تريند 🔥

📱هواتف

“اختيار عنصر النار ليس عبثيًا”.. كيف يحارب فيلم Elemental العنصرية تجاه المهاجرين؟

"اختيار عنصر النار ليس عبثيًا".. كيف يحارب فيلم Elemental العنصرية تجاه المهاجرين؟
ساندي ليلى
ساندي ليلى

12 د

يُقال أن أسعد مكان في العالم هو عالم ديزني، لقد خلق والت ديزني عالماً خيالياً سحرياً رائعاً حول أكثر خيالاتنا جموحاً إلى واقع لطيف من الرسومات المميزة والحكايات الخرافية، يعد والت ديزني الشخصية المحورية لتاريخ سينما الرسوم المتحركة للأَطفال.

كما يعتبر أَيقونة ثقافية في هذا المجال، وذلك بفضل مساهمته العظيمة في عالم صناعة الترفيه خلال القرن الماضي، لقد أصبحت شخصيات ميكي ماوس وميني ماوس ودونالد داك أو كما نعرفه باسم بطوط، رمزاً عالمياً بصرياً قوياً، لم يكتفِ ديزني المبدع الرائع بخلق شخصياته اللطيفة هذه، بل حول القصص الخرافية المعروفة بقصص الأخوين غريم إلى أفلام رسوم متحركة أصبحت مع مرور الزمن جزءاً لا يتجزأ من طفولتنا وذاكرتنا، برسومها الجميلة والأغاني المميزة التي ترافق كل فيلم تنتجه شركة ديزني.

لم ينتهي الحلم مع موت صاحب الحلم، ولم تتوقف شركة ديزني عن تجسيد أحلام الطفولة، واستمرت بتقديم أفلام رسوم متحركة رائعة مميزة حفرت لنفسها مكانة كبيرة في قلوب كل من شاهدها، يستحيل ألا تعرف قصة سندريلا وأميرها الوسيم، أو قصة بوكاهانتس الهندية الحمراء الحسناء، أو حتى علاء الدين وأميرته ياسمين السمراء الرقيقة، كل هذه القصص كانت قصصاً تروى على مسامع الأطفال، جعلت منها شركة ديزني قصصاً مرئية جميلة زادت السحر سحراً.

عبر الأعوام الماضية وخاصة منذ عام 2006 اشترت شركة ديزني شركة بيكسار الصغيرة الرائدة في عالم الرسوم المتحركة بالكمبيوتر، وقد نتج عن هذا الاتحاد مجموعة رائعة من أفلام الرسوم المتحركة التي حققت نجاحاً خيالياً، ونالت جوائز وتكريمات عجزت أفلام أخرى موجهة للبالغين عن نيلها.

يعتبر الكثيرون أن أفلام ديزني وبيكسار موجهة للأطفال فقط، لكن هؤلاء أنفسهم وبمجرد مشاهدتهم لها وقعوا في حب هذا العالم الساحر اللطيف المميز، إذ أن هذه الأفلام تحمل دوماً رسائل لطيفة مهمة تقدم بطريقة ساحرة طفولية بل حتى أنها تقوم بتبسيط مفاهيم صعبة معقدة كما فعل فيلم Inside out مثلاً.

مع انطلاقة الصيف قررت ديزني وبيكسار إطلاق فيلم Elemental كهدية رائعة لكل العائلة، بقصة حب تقدم لأول مرة وسنقدم لكم اليوم في "أراجيك فن" مراجعة مميزة لهذا الفيلم المميز الذي ورغم الانتقادات الموجهة إليه نجح في أسر قلوبنا وتوضيح أفكار مجتمعية لطيفة بطريقة لا يقدر عليها أي فيلم سوى أفلام الرسوم المتحركة المميزة دوماً.

7.1/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Elemental

يحكي الفيلم قصة عائلة لومين المكونة من الزوجين بيرني وسيندر وابنتهما إمبر، وهم من عنصر النار يقرر الزوجان الهجرة إلى مدينة العناصر حيث يواجهون الكراهية من العناصر الأخرى، تمتلك العائلة متجراً يدعى”الفرن”، الذي يحتوي على الـ Blue Flame الذي يمثل تراثهم وتقاليدهم لجذب العديد من رعاة عنصر النار بمرور الوقت، تحلم إمبر بتولي العمل بمجرد تقاعد بيرني، ولكن يجب عليها أولاً أن تتحكم في أعصابها النارية وغضبها.

لكن وعندما سمح بيرني لإمبر بإدارة المتجر بمفردها، يتدافع العملاء حولها فتصاب بالهلع وتندفع إلى الطابق السفلي فيتسبب انفجارها الناري بكسر أنبوب الماء وإغراق الطابق السفلي، عندها ينجرف وايد عنصر الماء ومفتش الصحة إلى قبو الفرن عن طريق الخطأ، يلاحظ وايد الأعطال في السباكة التي تهدد مدينة العناصر بأكملها، يعلم أن عليه فعل الأمر الصحيح، أي أن يتجه إلى قاعة المدينة لإبلاغ صاحب العمل عنصر الهواء غايل كومولوس، الذي يقرر إغلاق الموقد على الفور، يشفق وايد على إمبر ويقرر مساعدتها لإبقاء المحل مفتوحاً، والعثور على المصدر الحقيقي للفيضان خلال أسبوع واحد لا أكثر.

مع مرور الوقت واستكشاف المدينة الشبيهة بنيويورك تنشأ علاقة قوية جميلة تمتزج فيها الرومانسية بالكوميديا بين وايد الثري المرفه، وإمبر ابنة المهاجرين، النار والماء لا يمتزجان، إنهما متنافران تماماً لكن ورغم كل شيء تجمع الصداقة بين وايد وإمبر، التي تتحول إلى حب لطيف يجمع بينهما، وتستمر أحداث الفيلم بسلاسة تامة ولطافة مطلقة حاملة رسالة مهمة لكل شخص في العالم، لا للعنصرية فيما بيننا، الحب لغة عالمية تجمع كل الأطياف دون تفرقة، إنها المرة الأولى التي تقدم فيها ديزني وبيكسار قصة حب كموضوع أساسي في الفيلم، لم تكن هذه الفكرة الوحيدة التي حملها الفيلم إذ احتوى على كثير من الأفكار الجميلة الملهمة المقدمة بألطف وأبسط شكل ممكن.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    بيتر سوهن

بطولة

كاثرين أوهارا،
ليا لويس،
مامودو آتي

متاح على

disney_url

الحب لا يعرف اختلافاً ولا حدوداً

فيديو يوتيوب

يحكي الفيلم قصة عائلة لومين المكونة من الزوجين بيرني وسيندر وابنتهما إمبر، وهم من عنصر النار يقرر الزوجان الهجرة إلى مدينة العناصر حيث يواجهون الكراهية من العناصر الأخرى، تمتلك العائلة متجراً يدعى"الفرن"، الذي يحتوي على الـ Blue Flame الذي يمثل تراثهم وتقاليدهم لجذب العديد من رعاة عنصر النار بمرور الوقت، تحلم إمبر بتولي العمل بمجرد تقاعد بيرني، ولكن يجب عليها أولاً أن تتحكم في أعصابها النارية وغضبها.

لكن وعندما سمح بيرني لإمبر بإدارة المتجر بمفردها، يتدافع العملاء حولها فتصاب بالهلع وتندفع إلى الطابق السفلي فيتسبب انفجارها الناري بكسر أنبوب الماء وإغراق الطابق السفلي، عندها ينجرف وايد عنصر الماء ومفتش الصحة إلى قبو الفرن عن طريق الخطأ، يلاحظ وايد الأعطال في السباكة التي تهدد مدينة العناصر بأكملها.

يعلم أن عليه فعل الأمر الصحيح، أي أن يتجه إلى قاعة المدينة لإبلاغ صاحب العمل عنصر الهواء غايل كومولوس، الذي يقرر إغلاق الموقد على الفور، يشفق وايد على إمبر ويقرر مساعدتها لإبقاء المحل مفتوحاً، والعثور على المصدر الحقيقي للفيضان خلال أسبوع واحد لا أكثر.

مع مرور الوقت واستكشاف المدينة الشبيهة بنيويورك تنشأ علاقة قوية جميلة تمتزج فيها الرومانسية بالكوميديا بين وايد الثري المرفه، وإمبر ابنة المهاجرين، النار والماء لا يمتزجان، إنهما متنافران تماماً لكن ورغم كل شيء تجمع الصداقة بين وايد وإمبر، التي تتحول إلى حب لطيف يجمع بينهما.

وتستمر أحداث الفيلم بسلاسة تامة ولطافة مطلقة حاملة رسالة مهمة لكل شخص في العالم، لا للعنصرية فيما بيننا، الحب لغة عالمية تجمع كل الأطياف دون تفرقة، إنها المرة الأولى التي تقدم فيها ديزني وبيكسار قصة حب كموضوع أساسي في الفيلم، لم تكن هذه الفكرة الوحيدة التي حملها الفيلم إذ احتوى على كثير من الأفكار الجميلة الملهمة المقدمة بألطف وأبسط شكل ممكن.


كيف يصنع الزجاج؟.. بيكسار تفعلها من جديد وتوضح مفاهيم صعبة

كأي فيلم لديزني وبيكسار امتلأ الفيلم بالأفكار الظريفة المقدمة في قالب من الرسوم البارعة والكوميديا، كثير من الأطفال لا يعلمون مثلاً أهمية النار في صنع الزجاج، إن فكرة أن الرمل الخشن غير النقي يتحول إلى شيء صاف هش كالزجاج بفضل الحرارة العالية هو أمر معقد قليلاً، لكن الفيلم نجح في توضيح هذه الفكرة منذ بداياته عندما نجحت إمبر في إصلاح إبريق زجاجي بفضل قدراتها.

لقد كان تصميم المشاهد الخاصة بتفاعل العناصر مع بعضها البعض لتشكيل البيئة والأرض قوياً حقاً من نواح كثيرة، سواء كرسم أو كتحريك أو كفكرة أنه لا يمكن لأحد العيش منفرداً ولا يمكننا الاستغناء عن أي عنصر من عناصر الطبيعة.

تخيل مثلاً لو لم يكن هناك نار، ستكون الحياة مستحيلة أو لو اختفى الماء من على وجه الأرض؟ سنموت خلال دقائق قطعاً، أو حتى لو أن التربة اختفت ماذا سنفعل، أين سنزرع الأشجار والنباتات وكيف سنبني البيوت؟ إنها فرضية مقلقة أليس كذلك؟!

هذا ما يحاول الفيلم إيضاحه، إن الطبيعة متناغمة متجانسة بتواجد جميع عناصرها وتفاعلهم مع بعضهم البعض.

وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بيكسار بتوضيح مفاهيم صعبة ومعقدة فقد قدمت سابقاً فيلم Inside out الذي قدم شرحاً لطيفاً مبسطاً لكيفية عمل مشاعرنا البشرية كذلك فيلم Coco الذي شرح فكرة الموت بشكل رائع أزال السوداوية والخوف الذي تحمله الفكرة يستحيل ألا تغرم بأغنية Remember me لو كنت قد شاهدت الفيلم سابقاً.

لكن الشركة لم تقدم هذا الفيلم بكل هذه الميزانية الضخمة كي تقول هذا فقط، لقد كان هناك إسقاطات أخرى للفيلم لا ريب أن كل من شاهده انتبه لها.


محاربة العنصرية تجاه المهاجرين 

منذ بداية الفيلم نلاحظ أن عائلة لومين يواجهون الـ Xenophobia أي الخوف من الأجانب، وهي حالة حقيقية مثبتة علمياً توضح الخوف الذي يصيب سكان البلد الأصلي من المهاجرين والغرباء، أي أنه لفظ علمي منمق لكلمة قبيحة هي العنصرية.

لم يكن اختيار كون عائلة لومين المهاجرة كعنصر النار محض صدفة، بل كان اختياراً ذكياً كرمز المهاجرين القادمين من الأماكن الحارة، والذين وحتى يومنا هذا يواجهون العنصرية والتمييز، تتعرض عائلة لومين وسائر عناصر النار للتفريق والتمييز إذ يتم النظر لهم بدونية والتعامل معهم بازدراء، يقابلونه هم برفض قوي لأي شخص خارج محيطهم وحيهم، وهو ما نراه جلياً عندما يرفض والدا إمبر علاقتها مع وايد ويحاولان بكل طاقتهما إبعادهما عن بعضهما.

