فيلم بشتري راجل … عمل كوميدي بتوليفة ناجحة
5 د
الأفلام الرومانسية الكوميدية، هي نوعية أفلام لطيفة ومفضّلة في السينما الأجنبية، كثيراً ما حاول صانعو الأفلام في مصر صناعة أفلام تنتمي لهذه النوعية.
ولكن على الرغم مما تبدو عليه هذه الأفلام من بساطة، فإنّ الفيلم المصري نادراً ما يلاقي النجاح، ويرجع هذا لعدة أسباب، إمّا لاختيار قصة فيلم ضعيفة ومستهلكة، أو لسوء اختيار الممثلين، أو لافتعال الكوميديا بشكل زائد ومقحم، لكل هذه الأسباب، فإنّ التحية واجبة لصنّاع فيلم بشتري راجل؛ لأنّهم لم يقعوا في كل الأفخاخ سابقة الذكر.
اقرأ أيضاً: تريد مشاهدة كونان؟ بهذه الطريقة يمكنك مشاهدة أقل من نصف الحلقات المعروضة بدون تأثير على القصة
في البداية، فإنّ توليفة الفيلم الرومانسي الكوميدي الناجح شبه واحدة ومعروفة، تعريف سريع بالأبطال وقصة الفيلم وتبلوّر الفكرة – شد وجذب – هدوء – شد وجذب – نهاية سعيدة، وكما قلت سابقاً رغم أنّ التوليفة تبدو بسيطة وسهلة، إلاّ أنّ النجاح في صناعة فيلم بهذه المواصفات لا يكون بهذه البساطة.
اقرأ أيضاً: أهم الأفلام الهندية في 2017
قصة الفيلم
يحكي الفيلم عن فتاة ترفض الزواج، لأنّها لا تريد أن يتحكم في حياتها رجل، وذلك بعد العديد من التجارب العاطفية الفاشلة، تريد الفتاة أن تصبح حرة، وترى أنّ الزواج سيحرمها من هذه الحرية.
ولكن صدمة أنّها اقتربت من الأربعين وفرصها في الإنجاب أصبحت ضعيفة تجعلها تفكر بطريقة أخرى، فماذا إن دفعت هي النقود لأحد الرجال كي يقوما معاً بتمثيل مسرحية الزواج الشرعي أمام الجميع، بينما كل ما تريده منه في الحقيقة هو حيواناته المنوية من أجل أن تحمل بطريقة التخصيب الصناعي.
تؤسس الفتاة صفحة على الفيسبوك وتضع شروطها والمقومات التي تريدها في الرجل والمبلغ المالي مقابل هذه الصفقة، فيتقدم لها الكثيرون طمعاً بالطبع في المبلغ المالي، وبعد التحاليل والاختبارات تستقر في النهاية على الرجل الذي سيؤدي معها هذه المسرحية.
الأداء التمثيلي
الفيلم بالطبع قائم على اسم “نيللي كريم” بالأساس، التي ينتظرها الجميع بعد أدوار “النكد” التي أبدعت فيها في المسلسلات لعدة سنوات متتالية، فأعلنت كريم أنّها تستعد لخوض فيلم كوميدي فانتظره الجميع بفارغ الصبر. لا يعد هذا الفيلم هو الأول من هذه النوعية “لنيللي كريم”، ولكنه الأول بعد النقلة النوعية في أدائها، فجاء متطوراً عن باقي أفلامها الخفيفة السابقة.
اختيار محمد ممدوح لأداء دور البطل هو اختيار جريء من نوعه، فممدوح الملقّب ب”تايسون”، طويل القامة، عريض المنكبين، ذو كرش كبير، وملامح بعيدة عن ملامح الفتى الأول المعهودة في السينما.
اقرأ أيضاً: أهم أفلام الأكشن في 2018 حتى الآن
باختصار ممدوح يشبه الكثير من الرجال المصريين العاديين، وربما هذا ساعد في نجاح هذا البطل.
بعيداً عن ملامحه الشكلية، فممدوح اشتهر عاماً بعد عام بأدائه التمثيلي المميز، والذي يشعر المشاهد بتلقائيته، فلا يشعر أنّه أمام ممثل، وإنما أمام شخصية حقيقية من لحم ودم، حتى وإن كان الدور كوميدي. ورغم أنّ الفيلم قائم بالأساس على اسم “نيللي كريم”، إلاّ أنّ أداء ممدوح لفت الأنظار والاهتمام إليه رغماً عن المتفرج، ليدخل إلى القلب مباشرة.
لا يحتوي الفيلم على الكثير من الممثلين الثانويين، ولكنهم جميعاً كانوا لائقين على أدوارهم، بداية من “ليلى عز العرب” وصولاً إلى “دنيا ماهر”، و “محمد حاتم” و “ليلى عربي”، وبالطبع “لطفي لبيب” الذي نقول عليه باللهجة المصرية “بونبوناية الفيلم”، جاءت جميع الأدوار الثانوية في محلها وتركت أثراً خفيفاً طيباً لدى المشاهد.
مميزات الفيلم
من مميزات الفيلم أنّه لا يُشعرك بالملل، السيناريو محبوك بشكل جيد، الإخراج جيد ل”محمد علي” والمونتاج ل”وائل فرج” في محله، أمّا الأهم فهو لغة الحوار ل”إيناس لطفي”.
فالحوار في الفيلم كان جيد جداً ومعاصر وغير مفتعل، يستخدم التعبيرات التي نستخدمها يومياً في الحياة، بدون شعارات زائفة أو إلقاء نكات في غير محلها.
ودعونا لا ننس أنّ اختيار المزرعة كمكان للتصوير كان اختياراً ممتازاً ومريحاً للعينينن، وبعيداً عن زحام المدينة.
هناك أمر آخر قد لا تلاحظه سوى عين أنثوية، وهو حسن اختيار الملابس والإكسسوارات الخاصة بنيللي كريم تحديداً، فكل ما يخص هذا الجانب من الفيلم قد تم اختياره بدقة شديدة، ليعبّر عن الطبقة المتوسطة العليا التي تنتمي إليها الفتاة، التي لا تبخل على نفسها بشراء الملابس الغالية والإكسسوارات التي تتبع الموضة.
ربما كانت أغنية الفيلم هي الأمر الوحيد الذي كان خارج السياق ومقحماً بشدة، فالفيلم تمسّك بالضرورة التجارية لوجود أغنية مرتبطة بالفيلم. لذا بدت الأغنية شاذة وسط الأحداث، وكان من الممكن دمجها بشكل أفضل من ذلك لتدخل في السياق الدرامي بشكل طبيعي ومنطقي.
الدعاية
دعاية الفيلم أتت غير تقليدية بالمرة، فبدأت بصفحة غير مرتبطة بالفيلم وقبل ان يظهر في الإعلام اسم الفيلم من الأصل، بنشر صفحة على فيسبوك باسم “بشتري راجل”، وفيه تشرح الفتاة مؤسسة الصفحة غرضها من إنشاء الصفحة، وهو الحصول على حيوانات منوية لرجل وبمقابل مادي ضخم، وذلك في سبيل أن تحمل في أسرع وقت ممكن لكون احتمالات الحمل لديها تضعف بمرور الوقت.
انتشرت الصفحة سريعًا بين مرتادي الفيسبوك، ليبدأ الناس في النقاش حول هدف الفتاة من هذا الأمر، وبين مؤيد ومعارض اشتعل الأمر وكتبت عنه العديد من المواقع الصحفية، وقبل نزول الفيلم بفترة قصيرة، أعلنوا أن هذه الصفحة هي الصفحة الدعائية للفيلم.
فكرة الفيلم جريئة وغير تقليدية، كما أن اسم الفيلم “بشتري راجل” هي الجملة التقليدية التي تقولها أسرة العروس للعريس قبل أن يثقلوا عليه بطلباتهم المادية المستحيلة، ثم يتزوج العروسان وينجبان الأطفال، ليبدأ دور الرجل داخل الأسرة في التقلص، راميًا حمل الأطفال على الأم وحدها. هنا البطلة تقرر أن تفعل مثلما يحدث في الأسر العادية، ولكن بأن تشتري الرجل فعلًا وليس كمجرد جملة تقال.
اقرأ أيضاً: أهم أفلام الأكشن والحركة في 2017
في النهاية نحن أمام فيلم جيد للغاية، غير مطلوب منه أن يبهرك لأنه فيلم خفيف، ولكن القائمين عليه أدّوا واجبهم جيدًا، فخرج الفيلم في صورة تستحق الإشادة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.