Birth /Rebirth.. كيف يتجاوز الفيلم قوانين الكون عَبر كارثته الأخلاقية؟
5 د
هناك فئة من الجنس البشري، لا تستهويها فكرة العيش والتأقلم مع حتمية الموت. نحن نؤمن أن الموت لا مفر منه، والخلود الذي نتطلع إليه هو ما وعدتنا به الأديان السماوية، في الآخرة من خلال جنة الله تعالى.
ما عدا حركة ما بعد الإنسانية، والتي تأسست مع أوائل القرن العشرين، المؤمنة بما جاء في الأساطير وتم تناقله عَبر الأجيال حول فكرة الخلود، الفكرة المرتهنة بتطور العلم والتكنولوجيا.
بهذين السلاحين سيتوصل العقل البشري لحل معضلة الموت، وإيجاد حلول لمشكلات المرض والشيخوخة.
مبدأيًا الحديث يكثر عن فكرة التجميد، تخزين وتجميد المخ، والشبكة العصبية، والجسد، وإيقاظهم فيما بعد.
واليوم في "أراجيك فن" نلقي الضوء على فيلم "Birth /Rebirth" (ولادة/الولادة الجديدة)، والذي يتناول هوس الإنسان في العبث بقوانين الخلق، وأخذ دور الخالق والتحكم بالجسد المادي والروح للإنسان، مستترًا خلف عباءة العلم، حجته خدمة البشرية. فيلم المخرجة "لورا موس" يتقاطع مع حركة ما بعد الإنسانية، من ناحية فكرة تجاوز الحدود البيولوجية والعقلية.
أيضًا يحيلنا العمل السينمائي للكاتبة "ماري شيلي"، ومنجزها الإبداعي الشهير "فرانكشتاين" عام 1818، أشهر حكاية رعب. قصة الكيميائي وعالم التشريح فيكتور فرانكشتاين، والذي قام بتشكيل إنسان مؤلف من أجزاء جثث مختلفة.
أرادت ماري شيلي الإضاءة على مدى حجم الرعب الذي ستتوصل عليه العلوم والثورة التكنولوجية.
والآن هيا بنا لنتعرف على أبطال لورا موس، والكارثة الأخلاقية المقترفة..!
Birth/Rebirth
الفقد أمر صعب، وليس بمقدور الإنسان التعامل مع الخسارة بقبول تام، ما بالك إن كان ذلك الفقدان، هو خسارة عزيزٍ نتيجة الموت! بالتأكيد أنت من تقرأ هذه الأسطر، عشت هذه التجربة، وربما تمنيت للحظات إعادة إحياء من توفى لك، لتوديعه كما يجب، أو كما يريح مشاعرك العاطفية.
يقول “إراسموس داروين” الفيزيائي والمخترع والفيلسوف الإنجليزي “إحياء الموتى ليس مستحيلًا، ليس من المستحيل حدوثه”.
ومع حدوتة المخرجة “لورا موس” والكاتب “بريندان جيه أوبراين”، توقن ذلك.
يتتبع فيلم Birth /Rebirth حكاية سيدتان تعملان في المجال الطبي، الأولى هي الدكتورة “روز كاسبر” وهي أخصائية علم أمراض في مستشفى بروكس، وتمارس مهامها في قسم المشرحة، وتقضي جل وقتها بين الجثث، ورائحة الموت، حيث بينهم لغة مشتركة، وانجذاب.
والثانية هي الممرضة النسائية “سيلي” والتي تعمل لساعات طويلة، ما يضطرها لترك ابنتها الوحيدة “ليلى” مع أحد الجيران لرعايتها.
يتشابك مصير المرأتان بعد موت الطفلة ليلى، بشكل ٍ مفاجئ وصادم، بسبب التهاب السحايا الجرثومي.
الأم المصدومة سيلي تعرف أن الدكتورة روز آخر شخص رأى ليلى، لذا تحاول رؤيتها أمام شقتها والحديث معها، لكنها ترفض، فتقوم باقتحام منزلها. وهناك تكون صدمتها الحقيقية، حيث تشاهد طفلتها ملقاة على سريرٍ طبيٍ، داخل منزل روز.
تخبرها الأخيرة أنها وجدت طريقة يمكن من خلالها إحياء الكائن الميت، وهذه التجربة اختبرتها على خنزيرها موريال.
أي أنها ناجحة. يبقى السؤال هل من عواقب لما سيحدث؟
عرض المزيد
إنتاج
2023
إخراج
لورا موس
بطولة
فيلم Birth /Rebirth
الفقد أمر صعب، وليس بمقدور الإنسان التعامل مع الخسارة بقبول تام، ما بالك إن كان ذلك الفقدان، هو خسارة عزيزٍ نتيجة الموت! بالتأكيد أنت من تقرأ هذه الأسطر، عشت هذه التجربة، وربما تمنيت للحظات إعادة إحياء مَن توفى لك، لتوديعه كما يجب، أو كما يريح مشاعرك العاطفية.
يقول "إراسموس داروين" الفيزيائي والمخترع والفيلسوف الإنجليزي “إحياء الموتى ليس مستحيلًا، ليس من المستحيل حدوثه”.
ومع حدوتة المخرجة "لورا موس" والكاتب "بريندان جيه أوبراين"، توقن ذلك.