يهدف الفيلم إلى تصوير قضية صعبة مؤلمة هي العنصرية ضد المهاجرين بطريقة لطيفة محببة على طريقة بيكسار المعتادة، وهذا ما نراه منذ أول لحظة في الفيلم عندما نرى دهشة إمبر من قدرتها على التفاعل مع بقية العناصر، وهي التي نشأت وتربت على فكرة أن النار لا ينبغي أن يقترب من أي عنصر آخر مهما كان.

الحياة صعبة عسيرة لكن وجود شيء ثقيل قاس كالكراهية والعنصرية لن يفعل أي شيء سوى جعلها أكثر صعوبة، الناس متنوعون مختلفون ومكان ولادتك لا ينبغي أن يحدد مسار حياتك بأكمله، لكن وللأسف رغم كل تطورنا لا يزال بعض الناس ينظرون نظرة دونية إلى أولئك الهاربين من الفقر واليأس والباحثين عن حياة أفضل في بلادهم المرفهة الثرية، وقد استطاع Elemental تجسيد هذه الفكرة بمنتهى الروعة.


رسم مذهل مع ألوان مبهجة متقنة وموسيقى رائعة

لطالما قدمت بيكسار حتى قبل الاندماج مع ديزني قصصاً مميزة بخيال جامح ساحر غير المحدود، لكن وفي فيلم Elemental لم يكن النجاح الأكبر حليف القصة، تجاذب الأضداد وقصة حب محرمة واثنان يحاربان العالم لأجل حبهما، لقد قتلت هذه القصة وقدمت مئات المرات منذ أن ظهر روميو وجولييت إلى الوجود، قد تكون القصة قديمة مكررة لكنها قدمت في قالب لطيف من المشاعر الإيجابية والإبداع الحقيقي المتجسد في الرسم المتقن الدقيق والتصميم الرائع لكل الشخصيات.

التفاصيل الصغيرة هي أجمل ما في الفيلم ألوان إمبر العصبية الحزينة في أعماقها وعائلتها قوية صارخة أما وايد الأخرق الرومانسي الرقيق فقد كانت ألوانه هادئة لطيفة أمًا أجمل ما تم تقديمه فهو الألوان المتناسقة التي تكون مدينة العناصر والتي تدل على تناغمهم وتجانسهم مع بعضهم البعض، بينما الموسيقى فلا جديد على بيكسار التي تتميز دوماً بوجود أغانِ وموسيقى مميزة في كل فيلم من أفلامها.

بالعودة إلى القصة فقد لاحظ الكثيرون بعض التشابه بين فيلم العناصر وفيلم آخر ناجح لنفس الشركة Zootopia الذي حقق نجاحاً كبيراً عند عرضه ولا تزال بعض مشاهده خالدة في أذهان الكثيرين، يتشابه الفيلمان في فكرة تجاذب الأضداد والاختلاف أو مثلاً في أحد المشاهد يحاول وايد وإمبر الحصول على معلومات من عنصر أرض بليد يدعى فيرن، ألا يذكرك هذا بشيء آخر مشابه؟

في الواقع هناك نظرية غريبة انتشرت كالنار في الهشيم بين النقاد والجماهير، مفادها أن الفيلم كُتب بأكمله بواسطة الذكاء الاصطناعي، لكن وبغض النظر عن ثغرات الحبكة فإن فيلم Elemental فيلم جميل ممتع بقصة محببة لطيفة مسلية ورسم وألوان تجعله قطعة من الفن الرفيع، إنه العمل الأكثر جاذبية وإبداعاً هذا الصيف كما أنه مناسب لكل أفراد العائلة كباراً وصغاراً.


اختيار مثالي للأداء الصوتي

بيكسار لا تقبل بالمنافسة، ولطالما قدمت أفلاماً ذكية ساحرة تتميز دوماً بالكوميديا العبثية التي تجعلك تضحك من قلبك خاصة لو كانت الأحداث والشخصيات من خارج عالم البشر، إنها تلك الأشياء والنكات الصغيرة هي التي تخلق متعة المشاهدة و Elemental لم يخلُ منها على الإطلاق، كانت بعض مشاهد الفيلم خاصة تلك التي تجمع بين إمبر وعائلة وايد الخرقاء هي الأجمل والأكثر إضحاكاً يستحيل ألا تنفجر ضحكاً وأنت تراهم يلعبون لعبة البكاء.

