسية؟


اطلع على مواضيع النرجسية المتعلقة بالأم

يمكن أن يساعدك تثقيف نفسك على اضطراب الشخصية النرجسية على فهم سلوك والدتك بشكل أكثر موضوعية وكيفية التعامل معها بفعالية وتلافي الصدامات والمشاكل.


ضع حدود قوية

 من الحقائق المعروفة أن الأم النرجسية لاتعرف حدودها،  وفي الوقت نفسه، قد تجد صعوبة في تحديدها أو ضبطها لأنك لا تريد إثارة انفجارها. ومع ذلك، فإن وضع الحدود مع أمك هو أهم خطوة تتخذها للحفاظ على سلامة حياتك الشخصية، خذ بعض الوقت للنظر في حدودك، وتحديدها، وإيصالها بشكل واضح وقاطع إلى والدتك.


قلل من التواصل والملاسنة

إحدى أكثر الطرق فعالية لحماية نفسك من التأثير السلبي للأم النرجسية هو الحد من التعامل معها. بمجرد أن يصبح الطفل بالغًا، يكون له الحرية في اختيار كيفية وتوقيت التواصل مع والدته، إن تقليل وتيرة التواصل وعمقه يمكن أن يحد من فرص إزعاجها مما يجعلها تبحث عن ضحية أخرى لا تضع لها حدوداً.


تدرب على الدبلوماسية

 الكثير من الأشخاص يعتمدون على الدبلوماسية والموقف المحايد لتجنب التعامل مع سلوك الأشخاص النرجسيين. هذه الاستراتيجية قد تكون ضرورية، خاصة إذا كنت مضطرًا للحفاظ على نوع من الاتصال مع شخص نرجسي مثل والدتك. تتمثل الفكرة في عدم تقديم أية ردود فعل قوية تشجع الشخص النرجسي على استمرار سلوكه. يُفضل التظاهر باللامبالاة أو عدم الاهتمام عند التواصل معهم. يمكنك استخدام إجابات قصيرة أو حتى تجنب الرد. بمرور الوقت، قد تجد الشخص النرجسي نفسه في موقف صعب ويبدأ في البحث عن طرق أخرى للحصول على الانتباه.


قاوم الاستفزاز

لا تسمح لأمك النرجسية باستفزازك للرد عاطفيًا على كلماتها وأفعالها. فالنرجسيون يزدهرون بالاهتمام. ومن خلال التزامك بالهدوء والاحترام، فإنك تحرمها من قدرتها على التلاعب بك لإشباع جوعها النرجسي. وعندما تدرك أن جهودها لإغراءك غير ناجحة، فقد تستسلم وتبحث عن مصدر آخر لإشباع نرجسيتها.


ركز على حاضرك

ذو صلة

 لا يمكنك تغيير الماضي، ولكن يمكنك التركيز على الطريقة التي تريد بها الاعتناء بنفسك اليوم، لا يمكن للأمهات النرجسيات أبدًا الاعتراف بأنهن ارتكبن أخطاء. سوف يلعبون دور الضحية دائمًا. سيتم إلقاء اللوم على أي أخطاء يتم ارتكابها على الآخرين، بما فيهم أنت. لذلك عليك تقبل الماضي الصعب وتنضي قدماً.

إن النمو مع أم نرجسية ليس بالأمر السهل. قد يبدو الحفاظ على العلاقة أكثر إزعاجًا أو تعقيدًا. ومع ذلك، يمكنك تعلم كيفية المضي قدمًا وتحديد أولويات رفاهيتك. افهم أنك لن تستطيع تغيير والدتك. وبمجرد أن تصبح بالغًا، لن تعد خاضعًا لحالتها المزاجية أو مطالبًا بتلبية توقعاتها، استرجع السلطة التي كانت تتمتع بها عليك عندما كنت طفلاً واتخذ قرارات تصب في مصلحتك، هذا حقك.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة