تريند 🔥

📱هواتف

كيف تهزم شبح فرط التفكير Overthinking

التخلص من التفكير الزائد
سارة يحيى
سارة يحيى

5 د

أسلوب الحياة العصرية أصبح يتطلب قدرة عالية لتجاوز كل ما نراه يومياً، مساحة ضخمة لنسيان الكثير وسلة محذوفات كبيرة تستوعب كل ما نراه ونواجهه من المواقف سواء في الحياة الواقعية أو على العالم الافتراضي.

إنسان اليوم غير إنسان الأمس، فعدد أصدقاء الفرد مثلًا قد يتجاوز الألف، بين ما مضى عليه يعود ويتكرر، يصادف أصدقاء الطفولة والدراسة والحي في كل مكان حيث تعاد معهم المواقف والأحداث مهما كانت قديمة ومدفونة.

عالم اليوم اختزل الماضي بأشباحه والمستقبل بمخاوفه وذبح اللحظة الحاضرة بينهما وجعل من الفرد المغلوب على أمره ضحية لكل هذا الضجيج حيث تتكرر الأحداث كأسطوانة مشروخة عتيقة ترفض أن تسكت. ظاهرة اجترار الأفكار والمواقف بلا توقف تسمى “Overthinking” أو ما يسمى بالتفكير المفرط أو الزائد.

إذا كنت تعاني من هذا الداء العاصف فأنت لست وحدك حيث أكدت البحوث أن 73% من الشباب بين عمر 25-35 يعانون من هذا أيضاً (نسبة كبيرة أليس كذلك!)، 57% من هذه النسبة هم من النساء و 43% من الرجال.

لذلك اسمح لي عزيزي القارئ أن أسلط الضوء على تعريف هذه المتلازمة وما هي أعراضها وطرق العلاج منها في هذا المقال.


ما هو التفكير المفرط (Overthinking)

ما هو التفكير المفرط (Overthinking)

التعريف البسيط لمصطلح Overthinking هو التفكير بشكل كبير في شيء محدد وقد يستمر لفترة طويلة.

أما التعريف الأكثر شمولية فهو تقوقع الأفكار حول شيء معين مما قد يسبب القلق، الإجهاد، الخوف، الرهبة.. إلخ. إنه ليس مجرد التفكير كثيرًا حول شيء ما فقط، إنه التفكير الذي قد يؤدي إلى الحد من العمل والإنجاز بشكل كامل والذي يؤثر على قدرة الفرد في ممارسة حياته اليومية.


علامات تشير أنك تعني من التفكير المفرط


علامات تشير أنك تعني من التفكير المفرط

* إعادة تجربة مؤلمة حدثت في الماضي (مثل التعرض لسوء المعاملة أو فقدان عزيز).

* عدم القدرة على إبطاء سباق الأفكار أو المخاوف أو العواطف الغامضة.

* استرجاع الفشل/الأخطاء السابقة مرارًا وتكرارًا، بشكل لا يمكن تجاوزه.

* فقدان القدرة على العيش في اللحظة الحالية.

* ندم مستمر على القرارات السابقة.

* إهدار وقت كبير في التفكير أكثر من الوقت الذي يعيشه الشخص العادي وينجز فيه.

* أنت تقيم حياتك وكأن هناك شخصاً ما يحصي نتيجة ما تفعله.

* إقناع نفسك بأن السيناريو الأسوأ سيتحقق يوماً ما.

رغم تعدد الأعراض وتشابه المواقف إلا انه لا يوجد شخصان يختبران مشكلة التفكير المفرط بالطريقة نفسها. ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعانون من هذا سيجدون حتماً أن أسلوب حياتهم معرض للخطر بسبب عدم قدرتهم على التحكم بفعالية أفكارهم وبالمشاعر السلبية التي تهاجمهم بشكل مستمر.


لماذا يعتبر التفكير المفرط خطيراً؟

التفكير كثيرًا ليس مجرد مصدر إزعاج فقط؛ بل يمكن أن يُحدِث ضررًا كبيرًا على سعادتك وصحتك حيث يؤدي إلى ساعات نوم أقل ونوعية نوم أسوء. أكد بحث أنّ حصر نفسك وتفكيرك في عيوبك، أخطائك ومشاكلك يزيد من خطر الوقوع في مشاكل عقلية. وعندما تنخفض صحتك العقلية، فإن ميلك إلى الاجترار يزيد بشكل كبير مما يسبّب خلق حلقة مفرغة يصعب كسرها.

للهروب من هذه المحنة، يلجأ الكثيرون إلى استراتيجيات غير صحية وخاطئة للتكيف، مثل الإفراط في شرب الكحول أو الإفراط في تناول الطعام.


