في الهالوين .. مجموعة من أشهر شخصيات الأفلام التي ارتبطت بالأقنعة
8 د
“الأقنعة”.. تحمل الغموض وتثير الفضول وتبعث بالنفس شيئاً من الارتياب، فنحن دائماً نتخوف مما نجهله ونتشكك فيما لا نراه بوضوح، وقد استغل صُنّاع السينما تأثير الأقنعة مئات المرات في الأفلام، وعدد الأقنعة التي ظهرت بالأعمال السينمائية -على اختلاف أشكالها وأنواعها- سواء كانت محورية أو ثانوية ضمن الأحداث يفوق ما يمكن حصره.
مع اقتراب احتفال الهالويين ترصد أراجيك فن معكم مجموعة من أبرز الشخصيات المُقنعة التي ظهرت على الشاشة الكبيرة، تلك الشخصيات التي كان هناك ارتباط وثيق بينها وبين أقنعتها أو التي كان ارتداء الأقنعة -طواعيةً أو إرغاماً- نقطة تحول بارزة في مسيراتها.
دارث فيدر Darth Vader Star Wars
تم ابتكار شخصية “دارث فيدر” من قبل المُبدع “جورج لوكاس” وظهرت ضمن سلسلة حرب النجوم الأصلية “الثلاثية الأولى” التي عُرضت بالفترة ما بين عامي 1977: 1983، حيث كان الخصم الرئيسي وأبرز الشخصيات على جانب الشر، بعد النجاح الساحق للسلسلة تم استعراض أصوله ورحلة تحوله إلى الجانب المظلم خلال السلسلة المُكملة Prequel “الثلاثية الثانية” التي عُرضت ما بين عامي 1999:2005، وهو مُصنف كثالث أفضل شخصية شريرة في تاريخ السينما من قبل معهد الفيلم الأمريكي.
اشتهر “دارث فيدر” بالقناع -أو الخوذة- السوداء التي تحمل نقوشاً أشبه بالجمجمة البشرية، قد أحاط ذلك القناع الشخصية بحالة من الغموض مما زادها هيبة، كان “لوكاس” موفقاً في قرار عدم إظهار الوجه الحقيقي للشخصية إلا في وقت متأخر جداً وتحديداً في نهاية ثلاثية Star Wars الأولى، وقد كان هذا المشهد من أقوى وأفضل لحظات السلسلة حيث اكتشفنا بتلك اللحظة سر حرصه على إخفاء ملامحه، فإن كان القناع يثير الرعب في قلوب خصومه، فإن وجهه الحقيقي يُنزل الرعب في قلبه هو!
باين Bane The Dark Knight Rises
اعتدنا رؤية معظم الشخصيات في أفلام الكوميكس -على جانبي الخير والشر- يرتدون الأقنعة التي تخفي هويتهم الحقيقية، لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لشخصية “باين” التي جسدها الممثل “توم هاردي” بالجزء الثالث والأخير من ثلاثية فارس الظلام الشهيرة The Dark Knight Rises، فهو لم يختر ارتداء القناع إنما فعل ذلك اضطراراً وكان ذلك بمثابة نقطة تحول في مسيرته.
كان القناع -الذي صُمم براعة- جزءاً أصيلاً من شخصية “باين” فهو يُلخص مأساته وكان نقطة تحول في مساره، حتى أن قُبيل ظهور الشخصية في افتتاحية الفيلم يتم تعريفه بكُنية الرجل المُقنع “The Masked Man”، بالمشهد التالي مباشرة في أول ظهور له على متن الطائرة يتحدث عن نفسه قائلاً: لم يهتم أحد من أكون قبل ارتداء القناع “No one Cared who I was until I put on the mask”.
في V V For Vendetta
صار قناع فانديتا يفوق الفيلم نفسه شهرة وانتشاراً بعدما أصبح رمزاً للثورة في أرض الواقع وقام بارتدائه العديد من المتظاهرين في مختلف البلدان، قد ظهر القناع أولاً على صفحات الرواية المصورة V For Vendetta من إبداع الرسام “ديفيد لويد”، ثم انتقل للشاشة في عام 2005 من خلال الفيلم الذي حمل العنوان نفسه.
يقدم الفيلم شخصية “في” بصفته مناضلاً ضد النظام الشمولي المسيطر على بلاده ويخفي هويته -طوال الأحداث- بواسطة قناعه المميز، ما يُميز القناع هو أنه يحمل ملامح رجل عادي ومع تصاعد الأحداث نتبين أن هذا تحديداً ما يفتقر إليه بطلنا الذي يعاني من تشوهات شديدة نتيجة تعرضه لحوادث مُهلكة بالماضي، كما يتميز القناع بابتسامته العريضة التي تجعله يبدو لوهلة مُتهكماً على خصومه أو مُستهيناً بهم، وهو مُستلهم بالأصل من قناع المناضل التاريخي الشهير “جاي فوكس”.