كما أن علاقة وايد وإمبر كانت مضحكة كوميدية بقدر ما كانت رومانسية تكاد تماثل العلاقة اللطيفة التي حملها لنا الفيلم الأسطوري You've got a mail نحن بحاجة للقليل من رومانسية التسعينات الجميلة كي ننسى هذا العالم المضطرب المعقد الذي نعيش فيه ولو لبضع ساعات.

ولا ننسى طبعاً أن اختيار طاقم التمثيل هو أهم ما في أي عمل حتى لو كان فيلم انميشن، إن الصوت جزء لا يتجزأ من الشخصية لا يمكن تخيل وايد الأخرق الحنون بصوت جهوري عسكري مثلاً سيكون هذا غريباً بشكل منفر، في الحقيقة كان اختيار الممثلين ملائماً جداً للشخصيات المتنوعة المختلفة المرحة التي احتواها الفيلم.

كحوار عادي أو موسيقي، خاصة ليا لويس التي أبدعت بأداء صوت إمبر وثنائيتها الجميلة المرحة مع مامودو آتي الذي أدى دور وايد، لاشك أن أداءهما الرائع أضاف الكثير من اللطافة إلى هذا العمل اللطيف أصلاً.


شراكة ديزني وبيكسار أفضل ما حدث لعالم الرسوم المتحركة

منذ نشوء شركة بيكسار نجحت في فرض اسمها بقوة في عالم الرسوم المتحركة بتقديمها للفيلم الأسطوري Toy story أو حكاية لعبة عام 1995 إضافة إلى عدد كبير من الأفلام الرائعة مثل Monster inc أو شركة المرعبين المحدودة ولا ننسى طبعاً الفيلم الألطف Finding Nemo أو البحث عن نيمو، لفتت نجاحات بيكسار وأفلامها المميزة اللطيفة أنظار عملاق الرسوم المتحركة ديزني فتم الاندماج عام 2006 بعد كثير من المشاكل القانونية الدائرة خلف الكواليس.

لكن ورغم كل هذا لا يمكن لأحد إنكار حقيقة أن ديزني وبيكسار قدمتا معاً مجموعة رائعة من الأفلام الرائعة الموجهة لكل أفراد العائلة في الفترة التي يعتبرها الكثيرون العصر الذهبي لبيكسار، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الفيلم الرائع Up أو فوق الذي يحكي مغامرة كارل فريدريكسون البالغ 87 عاماً والذي حلم طيلة حياته هو وزوجته أن يزورا حدائق وغابات أمريكا الجنوبية، إلا أنها توفيت قبل أن يحقق لها ما تريد، فيقرر الذهاب إلى هناك مباشرة بطريقة غريبة، هي ربط منزله بالكثير والكثير من البالونات، كذلك فيلم Inside out الذي تحدثنا عنه سابقاً في مقالنا.

وأوضحنا كيف شرح عمل المشاعر البشرية بألطف شكل يمكن لك أن تتخيله، ولا يمكن لنا إهمال الكلام عن فيلم Soul الذي قدم تصوراً جميلاً فريداً من نوعه عن فكرة الموت والأرواح بشكل مختلف عما قدمته ديزني وبيكسار في فيلم Coco، الذي احتفى بالثقافة المكسيكية.

عبر الأعوام عمدت بيكسار إلى إنتاج أجزاء جديدة من أفلامها القديمة الناجحة مثل حكاية لعبة، الذي يمكن أن نعتبره تميمة الحظ الخاصة بالشركة، لذا كان خبر وجود فيلم جديد بقصة جديدة كلياً خبراً رائعاً يبشر بفيلم لطيف جميل كعادة بيكسار وهو ما حدث إذ قدمت مدينة العناصر تصوراً بسيطاً لطيفاً لفكرة العنصرية وأهمية تجاهل الاختلافات وتنحيتها جانباً لأجل الحب، لكن ورغم كل ذلك لم يحقق الفيلم الإيرادات المتوقعة منه في الأيام الأولى لعرضه ولهذا أسباب متعددة لعل أبرزها كم الانتقادات القاسية التي وجهت إليه والتي سنستعرضها حالاً.


