نعم: الأخلاق فطرية و مكتسبة تولد معنا أحيانا ونتعلمها أيضًا
5 د
المبدأ العام الذي يحدّد طريقة التعامل بين الإنسان وكل مايحيط به من الأحياء، والقاعدة القائمة للسلوك الإنساني مع النفس والمجتمع، ومنظومة من الصّفات النّفسية التي توصف بأنها حميدة أو مذمومة، وتعبير عن صورة الإنسان الباطنة، كلمة مفردها خُلُق؛ هكذا عُرِّفت الأخلاق لغةً.
أمّا بالاصطلاح: هي هيئة مستقرة داخل الذات البشرية تصدر عنها الأفعال بصورة عفوية دون تفكير أو تردُّد؛ ومن الممكن أن تكون أفعال مذمومة أو محمودة.
يولد الإنسان في هذا العالم على الفطرة السليمة من القيم والأخلاق؛ ويكتسب خلال حياته العديد منها سواء السويّ أو القبيح.
في ظل عالم الأعمال الطاحن .. كيف ترتبط الأخلاق بالعمل؟
ماهي الأسس المُتبعة لتصنيف الأخلاق؟
يوجد عدة أقسام للأخلاق وذلك تبعاً للعديد من العوامل وهي:
مصدر الأخلاق
تنقسم الأخلاق من حيث مصدرها إلى قسمين هما:
الأخلاق الغريزية
هي الأخلاق التي وُجدت مع الإنسان منذ نشأته وتكوينه؛ حيث يميل بفطرته للصفات الخلقية الحسنة التي تُوصف بالعدل والحب والاحترام وغيرها من الصفات الحميدة، وينفر من الصفات الذميمة إذ يشعر بأنها متناقضة مع فطرته.
الأخلاق المكتسبة
هي الأخلاق التي يحصل عليها الإنسان من المجتمع والبيئة والأشخاص الذين يتعايش معهم، ويكتسبها بالتّعلم والتّجربة، ومن الممكن أن تكون حسنة او قبيحة، وهذا يعتمد على طبيعة النفس البشرية.
الأخلاق من حيث المعاملة
هناك أربعة أقسام للأخلاق تعتمد على من نمارس معه الاخلاق:
الخُلُق مع الله
وهي المبادئ التي يتحلى بها الإنسان بعلاقته مع الله، وكذلك أعماله الباطنة والظاهرة؛ ومن صور المبادئ الاخلاقية الحميدة هي الإيمان بالله ووحدانيته والتسليم التام بشرائعه وأحكامه، أما السلوك المذموم يتمثل بالكفر بالخالق بعد بيان وتأكيد الأدلة على وجوده وجحود الحق.
الخُلُق مع النّفس
هي التزام الإنسان مع ذاته بالسلوكيات والأخلاق الحسنة التي تتمثل بالصبر عند الشدائد والإتقان في العمل والتأني في اتخاذ القرارات، أما نقيض هذه السلوكيات فهي من الأخلاق الذميمة.
الخُلُق مع الخلْق
وهي سلوك الإنسان مع الآخرين؛ والأسس الأخلاقية التي تضبط علاقة الإنسان مع من حوله، وتتمثل بعض صور السلوكيات الخلقية الحميدة بالصدق والأمانة والعدل والإحسان؛ أما الكذب والخيانة والعدوان وسوء المعاشرة فهي من السلوكيات الخلقية غير المحمودة.
الخُلُق مع غير العاقل
وهي سلوك الإنسان مع الأحياء غير العاقلة، ومن صور السلوكيات الأخلاقية الحميدة هي الرفق بها والرحمة بمعاملتها، أما القسوة وحرمانها من حقوقها من قبائح السلوكيات الخُلُقية.
الأخلاق من حيث الوصف
تقسم الأخلاق إلى نوعين هما:
- الخُلُق الحسن: ويطلق على كل الأفعال والأقوال ذات الصفة المحمودة؛ وتكون بالتواضع والصدق والاحترام والرحمة.
- الخُلُق السيئ: وهو الإساءة والقبح بالأفعال والأقوال؛ وتتمثل بالكذب والخيانة والإساءة بالتعامل والتكبر.
السؤال الأهم: كيف نكون ذوي أخلاق حسنة؟
أن يتمتع الإنسان بأخلاق حميدة هو أمر في غاية الأهمية ليحظى بفرصة التفاعل الاجتماعي والتعامل بأسلوب سليم وصحيح. لذلك لابدّ له من منظومة من السلوكيات سنستعرضها في هذه السطور وهي:
- اتِّخاذ القدوة الحسنة له في حياته.