زورو Zorro Zorro Franchise
تم ابتكار شخصية المناضل المحارب “زورو” من قبل الكاتب جانستون ماكولي وقدمها للمرة الأولى في عام 1919، حيث صوره في هيئة الفارس النبيل الذي يكافح الاستعمار ويدافع عن المُستضعفين مُلثماً، نتيجة لنجاح الشخصية تم تقديمها على الشاشة لأول مرة بالعام التالي مباشرة 1920 من خلال فيلم The Mark of Zorro، من ثم تحولت الشخصية إلى امتياز فني وتم استغلالها من خلال عدة أعمال تلفزيونية و11 فيلماً سينمائياً أشهرهم فيلم The Mask of Zorro عام 1998.
لعل أبرز ما يميز تصميم قناع شخصية “زورو” هو أنه لا يحمل رمزاً أو دلالة معينة، كان المراد منه أن يكون وسيلة لإخفاء الهوية الحقيقية ليس أكثر ولا أقل، وبالتالي كان اختيار أن تكون عبارة عن مجرد عُصبة عين سوداء اختياراً موفقاً، بجانب القبعة الدائرية التي تتماشى مع الزمن الذي تجري به الأحداث.
اقرأ أيضاً: تاريخ أفلام الكوميكس والسوبر هيروز مع جوائز الأوسكار بين الترشيح والفوز
جو العظيم Immortan Joe Mad Max: Fury Road
بالعودة إلى الحديث عن الأشرار المُقنعين في عالم السينما يمكننا ذكر شخصية “جو العظيم” في فيلم Mad Max: Fury Road، وهو حاكم الأرض القاحلة الفارض لسطوته على شعبها، يستمد قوته من الحُراس المُخلصين المُحيطين به وتحقق نفوذه من خنوع الآخرين وخضوعهم له، أما هو نفسه يُعد شخصاً ضعيفاً واهناً يعاني من عدة أضرار جسدية وأمراض مزمنة.
يرتدي “جو” على الدوام درعاً من البلاستيك عالي الشفافية لحماية جسده المصاب بالتقرحات، كما يخفي نصف وجهه السفلي بواسطة قناع على هيئة أسنان جمجمة بشرية مبتسمة، يخفي بواسطته الجزء الأكبر من جهاز التنفس الصناعي الذي يلازمه طيلة الوقت، فهو لم يرغب من القناع أن يخفي هويته إنما أراد أن يواري وراءه ضعفه وعلته.
مايكل مايرز Michael Myers / Halloween – Movie Series
يخشى الإنسان دائماً ما يجهل حقيقته ولهذا ارتبطت العديد من أفلام الرعب بالأقنعة وفي مقدمتها سلسلة أفلام الرعب Halloween، التي صدرت للمرة الأولى في عام 1978 ثم تحولت إلى امتياز سينمائي يتضمن إصدارات عديدة بلغ عددها حتى اليوم 11 فيلماً عُرض آخرهم في 2018، ويجري حالياً الإعداد لجزئين إضافيين هما Halloween Kills وHalloween Ends المقرر عرضهما على التوالي في عامي 2020 و2021.
قدمت السلسلة واحدة من أشهر الشخصيات في عالم أفلام الرعب وهي شخصية القاتل “مايكل مايرز” الذي ظهر صبياً في الفيلم الأول ثم قُدم في مراحل عمرية أخرى بالأجزاء التالية، يرتدي ذلك القاتل قناعاً أبيض اللون لا يحمل أي ملامح أو تعبيرات ولا يتضمن أي نقوش مرعبة -على خلاف المعتاد- وهذا تحديداً سر تميزه، فالقناع هناً لا يتوفر به أدنى قدر من الخصوصية ويشبه الأقنعة العادية التي يمكن الحصول عليها من أي متجر مما يُشعر المشاهد بقرب الخطر منه، كما ساهم ذلك في جعل الشخصية نفسها أكثر تأثيراً، ففي كل مرة يظهر بها “مايكل مايرز” ليس مظهر القناع ما يثير المخاوف إنما الشخص الذي وراءه.
ستانلي إبكيس Stanley Ipkiss / The Mask
بطبيعة الحال لا يمكن التطرق للحديث عن الأقنعة دون ذكر الشخصية المُسماه “القناع!”.. تم تقديم تلك الشخصية في الأساس من خلال إصدارات الكوميكس، ثم تم تجسيدها على الشاشة في منتصف التسعينات من خلال فيلم The Mask وجسدها خلاله الممثل “جيم كاري” ومن العجيب والمؤسف في آن واحد أن الشركة المنتجة لم تحول الفيلم إلى سلسلة مطولة ولم تستمثر نجاح الفيلم من خلال أجزاء أخرى.