هل تسببت الانتقادات لقلة الإيرادات في شباك التذاكر؟

عُرض الفيلم في ختام مهرجان كان السينمائي قبل عرضه في دور السينما بفترة طويلة، لذا تضاربت آراء النقاد تضارباً قوياً حوله، القسم الأول منهم الأكثر تسامحاً وجد الفيلم لطيفاً ذكياً قدم قصة قديمة بقالب جديد موجه لكافة أفراد العائلة، بل حتى أنه نال تقييم 75% على موقع الطماطم الفاسدة وهذا تقييم مرتفع نسبياً بالنسبة لفيلم رسوم متحركة.

أما القسم الثاني فقد رأى أن حبكة الفيلم كانت منسوخة من فيلمي بيكسار الناجحين Inside out و Zootopia وأن قضية العنصرية ألقت بثقلها على الفيلم الطفولي مما أضر بالحبكة ككل.

في الواقع رأى العديد من المشاهدين تشابهاً في بوستر الفيلم وبوستر فيلم Inside out حتى أن كثيرين اعتقدوا أنه جزء ثان منه، لكن عند التعمق بأحداث الفيلم ستجد قصة مختلفة كلياً، حتى التشابه بينه وبين Zootopia كان طريفاً أكثر مما كان مزعجاً.

لقد كانت أغلب الانتقادات موجهة نحو القصة والحبكة، إذ لم يتمكن أقسى النقاد قلباً من إنكار براعة الرسم والتحريك وجمالية الألوان المتنافرة المنسجمة في الوقت نفسه، لكن ولأن الإنسان بطبعه كائن سلبي، فقد تأثر كثير من المتابعين بالنقد السلبي للقصة دون التعمق في قراءة النقد كاملاً، ولربما كان هذا واحداً من أسباب ضعف إيرادات الفيلم.

لقد تكلفت صناعة الفيلم 300 مليون دولار وهو رقم خيالي حقاً بالنسبة لإنتاج فيلم رسوم متحركة، هناك أسباب كثيرة أخرى لعدم تحقيق الفيلم أرباحاً تفوق كلفة إنتاجه، من أبرزها عدم عرض الفيلم في التوقيت نفسه في كل البلدان إذ أنه من المخطط عرض الفيلم على مدار الصيف.

إضافة إلى أن وجود كثير من المنافسة هذا الصيف قد أضر بالفيلم، لقد تسببت فترة الجائحة بأضرار حقيقية على عالم الفن والسينما وتم تأجيل كثير من المشاريع إلى وقت لاحق ويبدو أن هذا الصيف هو الوقت اللاحق كان هناك كثير من الأفلام الصادرة خلال الشهر الماضي مثل Fast X و guardian of the Galaxy vol 3 وطبعاً لا ننسى فيلم الانميشن الخارق Spider-Man . across the spider-verse كل هذا الطوفان من الأفلام.

نرشح لك: Spider-Man: Across the Spider-Verse.. هكذا تستعيد “مارفل” شعبيتها وتعوض خسائرها السينمائية!

إضافة إلى التسويق السيء من ديزني الذي أضر بالفيلم وإيراداته برأي البعض من النقاد، كما أن أغلب المتابعين يفضلون مشاهدة الفيلم عند إصداره على منصة +Disney بدلاً من الذهاب إلى السينما رغم أنه فيلم لطيف حقاً يذكرنا نوعاً ما ببعض من أجمل إصدارات ديزني وبيكسار.

في النهاية ينبغي التنويه إلى أمر مهم أن هذه الإيرادات لا تزال مبدأية والفيلم ما زال في بداية عرضه، وقد نتفاجأ لاحقاً أنه أصبح أعلى أفلام ديزني وبيكسار تحقيقاً للإيرادات خاصة أنه يحقق أرقاماً عالية في دور السينما المصرية والعربية، إنه فيلم لطيف مميز يستحق أن تأخذ العائلة للاستمتاع به في العطلة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.