- الابتعاد عن الغضب والتحلّي بالصبر.
- تقديم يد العون والخير للآخرين.
- تدريب النفس على السلوكيات الحسنة ومحاسبتها عند أداء الأخطاء والأفعال الذميمة.
- الإيمان الصادق والعميق بوجود الله تعالى.
ماهي الآلية المُتبعة لقياس الأخلاق
نستطيع قياس الأخلاق عن طريق قياس آثارها في السلوك، وهذا مايسمى بالسلوك الأخلاقي؛ حيث أن السلوك هو تمثيل صفة الخُلُق الراسخة في النفس كصورة خارجية تُدرك بالبصر؛ فمن يحب الخير ستتجه سلوكياته للخير والعكس صحيح.
أكدت الكثير من الأبحاث أن أفضل مرحلة عمرية لترسيخ القيم الأخلاقية لدى الإنسان هي مرحلة الطفولة، حيث يمتلك الطفل قدرة عالية على اكتساب وتعلم القيم الاخلاقية، فإن تعلم هذه القيم وهو صغير يصعب انتزاعها منه وهو كبير.
ماهي القيم الأخلاقية الواجب تعليمها للطفل؟
هناك العديد من المبادئ والقيم الأخلاقية التي ينبغي على الطفل أن يعرفها قبل الانخراط بالمجتمع ومنها:
- التعامل مع الآخرين بصدق وأمانة.
- تعزيز الثقة بالنفس والدفاع عنها بطريقة أخلاقية.
- أهمية التواضع مع الكبار والصغار.
- تعلم المسؤولية.
- الالتزام بالاحترام والأدب.
- عدم الإساءة.
- التأكيد على قيمة الأخوّة والصداقة.
ما هو الأسلوب الواجب اتباعه لغرس القيم الأخلاقية لدى الأطفال؟
تنشئة الأطفال بطريقة سليمة تتطلب المزيد من الوعي والمعرفة ودرجة عالية من الهدوء والحساسية حتى لا تكون النتائج سلبية؛ وهنا يكمن دور الأسرة باعتبارها المجتمع الأول للطفل ومن ثم المدرسة والبيئة المحيطة.
يتجلى دور الوالدين من خلال الحرص على إظهار الأخلاق الحسنة أمام أطفالهم حيث وسيلة الطفل الأولى للاكتساب هي تقليد الآباء حيث يعدون قدوتهم المثلى وتجنب أسلوب العقاب الشديد عند ارتكاب الأخطاء واستبداله بالنقاش الصريح من خلال توضيح عواقب الخطأ ونتائجه السلبية وكذلك تشجيع الطفل بتقديم مكافأة له عند القيام بعمل أخلاقي جيد.
وللمدرسة دور هام بترسيخ عدد من القيم الأخلاقية التي كان للأسرة البادر الأساسي بغرسها؛ وذلك بطرق مباشرة ومقصودة من خلال تناول ومناقشة هذه القيم في مواد الدراسة والتأكيد على التّمسك بها؛ وأيضاً التمييز بين السلوك الحسن والسلوك السيئ وبيان ثمرات الطاقات والسلوكيات الخيِّرة والاقتداء بها.
لكن علينا أن نعترف أننا نحن البشر لسنا لوحة فارغة عند الولادة. يولد بعض الناس بصفات نبيلة أكثر من غيرهم، كما يولد بعض الأشخاص بصفات سيئة بعض الشيء بغض النظر عن بيئتهم الجيدة أو السيئة أو السلوكيات الجيدة أو السيئة لوالديهم.
هذا لا يعني أن سلوكهم جيد أو سيئ، لكن المواقف تكون ثابتة منذ الولادة. يمكنهم تغيير أخلاقهم الجيدة إلى الأسوأ أو السيئة إلى الأخلاق الأفضل أثناء حياتهم. خلال فترة النمو من الطفولة إلى البلوغ، يمكن أن تتغير الأخلاق والسلوكيات الجيدة إلى سيئة (خاصةً إذا كانت البيئة مشجعة) وفقًا لتأثير البيئة (الآباء والمعلمين والأشخاص المحيطين، إلخ).
لكن للأسف نتيجةً لظروف الحياة من الأسهل أن تنقلب داخلنا الأخلاق الجيدة إلى الأسوأ، لأن التغيير من السيئ إلى الجيد يستغرق مزيدًا من الجهد!
مهما كان نوع ذكائك.. خطوات بسيطة يمكنها أن تنمّيه اعرفها الآن!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.