طرق عملية لعلاج فرط التفكير واستعادة سعادتك:


طرق عملية لعلاج فرط التفكير واستعادة سعادتك

* راقب نفسك عندما تفكر كثيرًا

راقب نفسك عندما تفكر كثيرًا

الوعي هو الخطوة الأولى للعلاج ووضع حد لتخطي هذه المشكلة. عِر انتباهاً كبيراً لطريقة تفكيرك. عندما تلاحظ نفسك تعيد عرض الأحداث في ذهنك مرارًا وتكرارًا، أو تقلق بشأن أشياء لا يمكنك التحكم فيها، فاعلم الآن بأن أفكارك ليست منتجة على الإطلاق وأنها تستهلك وقتك وطاقتك.


* فقط تنفس


التخلص من التفكير الزائد

في حالة مواجهة هجمة من الأفكار والوساوس حاول أن تحول انتباهك وذهنك وركّز على إيقاع الشهيق والزفير فقط. أبطئ تنفسك وخذ نفساً عميقاً. ارخِ فكك وقبضة معصمك وحاول فقط أن تتنفس وتفكر بهذا.


* حرر قدميك لتحرر عقلك


حرر قدميك لتحرر عقلك

اربط حذاء المشي واحمل معك الجهاز الخاص بك مع قوائم التشغيل المفضلة لديك. اخرج من أفكارك، حرك جسمك، أرجح ذراعيك. ركِّز على كل خطوة تقوم بها. انتبه إلى طريقة اتصال قدمك بالرصيف. ترقب حركة جسمك وانخرط في مشيتك كليًا.


* اكتب


الكتابة للتخلص من التفكير المفرط

في بعض الأحيان ، تحتاج مشكلات الأمس أو مخاوف الغد إلى سماعها فقط وهذا ما يجعلها تدور في رحى رأسك الصغير وتطحنه بلا رحمة. خذ بضع دقائق من وقتك واكتب كل ما تفكر به على الورق. سيكون مناسباً أن تفعل هذا النشاط التفريغي في دفتر صغير يسهل حمله في حقيبتك في حال أردت التخلص من هذا الوسواس المستمر في أي مكان تواجدت فيه. بمجرد أن تكتب ستلاحظ أن عقلك أصبح أكثر هدوء. طبعاً لا داعي لتذكيرك بأنه لا يوجد حاجة لإعادة قراءة ما كتبته فأنت كتبته لتنساه لا لتعيد مراجعته.


* انخرط في هويتك المفضلة


انخرط في هويتك المفضلة

الإفراط في التفكير لا يُنتج شيئاً على الإطلاق بل إنه يتواطأ بشكل سافر ومستفز مع التسويف وتقديم الأعذار. فهو ببساطة لا يقدم أية نتائج ولا يقترح أية حلول. لذلك من الأفضل أن تقوم بعمل شيء آخر تستمتع به ويشغل وقتك عن تمضيته في التفكير بمواقف لن تتغير.

من أهم الأمور الممتعة التي ستسرق منك وقتك وتضيف الكثير إلى شخصيتك:

القراءة

ركوب الدرجة

السباحة

الرسم

البستنة

الرياضة

الرقص

الغناء

لعب الشطرنج وألعاب الذكاء

شاهد هذا الفيديو

ذو صلة

فيديو يوتيوب

ختامًا.. تُعتبر مشكلة فرط التفكير مثل كرة الجليد إذا تركتها تتدحرج في رأسك ستكبر أكثر وستحول حياتك إلى جحيم أما إذا حاولت أن تعالج الأمر في أوله ستوفر على نفسك الكثير من الوقت والجهد وستجعل من نفسك شخصاً مختلفاً غير ذلك الذي قضيت وقتك وأنت تبكيه وتندب قراراته وخساراته وأفول حظه.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

بداية شكرا جزيلا للكاتب على هذا المقال الذي أوجز وعبر بشكل واضح عن هذه المشكلة، وشكرا مرة اخرى لانه يساعد كثيرا على مواجهة هذه المشكلة بعد دعاء الله تعالى

مقال مفيد جدا

هل هي الصدفة ام هل هو قانون الجذب ولكنه بالتاكيد توفيق الله
في نفس الوقت اللذي كنت انوي فيه قرائة المقال صادفت مقطعا على اليوتيوب ل ايكارت تول بعنوان كيف تتخلص من عادة التفكير الزائد ؟

اني فعلا كنت اعاني من هاي المشكلة وتعبتني واخذتي مساحة كبيرة من حياتي وصحتي بس هسه احسن واقل تفكير لان بديت اتجاهل افكاري

مقالة رائعة سارة ، لامستي أماكنَ في وجداننا بقلمك ، سلمتِ

جميل جدااا…

ذو صلة