نرشح لك: “أنمي ليس للأطفال”.. كيف استمرت فلسفة Bleach لأكثر من 300 حلقة في القتالات الدموية المذهلة؟
يتتبع فيلم Birth /Rebirth حكاية سيدتان تعملان في المجال الطبي، الأولى هي الدكتورة "روز كاسبر" وهي أخصائية علم أمراض في مستشفى بروكس، وتمارس مهامها في قسم المشرحة، وتقضي جل وقتها بين الجثث، ورائحة الموت، حيث بينهم لغة مشتركة، وانجذاب.
والثانية هي الممرضة النسائية "سيلي" والتي تعمل لساعات طويلة، ما يضطرها لترك ابنتها الوحيدة "ليلى" مع أحد الجيران لرعايتها.
يتشابك مصير المرأتان بعد موت الطفلة ليلى، بشكل ٍ مفاجئ وصادم، بسبب التهاب السحايا الجرثومي.
الأم المصدومة سيلي تعرف أن الدكتورة روز آخر شخص رأى ليلى، لذا تحاول رؤيتها أمام شقتها والحديث معها، لكنها ترفض، فتقوم باقتحام منزلها. وهناك تكون صدمتها الحقيقية، حيث تشاهد طفلتها ملقاة على سريرٍ طبيٍ، داخل منزل روز.
تخبرها الأخيرة أنها وجدت طريقة يمكن من خلالها إحياء الكائن الميت، وهذه التجربة اختبرتها على خنزيرها موريال.
أي أنها ناجحة. يبقى السؤال: هل من عواقب لما سيحدث؟
فأر تجارب
أسئلة كثيرة يطرحها الفيلم، حول الحياة والموت، والأمومة، التصالح والرضا، ورغبة الإنسان بتقمص دور الله تعالى. والأهم يطرح قضية أخلاقيات الإنسان، وكيفية التعامل مع المواقف التي تختبر إنسانيته، ونسفه كل القيم والمبادئ طالما أنها تقف عائقًا في وجه سعادته.
تتصور في البداية حربًا ما ستحدث بين روز وسيلي، وأن الأخيرة سترفض الممارسات غير القانونية التي تقترفها الأولى، وذلك بناءً على شخصيتها التي أظهرتها موس في البداية. إلا أنهما تتفقان، ويحدث انسجام سريع بينهما.
وتستعدان للتعاون والتناوب، على الاعتناء بالطفلة ليلى العائدة من الموت. كونها بحاجة لإمدادات متواصلة من المواد البيولوجية للحفاظ على حياتها.
فهي قيمة بالنسبة لكل واحدة، لسيلي هي ابنتها المرتبطة بها وكنز حياتها، وللدكتورة روز هي إرث لبحثها العلمي.
لكن استخدام "الطفولة" كفأر تجارب يتجاذبه العلم والحب، أمر منافي للقيم الإنسانية ولمعنى الحياة السامي.
أجواء من الخوف والرعب تسيطر عليك في أثناء المشاهدة، لأن الأيام الآتية تنذر بعواقب جسيمة لا محالة. وما يرتكب بحق البراءة، وبحق قانون الأرض، لا يجيد المنطق والعقل، والعاطفة، التعامل معه وتبريره. كما أن المعتقدات الدينة المتأصلة فينا، لا يمكنها تسويغه وإباحته.
يقفز الفيلم بسلاسة بين مشاهده، على الرغم من صعوبة التدقيق في المصطلحات العلمية والطبية، والحالة المظلمة التي يتبناها العمل، وإدراكها جيدًا، فما يحصل منفر، والتطور العلمي هنا مقيت.
تقدم البطلتان أداءً استثنائيًا ديناميكيًا، يبرز أدائهم مدى تعمق كل واحدة في الحالة الدرامية المريعة للقصة.
تحديدًا الممثلة "مارين أيرلند" بشخصية الدكتورة روز صاحبة المشاعر الباردة، والتي تمتلك رؤيتها الخاصة حول العالم، والأبحاث العلمية التي تحقق لها النشوة. علاقتها مع جسدها مضطربة، مثل محيطها الاجتماعي، بالنسبة لها هو أداة قابلة للاستخدام والاستغلال، وهذا الأمر بَيَّن طوال مدة الفيلم. كا حقن نفسها بحيوانات منوية لرجلٍ عابرٍ، واستخدامها لبنية حمضها النووي لإجراء تجربة على جثة ليلى.
حكاية كلاسيكية
تقول الكاتبة "جيسيكا كيانج" ضمن مقالها عَبر موقع "Variety": "تثبت مسرحية "الولادة/ الولادة الجديدة" التي تؤديها المخرجة لورا موس بشكل رائع ومثير للقلق، مدى جودة الحكاية الكلاسيكية عن الغطرسة العلمية والرغبة في التغلب على خرائط الموت في مسرحية أخلاقية دموية. العمل يخلق بعض اللحظات المضحكة غير المريحة، حتى عند ارتكاب تدنيس مروع بحق الجثث.
بينما اعتبر الكاتب "ديفيد إيرليك" من موقع "IndieWire" أنه لا يمكن لفيلم رعب، حتى لو كان فيلمًا متأصلًا، الصمود إذا لم يكن قابلاً للتصديق بشروطه الخيالية التي يتحدث بها.
إنه نموذج لفيلم يسلط الضوء بشكل واضح على التوتر ويغيب تمامًا عن الرعب، كما لو أنه يخشى ذلك. خاصةً أن أفكاره لا يسمح لها بالتطور إلى ما بعد مرحلته الجينية، إلا قلة قليلة منها.
يذكر أن العرض الأول لفيلم birth/rebirth كان ضمن مهرجان صندانس السينمائي 2023.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.