من المعتاد مشاهدة شخصيات الأبطال الخارقين يرتدون الأقنعة لإخفاء هوياتهم الحقيقية، لكن الأمر مختلف بالنسبة لتلك الشخصيات فلم يكن القناع بالنسبة لها مجرد وسيلة إنما كان مصدر القوى الخارقة التي تتمتع بها؛ إذ تدور أحداث فيلم The Mask -في إطار من الإثارة والكوميديا- حول الشاب المُهمش “ستانلي إبكيس” الذي يعثر على قناع عتيق يمنح مُرتديه العديد من القدرات الفائقة.
اقرأ أيضاً: في عيد ميلاده الـ 25: كيف تحول فيلم جيم كاري الشهير The Mask من فيلم رعب إلى فيلم كوميدي؟
د. ويليام هارفورد Dr. William Harford Eyes Wide Shut
صدر فيلم Eyes Wide Shut في عام 1999 للمخرج ستانلي كوبريك ومن بطولة توم كروز ونيكول كيدمان، قد تلقى الفيلم العديد من المراجعات النقدية الإيجابية كما حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر العالمي بعدما تجاوزت إيراداته 160 مليون دولار أمريكي، وينتمي الفيلم إلى فئة أفلام الدراما المشوقة.
تدور أحداث الفيلم حول الدكتور “ويليام هارفورد” الذي يتعرض لأزمة نفسية قاسية بعد اعتراف زوجته بخيانتها له، مع توالي الأحداث -وفي ظل حالة التخبط والاضطراب التي يعاني منها- يقوده الفضول لحضور حفل تنكري غامض، وحين يدلف إلى ذلك الحفل مُتسللاً خافياً هويته بواسطة قناع تنكري مميز يواجه العديد من المفاجآت ويواجه امرأة أخرى مُقنعة تخبره بما يقلب حياته رأساً على عقب.
باتمان Batman / Batman Movies
يُصنف “باتمان” ضمن أشهر شخصيات الأبطال الخارقين والكوميكس، وقد تم استغلال الشخصية بعدد غير قليل من الأفلام السينمائية أبرزها ثلاثية The Dark Knight للمخرج “كريستوفر نولان” وآخرها فيلم Justice League ضمن عالم DC السينمائي، ويجري حالياً العمل على ثلاثية جديدة خاصة بالشخصية من بطول “روبرت باتينسون”. رغم أن الأقنعة في عالم الأبطال الخارقين أمر عادي إلا أن قناع الوطواط يبقى هو الأكثر تفرداً والأكثر أهمية.
تميُّز قناع “باتمان” يكمن في كونه جزءاً أصيلاً من شخصية صاحبه “بروس واين”، فمعظم شخصيات الأبطال الخارقين استمدوا مظهرهم من طبيعة قواهم الخارقة التي انتقلت إليهم -في الغالب- دون إرادة منهم، بينما “بروس واين / باتمان” هو أحد القلائل الذين اختاروا هويتهم السرية بمحض إرادتهم، بالتالي جاء قناعه يحمل رمزية أكبر من كونه وسيلة لإخفاء الوجه أو التعبير عن القوى التي يملكها، إنما تصميم قناع “بروس واين” يرتبط ارتباطاً وثيقاً بجذور الشخصية وخاصة الأحداث المأساوية التي مَرّ بها في طفولته، أما عن اختياره لرمز الوطواط تحديداً فيرجع إلى أنه أكثر كائن كان يُخيفه في طفولته.
اقرأ أيضاً: أفلام باتمان Batman مرتبة من الأسوأ للأفضل
فيرا كروز Vera Cruz The Skin I Live In
يُعد فيلم The Skin I Live In -إنتاج عام 2011- أحد أشهر وأنجح أعمال السينما الإسبانية وقد تم استقباله بحفاوة نقدية في العديد من المحافل السينمائية كما حاز على العديد من الجوائز العالمية، تدور أحداث الفيلم حول الجراح الفذ الذي ابتكر جلداً صناعياً أكثر مقاومة للأضرار المختلفة، ويقوم بتجربة ذلك الجلد المُستحدث على المرأة الغامضة التي تقيم في قصره.
كانت المرأة الغامضة “فيرا” ترتدي قناعاً بلاستيكياً أبيض اللون وهو بالغ الأهمية حتى أنها ظهرت به على الملصق الدعائي الرسمي للفيلم، مع تقدم أحداث فيلم -الرعب والدراما- نكتشف حقيقة المرأة الغامضة وسر القناع مما يقودنا إلى السر الأكبر الخاص بالطبيب نفسه وحالة الهوس المُسيطرة عليه.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.